القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
السبت 28 كانون الأول 2024

تقارير إخبارية

الاشتباكات في مخيم عين الحلوة .. من المسؤول وما الدوافع؟


الجمعة، 04 آب، 2023

بعد فاتورة قاسية راح ضحيتها 13 قتيلا وعشرات الجرحى وآلاف المهجرين، تتسارع الجهود من جهات فلسطينية ولبنانية لاحتواء الاشتباكات في مخيم عين الحلوة عاصمة الشتات الفلسطيني.

ومع الهدوء الحذر الذي غلف ساعات نهار اليوم الخامس لتفجر الاشتباكات التي لا تكاد تهدأ حتى تتفجر، تبدو الأسئلة الأكثر حضورًا من يتحمل المسؤولية عن الوصول لهذه الحالة وما الدوافع وراء ذلك؟.

شرارة الأحداث

أحدث جولة من الاشتباكات في المخيم بدأت بقيام شخص ملقب بالصومالي (محمد زبيدات) محسوب على حركة "فتح” والأمن الوطني الفلسطيني، بإطلاق الرصاص في السوق السبت الماضي (29-7) فقُتل محمد الصدّيق فرهود المحسوب على مجموعة الشباب المسلم وجُرح آخرون بينهم أطفال.

ويستعرض الكاتب أحمد الحيلة في مقاله تطورات الأحداث عقب ذلك بدءًا من ظهر اليوم التالي (الأحد) عندما اغتيل العميد في الأمن الوطني الفلسطيني أبو أشرف العرموشي وأربعة من مرافقيه في مخيم عين الحلوة في منطقة تسيطر عليها حركة فتح.

مع الهدوء الحذر الذي غلف ساعات نهار اليوم الخامس لتفجر الاشتباكات التي لا تكاد تهدأ حتى تتفجر، تبدو الأسئلة الأكثر حضورًا من يتحمل المسؤولية عن الوصول لهذه الحالة وما الدوافع وراء ذلك؟.

وفي هذا السياق اتهمت حركة فتح في البداية عصبة الأنصار بالمسؤولية عن حادثة الاغتيال. وبعد نفي العصبة مسؤوليتها عن ذلك، تحوّل الاتهام إلى الشباب المسلم الذي نفى بدوره مسؤوليته عن اغتيال العميد العرموشي، وفق الحيلة.

بين الحادثة الأولى والثانية وما بعدهما كان مخيم عين الحلوة مسرحاً لإطلاق النار والاشتباك بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ما أدّى إلى سقوط نحو 13 قتيلاً (9 ينتمون لحركة فتح ومنهم العميد العرموشي، وواحد من عصبة الأنصار، وواحد من الشباب المسلم، وثالث مدني) بالإضافة إلى نحو 60 جريحاً حتى الأول من آب/ أغسطس الجاري، مع نزوح آلاف اللاجئين، داخل المخيم إلى مدينة صيدا.

ويوضح الكاتب الإعلامي في لبنان ياسر أن المعركة تدور بين حركة فتح وجماعات متشددة غير محسوبة على أي تنظيم فلسطيني "إنما هم بقايا وفلول من المجموعات التي خاضت سابقا معارك مع حركة فتح”، وفق ما نقلته صفا.

خلفية التطورات

وتعود خلفية هذه الأحداث -وفق علي- إلى اشتباكات جرت في مارس/ آذار الماضي بين حركة فتح ومجموعات مسلحة أسفرت عن مقتل محمود زبيدات (عنصر بالأمن الوطني الفلسطيني)”.

وأشار إلى أن الأحداث تجددت بعدما حاول أقرباء القتيل (زبيدات) المحسوب على حركة فتح، يوم السبت الماضي اغتيال القيادي في "عصبة الأنصار” أبو قتادة ما أدى إلى إصابته ومقتل عبد فرهود، قبل أن تتطور الأحداث ثم قتل العرموشي مع عدد من مرافقيه.

ووفق أهالي المخيم فإن العرموشي لديه ثارات سابقة مع مجموعة بلال بدر (مجموعة متشددة) ومع عصبة الأنصار، كما أنه كان رأس حربة في معركة حي الطيرة بمخيم عين الحلوة (جرت بين مجموعة بلال بدر وحركة فتح في أبريل/ نيسان 2017).

من المسؤول عن اغتيال العرموشي؟

وأمام سياق الأحداث، يؤكد الكاتب الحيلة أن الذي افتتح المشهد الدامي الحالي، هو شخص محسوب هو وعائلته على حركة فتح والأمن الوطني الفلسطيني، بإطلاقه النار في السوق فقَتَل أحد الأشخاص المحسوبين على الشباب المسلم وأصاب عدداً من الأطفال.

ويضيف أن العميد العرموشي قُتل ومرافقوه الأربعة في مربع/حي تسيطر عليه حركة فتح بشكل كبير، واغتيل بطريقة وصفت بالاحترافية، ما يضع علامة استفهام على طبيعة الجهة المنفّذة والتي يبدو أنها تتمتع بقدرات أمنية وفنية عالية.

ويشير إلى أنه لم يثبت لحد اللحظة من هي الجهة المسؤولة، وهو ما أكّده أمين سر حركة فتح في لبنان، فتحي أبو العردات، بقوله: "لدينا خيوط في جريمة الاغتيال، ولا أريد أن أستبق لجنة التحقيق”.

انهيار متكرر لوقف إطلاق النار

ومنذ اشتعال الأمور، تكرر التوصل لاتفاقات وقف إطلاق نار سرعان ما كانت تنهر بفعل تدخلات من مجموعات مسلحة لحركة فتح التي كانت تحاول فرض وقائع على الأرض دون جدوى.

يقول الحيلة: تم التوافق في هيئة العمل الوطني الفلسطيني المشترك (إطار يجمع الفصائل الفلسطينية في لبنان) على وقف إطلاق النار وتشكيل لجنة تحقيق يوم الأحد 30-7، ولكن مجموعات مسلحة في حركة فتح لم تلتزم بالاتفاق، فكان هناك اتفاق آخر بين الفصائل الفلسطينية يوم الاثنين 31-7 برعاية النائب الصيداوي أسامة سعد بوقف إطلاق النار وتشكيل لجنة تحقيق، ولكن مجموعات مسلحة في حركة فتح لم تلتزم به أيضاً، واستمرت الاشتباكات رغم تراجع حدّتها بشكل عام، ما دفع أمين سر حركة فتح في لبنان فتحي أبو العردات للقول بأنه "بعد استشهاد العميد العرموشي كانت هناك صعوبة في ضبط الوضع”.

ووفق التقديرات فقد جرت محاولات لجر عدة أطراف لدوامة الاشتباكات. وفي هذا الإطار يشير الكاتب الحيلة إلى مقتل أحد عناصر عصبة الأنصار (إطار إسلامي) أثناء الاشتباكات في المخيم، الأمر الذي كاد أن يوسّع دائرة الاشتباك لولا أن العُصبة التزمت الهدوء، واستجابت لأصوات دعتها لتفويت الفرصة على المتربّصين بالمخيم.

وذهب إلى أن ذلك يعني أن الطرف المحرّك لمسلحي حركة فتح والأمن الوطني، كان يهدف إلى توسيع دائرة الاشتباك مع أطر إسلامية أخرى غير الشاب المسلم، لجعل الحركات الإسلامية (جهادية/مقاومة) طرفاً في الأزمة والحدث.

العين على السلاح الفلسطيني

ويخلص إلى أن هناك تياراً داخل حركة "فتح” والأمن الوطني الفلسطيني معني بالتصعيد وتوسيع دائرة الاشتباك المسلح انطلاقاً من عين الحلوة، ما يخلق أزمة داخل لبنان عنوانها السلاح الفلسطيني.

وقال: هذا يدفع إلى القول، لا سيّما في الأوساط اللبنانية، بأن هذا السلاح بات يُشكّل تهديداً للبنان وللمدنيين اللبنانيين والفلسطينيين على حد سواء، أي بمعنى تحويل السلاح الفلسطيني من عنوان وطني في مواجهة الاحتلال إلى عنوان أزمة أمنية داخل لبنان لا بد من إعادة النظر فيه والتخلّص منه.

وأشار إلى أن هذا بالضبط ما أراده رئيس جهاز الاستخبارات الفلسطينية ماجد فرج عندما زار بيروت والتقى جهات رسمية لبنانية في 24-7، ودعاها إلى ضرورة سحب وإنهاء السلاح الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها باستثناء سلاح الأمن الوطني التابع للسلطة الفلسطينية.

ووفق تقديره؛ فإن ماجد فرج جاء لتنفيذ أجندة محدّدة، تسعى لتقويض وجود حركات المقاومة الفلسطينية في لبنان ولا سيّما حركتي؛ الجهاد الإسلامي، و”حماس” التي حمّلها الاحتلال المسؤولية عن إطلاق عشرات الصواريخ من جنوب لبنان إلى شمال فلسطين في السادس من نيسان / إبريل الماضي دفاعاً عن القدس والأقصى.

ولم يكن هذا التقدير بعيدًا عما تحدث به رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، عندما قال "توقيت الاشتباكات في الظرف الإقليمي والدولي الراهن مشبوه، ويندرج في سياق المحاولات المتكررة لاستخدام الساحة اللبنانية لتصفية الحسابات الخارجية”.

أجندة إقليمية

أيمن شناعة المسؤول السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس” في مدينة صيدا جنوب لبنان، أكد أن حركته تبذل جهودًا كبيرة لتطويق الاشتباكات الدائرة في مخيم عين الحلوة.

الأحداث التي تضرب المخيمات لا سيما مخيم عين الحلوة، لا يمكن أن تأتي في سياق العمل الفردي، وإنما في سياقات منظمة تسعى لضرب المخيمات لتحقيق أجندة إقليمية ودولية، تستهدف اللاجئين الفلسطينيين.

وقال شناعة إن حركته ومنذ اللحظة الأولى لاندلاع الأحداث، تواصلت مع جميع المكونات السياسية من أجل وضع حدٍ للأحداث وتطويقها، من أجل حفظ أمن المخيمات، وإفشال أي مخططات تستهدفها.

وأكد أن الأحداث التي تضرب المخيمات لا سيما مخيم عين الحلوة، لا يمكن أن تأتي في سياق العمل الفردي، وإنما في سياقات منظمة تسعى لضرب المخيمات لتحقيق أجندة إقليمية ودولية، تستهدف اللاجئين الفلسطينيين.

وأضاف أن قضية اللاجئين على صفيح ساخن، وهناك من يسعى لنسف المخيمات، من أجل رسم خارطة جديدة في المنطقة، وأن أحداث عين الحلوة لا يمكن فصلها عما يجري في الإقليم والأوضاع الملتهبة في المنطقة، مؤكدًا العمل على إفشال تلك المخططات.

وأكد شناعة أن مصلحة جميع المكونات الفلسطينية هي استتباب الأمن وانتظام الحياة في مخيم عين الحلوة، حفاظًا على النسيج المجتمعي، وقضية اللاجئين وحق العودة، واحترامًا للإخوة اللبنانيين والعلاقات المتينة معهم، مشددًا أن لا أحد يريد حالة الاقتتال في المخيم.