الحركة الأصولية «غائبة» عن عين الحلوة و«الهجرات» إلى سوريا فردية (3/3)
السبت، 14 تموز، 2012
منذ بدء الكلام عن الخلية السلفية التي تم الكشف عنها داخل الجيش اللبناني، عادت إلى الواجهة قضية الحركات الأصولية التي يجري الحديث عن أنها متواجدة في مخيم عين الحلوة، خاصة بعد المعلومات التي تحدثت عن أن زعيم الخلية المفترض أبو محمد توفيق طه يسكن داخل هذا المخيم.
وفي السياق نفسه، تكثر الأنباء في الفترة الأخيرة عن "هجرات" يقوم بها العديد من الأفراد من داخل المخيم إلى الأراضي السورية، بعد أن أصبحت هذه الأراضي "ساحة للجهاد" من وجهة نظرهم، فما هي حقيقة هذه الحركات داخل المخيم اليوم، وهل هناك فعلاً "هجرات" باتجاه الأراضي السورية؟
لا وجود لتنظيمات أصولية داخل المخيم
|
|
لا تعتبر ظاهرة تنامي الحركات الإسلامية في مخيم عين الحلوة بالأمر الجديد، فهناك العديد منها معروف منذ زمن بعيد، وعلى رأسها تأتي "عصبة الأنصار" التي تعتبر من أهمها وأكثرها تنظيماً وإنتشاراً لناحية العدد والمناصرين. ومن ثم تأتي "الحركة الاسلامية المجاهدة" التي تعتبر أنها ذات خطاب معتدل ولا تحبذ العنف، ويتولى رئاستها الشيخ جمال خطاب، ومعظم أنصارها يعملون في الحقل الإجتماعي والإنساني، بالإضافة إلى العديد من الحركات والتنظيمات الأخرى. وفي هذا السياق يلفت قائد "الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان" اللواء صبحي أبو عرب إلى أن هناك وجوداً لحركات إسلامية منفتحة ولديها طروحات معتدلة داخل المخيم، ويشير إلى أن مواقفها معلنة، وهي تؤكد بشكل دائم الحرص على أمن المخيم والجوار، وأنها ضد أي بندقية وجهتها غير فلسطين، لكنه يؤكد أن لا وجود لتنظيمات أصولية متطرفة داخل المخيم، ويشير إلى أنه قد يكون هناك وجود لبعض الأفراد، لكن لا تنظيم له هيكلية واضحة يتبنى طروحات متشددة داخل المخيم. |
ومن جانبه، يؤكد أمين سر القوى الإسلامية وعضو القيادة السياسية للجنة المتابعة في مخيم عين الحلوة الشيخ جمال خطاب أن الكلام عن وجود تنظيمات أصولية متطرفة داخل المخيم غير صحيح على الإطلاق ولا مصداقية له، ويرى أن هذا الكلام هو من باب تسليط الأضواء على المخيم من قبل بعض القوى السياسية ووسائل الإعلام.
ويشير الشيخ الخطاب إلى أن تنظيم "فتح الإسلام" لم يكن موجوداً داخل مخيم عين الحلوة بل في مخيم نهر البارد في شمال لبنان، وفي ما يتعلق بتنظيم "جند الشام" يؤكد أن التنظيم لم يعد موجوداً اليوم، ويلفت إلى أن هناك أفراداً في المخيم كانوا ضمنه في السابق، لكنه يؤكد أنهم لا يشكلون أي خطر.
وفي السياق نفسه، يؤكد القائد السابق للكفاح المسلح الفلسطيني العميد محمود عيسى الملقب بـ"اللينو" أن لا وجود لتنظيم "القاعدة" في المخيم، كما يؤكد عدم وجود تنظيمات أصولية متطرفة تشكل تهديداً لأمن المخيم والجوار، ويعتبر أن من الممكن أن يكون هناك بعض الأفراد المتأثرين بتوجهات فكرية معينة، لكنه يؤكد أن لا تنظيم لها، ويلفت إلى أن بصمات هذه التظيمات معروفة، وهي لم تكن موجودة في أي حدث أمني حصل في السابق.
الهجرات إلى سوريا... أفراد لا مجموعات
|
|
على صعيد متصل، تتحدث العديد من الأنباء عن "هجرات" يقوم بها بعض الأفراد إلى الأراضي السورية بعد أن أصبحت هذه الأراضي بمثابة "أرض جهاد" من وجهة نظرهم، وفي هذا السياق يوضح اللواء أبو عرب أن هذه الانباء يسمع عنها عبر وسائل الإعلام، ويؤكد عدم معرفة مصدرها، ويشير إلى أنه قد يكون هناك بعض الأفراد الذين يتعاطفون مع فكر معين كما هو حاصل في العديد من المناطق اللبنانية ويغادرون إلى الأراضي السورية، لكنه يؤكد أن "لا وجود لتنظيمات لها هيكلية تتبع هذا النهج أو لها توجه عام بذلك".
ومن جانبه، يشير العميد "اللينو" إلى أن هناك الكثير من هذا الكلام في وسائل الإعلام، ويلفت إلى أنه قد يكون هناك بعض الأفراد "المتحمسين" لمعتقدات أو أفكار معينة خرجوا من المخيم إلى سوريا، لكنه يجدد التأكيد أن لا وجود لتنظيمات لها هذا التوجه، ويوضح أنه في السابق هناك العديد من الأفراد الذين خرجوا إلى العراق وأفغانستان. |
وفي الإطار نفسه، يوضح الشيخ الخطاب أن الذي حصل هو مغادرة 4 أشخاص من المخيم تم الحديث عنهم قبل أشهر قليلة، ويلفت إلى أن لا معلومات عنهم منذ ذلك الوقت، ويؤكد ان هذا الأمر لم يحصل باعداد كبيرة، ويشدد على أن ليس هناك توجه عام لدى أي فصيل داخل المخيم بذلك، ويضيف: "هذا الموضوع حصل بشكل فردي وليس توجها عاما أو ظاهرة بالتأكيد".
المصدر: ماهر الخطيب - النشرة