الاعتقالات رصاصة في رأس المصالحة
الجمعة، 10 تموز، 2015
لم تُعطِ
السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية فرصة لناشطي الكتلة الإسلامية بالضفة الغربية للجلوس
على موائد الإفطار في رمضان، حيث زجت بهم في أقبية المعتقلات، الأمر الذي اثار حفيظة
المواطنين وفصائل سياسية ومؤسسات حقوقية، ولكن دون جدوى.
ورغم
حالة الاستنكار الواسعة لهذا المنهج في التعامل مع طلاب الكتلة الإسلامية، إلا أن السلطة
لم تتراجع قيد انملة عنه، حيث أكدت حركة حماس في بيان صحفي تلقت "الرسالة"
نسخة عنه، أن الأجهزة الأمنية للسلطة اعتقلت قرابة 200 من عناصرها منذ مطلع الشهر الجاري،
معتبرة أن ذلك يندرج ضمن حملة تستهدف استئصال الحركة في الضفة الغربية.
وحذرت
الحركة من استمرار حملة الاعتقالات، التي قالت إنها تمثل "نسفا لجهود المصالحة
الفلسطينية وستدفع الحركة لإعادة تقييم موقفها اتجاه كل الخطوات التي اتخذت بشأن اتفاق
المصالحة".
وعليه
طالب عضو المكتب السياسي للحركة الدكتور موسى أبو مرزوق، السلطة الفلسطينية بالكف عما
وصفه بـ "العبث بمستقبل الشعب الفلسطيني وقضاياه الوطنية"، داعيا فصائل المقاومة
الوطنية والأحزاب السياسية، ومنظمات المجتمع المدني بألوانها وفئاتها وتخصصاتها أن
تقف في وجه هذه السياسة التدميرية ولا تسمح لها بالاستمرار.
وقال
أبو مرزوق في تغريدة له عبر فيسبوك أمس الأربعاء، "نجاح أجهزة السلطة الفلسطينية
في الحفاظ على الأمن والاستقرار يكمن بنجاحها في منع قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين
من العبث بالمدن الفلسطينية وقراها وأمن شعبها، أما اعتقال المئات من المقاومين والرافضين
لسياسات تدمير الشعب والقضية، فلا عنوان له إلا أنه خدمة مجانية للكيان الغاصب وسياساته
الاستيطانية".
وسبق
أن طالبت فصائل ومنظمات حقوقية بضرورة إنهاء هذا الملف، والالتزام بالقانون والكف عن
أعمال الاعتقال على خلفية سياسية.
وبينما
دعا حزب الشعب إلى التوقف الفوري عن أي اعتقالات على خلفية الانقسام والصراع السياسي
في الضفة الغربية بحق أبناء حركة حماس، قال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، إن جهازي
المخابرات العامة والأمن الوقائي الفلسطينيين نفّذا حملة اعتقالات في مختلف محافظات
الضفة الغربية، طالت، وفق ما تمكّن المركز من توثيقه، (148) ناشطا ومحسوبا على حركة
حماس.
وأضاف
بيان صادر عن المركز، انه كان من بين المعتقلين الصحفي خلدون المظلوم من مدينة نابلس؛
والناشط في المركز عبد الله ياسين، من مدينة طولكرم، وفضل يوسف خليل موسى، مدير جمعية
يطا الخيرية في محافظة الخليل.
بدوره
اعتبر الكاتب السياسي يوسف رزقة أن الاعتقالات القمعية التي تمارسها اجهزة أمن السلطة
في الضفة الغربية، لا تقف خلفها مبررات أمنية أو لوجستية توجب الاعتقال، وإنما
"سياسية تستهدف شلّ قدرات حركة حماس".
وقال
رزقة معبرا عن اسفه "هناك محاولة لإحباط إعادة تنظيم حركة حماس لنفسها، وإرهاب
القواعد الشبابية التي تشارك في الاحتجاجات الاجتماعية وكذلك ضد الاحتلال، وبخاصة أن
السلطة قائمة لحماية أمن إسرائيل على حساب ابناء الشعب الفلسطيني".
المصدر: الرسالة نت