الاعتقال السياسي.. حجر «العثرة» أمام التعليم
الجامعي بالضفة
الإثنين، 15
حزيران، 2015
لا يزال الاعتقال السياسي الذي تمارسه أجهزة السلطة
في الضفة الغربية المحتلة يقف عائقاً أمام إتمام كثير من طلبة الجامعات الفلسطينية
المنتمين لحركات المقاومة الفلسطينية وأنصارها لدراستهم والوصول إلى اللحظة التي يتمناها
كل طالب؛ وهي لحظة التخرج.
فكثيرٌ من الطلبة يشتكون مما يصفونه بـ"تعمد"
الأجهزة الأمنية اعتقالهم قبيل أوقات الامتحانات النهائية، ما يجعل سنواتهم الدراسية
تضيع مع هبوب ريح اعتقالهم سياسياً، دون مبررات مقنعة أو مسبّبة بأسباب قانونية صحيحة.
اعتقالات وسنوات
القيادي في الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت
الطالب جهاد سليم قال خلال حديثه لـ"المركز الفلسطيني للإعلام"، إن الأجهزة
الأمنية باتت راصداً جيداً لتحركات طلبة العلم، ومعوقاً أساسياً لمسيرة التعليم التي
تأخرنا فيها بسبب ملاحقة الاحتلال والسلطة لنا.
وعن تجربته الشخصية؛ يوضح سليم أنه تعرَض للاعتقال
9 مرات لدى جهاز الأمن الوقائي ومرة واحدة لدى المخابرات، تخللها ساعات من الضرب والاعتداء،
علاوة على الاستدعاء أكثر من مرة.
وجهاد سليم لا يزال يدرُس حتى اللحظة رغم شعوره
بعدم الاستقرار، حسب تعبيره، متهماً الأجهزة الأمنية بالسعي لبث روح اليأس في نفوس
الطلبة، متسائلاً عن سرّ إصرار هذه الأجهزة على تعكير صفو طلبة الجامعات ومسيرة العلم.
وقال طالبٌ بجامعة بيرزيت: "اعتقلت لدى الاحتلال
والسلطة، وتعطلت دراستي في الجامعة لعامين، وها هم زملائي باتوا مهندسين ويعملون، وما
زلت أبحث عن شركة لأتدرب فيها، وما زلت أدرس في الجامعة".
تساؤلات !
ويطرح المعتقلون السياسيون وأهاليهم تساؤلات مهمة
على السلطة وحركة فتح والأجهزة الأمنية بعد ما وصفوه بـ"التمادي الكبير في انتهاك
حقوق المواطنين في الضفة الغربية".
ويتساءل الطالب سليم عن الهدف الرئيس الذي تريده
السلطة من الاعتقالات، وقال متسائلاً: "ما جدوى تعكير الأجواء السياسية والاجتماعية؟
ولصالح من يتم تدمير النسيج الاجتماعي الفلسطيني في الوقت الذي يصعّد فيه الاحتلال
من الجريمة التي تحتاج لوحدة وطنية وتكاتف وإسناد للجامعات والعلم والمقاومة لوقفها
وصدّها؟".
من جهتها قالت عائلة المعتقل السياسي إسلام حامد
من رام الله خلال حديثها لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام"، إن استمرار
اعتقال إسلام وتردّي حالته الصحية جعلنا نعتصم أمام مقر الصليب الأحمر للمرة الثانية،
في الوقت الذي نبرق فيه رسائل إلى المؤسسات والحقوقيين والنواب من كل الفصائل بضرورة
وقف معاناة إسلام والإفراج عنه، حيث إنه معتقل منذ العام 2009.
وتتساءل العائلة عن أسباب اعتقال نجلها في الوقت
الذي تتعرض فيه لانتهاكات مستمرة من الاحتلال بالاعتقال والمنع من السفر والمداهمة
المتواصلة للمنازل والممتلكات، ولماذا تلتقي مصالح الطرفين في عائلة حامد بالانتهاك
المتشابك للأسف؟! تتساءل العائلة.
ورغم الدعوات المتكررة لوقف الاعتقال السياسي،
والعودة إلى مربع المصالحة وإنهاء الانقسام إلا أن الشكاوى المتكررة والمعاينات اليومية
تظهر استمرار الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية المحتلة في سياسة الاعتقال السياسي
دون توقف.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام