«التقسيم
الزماني للأقصى».. مطالب بالمواجهة وتحذير من المستقبل
الخميس، 03 أيلول، 2015
مساعٍ صهيونية حثيثة باتت تتركز في الآونة الأخيرة
لفرض التقسيم الزماني بالمسجد الأقصى من خلال منع المصلين من دخوله خلال ساعات معينة،
ما دفع شخصيات مقدسية إلى دق ناقوس الخطر مما تحمله الأيام المقبلة للمسجد، مطالبين
بضرورة المواجهة بشتى الطرق والوسائل.
وزير شؤون القدس السابق، خالد أبوعرفة، عبر عن هذا
الواقع لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" بالقول: "الاحتلال سعى منذ انتفاضة
الأقصى عام 2000 إلى تقسيم المسجد الأقصى زمانياً، حيث كان يمنع وصول المسلمين المقدسيين
وأهل الضفة الغربية وقطاع غزة للأقصى في أيام الجمَع، وكان يحوّل مدينة القدس ومحيط
البلدة القديمة إلى ثكنة عسكرية، واضعاً الحواجز الحديدية والنقاط التفتيشية".
غياب دور السلطة
وأشار أبو عرفة إلى أن الاحتلال سعى من خلال غياب
دور السلطة الفلسطينية، في توفير حق الحماية العبادة بالمسجد الأقصى، إلى تخدير الفلسطيني،
فعند خروجه للصلاة يرى طريق الأقصى مغلقًا فيعود إلى منزله. القبول بهذا الواقع شجع
الاحتلال على التمادي والصعود في خطة التقسيم الزماني على الأقصى، مشيراً إلى أن الاحتلال
بدأ بإغلاق أبواب الأقصى، ومن ثم التحكم بوقت دخول كبار السن والنساء وأطفال المدارس.
وحذر الوزير السابق، من خطورة الوضع المحدق قائلاً:
"نحن الآن مقبلون على مرحلة جداً خطيرة؛ فالاحتلال بدأ بتنفيذ التقسيم الزماني،
وفرض مواعيد الدخول والخروج من الأقصى ليوفر دخول المستوطنين، وهنا سوف نفاجأ جميعاً
أن المقدسيين والفلسطينيين سيمنعون من دخول المسجد الأقصى ربما لأكثر من ثلاث أو أربع
صلوات، وربما من الفجر وحتى العشاء، في خطوة مماثلة لما حدث بالمسجد الإبراهيمي بالخليل".
وحذر أبو عرفة المسلمين والفلسطينيين والمقدسيين
من التسليم بالأمر الواقع، وهو ما قد يشجع الاحتلال للقيام بأية خطوة خطيرة مهما كانت
على اعتبار أنه يتصرف بمقدس يهودي وليس بمقدس إسلامي.
مصطلح عبري
وأوضح أبو عرفة أن مصطلح التقسيم الزماني مصطلح
عبري دخل عبر الإعلام في الأدبيات الصحفية حتى يتم استعماله ويتم تقبله، والتقسيم الزماني
يعني اقتطاع زمن من المسلمين في الصباح والمساء، وتخصيصه لليهود.
وعبر أبو عرفة عن قلقه قائلاً: "أنا قلق جداً،
وأضم قلقي إلى الكثير من المسلمين والمسؤولين والمرابطين والمغلوب على أمرهم، حيث ستحمل
الأيام القادمة والراهنة في طياتها الكثير من المفاجآت المحدقة والمأساوية".
ويرى أبو عرفة أن حكومة الاحتلال سيطرت بالفعل على
المسجد الأقصى وعلى أبوابه وحراسه ورواده، ويسمحون لمن شاءوا ويمنعون من شاءوا من الدخول
للأقصى.
خطوة خطيرة
بدوره، يرى الناطق الإعلامي لوكالة قدسنا لأنباء
القدس المحتلة والمسجد الأقصى، عزمي الدريني، أن "التقسيم الزماني هو مصطلح خطير
باعتقادي؛ لأنه يضع الأقصى بين طرفين متساويين في الحقوق، وهذه محاولة لفرض حقائق على
الأرض".
وأوضح الدريني أن الاحتلال "ينتهك حرية العبادة
والحقوق الدينية والمدنية وحرية الدخول إلى أماكن العبادة، كذلك يتم الاعتداء على النساء
وحرمتهن وحرمة المسجد الأقصى".
وقال الدريني: "تطبيق التقسيم الزماني لا يمكن
وقوعه طالما هناك مصلٍّ أو مصلية يقفون على أبواب المسجد الأقصى يطالبون بحقهم في الدخول
إليه"، لافتاً الأمر إلى أن "المرابطين المتواجدين بشكل يومي على أبواب الأقصى
منذ ساعات الصباح الباكرة هم الرادع الوحيد عملياً لفرض هذا الأمر على المسجد الأقصى
في الوقت الراهن وفي المستقبل".
خطوات مطلوبة
وأشار الدريني إلى أهمية "التصدي لمحاولات
تغيير الوضع الراهن في الأقصى، وهذا يتطلب عدة خطوات أهمها ميدانياً حيث يتم تكثيف
التواجد اليومي في المسجد الأقصى وساحاته، وإن لم يستطيعوا الوصول المكوث عند أقرب
نقطة، وسياسياً باتخاذ قرارات وإجراءات مهمة داخل أروقة السياسة في الجامعة العربية،
وإعلامياً عن طريق وسائل الإعلام والتي تعمل على نقل الحدث وليس الخبر فقط".
من جانبها، قالت المرابطة زينة عمرو إن "الاحتلال
منذ أسبوع يفرض تقسيماً زمانياً منفصلاً بين اليهود والمسلمين؛ حيث بدأ بإغلاق المسجد
الأقصى في وجه النساء وفتحه أمام اليهود من الساعة السابعة صباحاً حتى الساعة الحادية
عشرة ظهراً، ما يعني أن هذه الخطوة أصبحت واقعاً من ناحية الفصل الكامل بين المسلمين
واليهود".
وأشارت عمرو إلى أن إخلاء الأقصى من تواجد المسلمين
خلال وقت اقتحام اليهود للأقصى، يمثل خطورة من حيث الإسراع في خطواتهم القادمة والانتقال
للتقسيم المكاني.
وأوضحت أن الاحتلال سعى منذ عدة سنوات ضمن وتيرة
متصاعدة إلى إبعاد النساء والرجال والنشطاء من داخل ساحات الأقصى، وفرض اعتقالات وتقديمهم
للمحاكمات، ومن ثم السجن والإبعاد، من أجل أن يهيئ الظروف، ثم تطورت الإجراءات إلى
أن وصلت لفرض الإبعادات الجماعية.
دائرة الأوقاف الأردنية
وختمت عمرو بمطالبة دائرة الأوقاف الأردنية الإسلامية
بالتنبّه للخطر الشديد الذي يحدق بالمسجد الأقصى؛ فعندما تُضرب النساء وتمنع من الدخول
وتصادر دونمات من مقبرة إسلامية في الجهة الشرقية من المسجد الأقصى، هذا يعني أنه مساس
بحق الأوقاف في السيطرة على المسجد الأقصى.
أما الناشطة المقدسية بيان الجعبة، فتحدث بالقول
"المرحلة الحالية هي من مراحل التقسيم الزماني الأولى والتي تعتمد على الساعات
وأيام مشتركة، أما المرحلة التالية فقد تعتمد على الأيام وساعات منفصلة، وفي المرحلة
المستقبلية يتم فيها التقسيم المكاني للمسجد الأقصى".
وأوضحت الجعبة أنه طالما يستطيع مسلم واحد الوصول
للمسجد الأقصى هذا يعني أنه لن يسمح بتقسيم الأقصى، وبالتالي يجب تكثيف التواجد المقدسي
والفلسطيني سواء داخل الأقصى أو عند أقرب نقطة يمكن الوصول لها حتى نرسل رسالة للاحتلال
أننا لن نتخلى عن أقصانا.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام