«الحمى المالطية» تصيب أهل النقب
بفعل حصار المواشي

الجمعة، 01 أيار، 2015
خلصت ملاحقة سلطات الاحتلال
الإسرائيلي لعائلة أبو محمود الزيادنة ومنعه من إقامة حظيرة لمواشيه بعيدًا عن منزله،
إلى إصابة اثنين من أطفاله بمرض "الحمى المالطية" انتقلت إليهما من المواشي.
واضطر الزيادنة (42 عاما)
لاصطحاب طفليه إلى العيادة الصحية الخاصة بأهل النقب خوفًا من تدهور حالتهما الصحية
وتطعيم الأخرين خشية من انتقاله إليهما من المواشي، علما أن هذا المرض لا ينتقل من
شخص لأخر.
ويقول لزيادنة لوكالة
"صفا إن ما تسمى بسلطة توطين البدو التابعة للاحتلال الإسرائيلي تمنعه من إقامة
حظيرة على مساحة بعيدة من منزله في أراضه في رهط، وتأتي جرافات البلدية وتهدمها في
كل مرة هي والمنزل.
ويضيف أن "محاولات
الطرد لا تقتصر علينا، فالأغنام ملاحقة أيضًا وممنوعة من أن تعيش في حظائر، وبسبب هذا
أضطر لإقامة الحظيرة بملاصقة البيت".
ولا يمكن لزيادنة بيع المواشي
أو الاستغناء عنها، لأنها كما يقول "مصدر عيشي ورزقي الوحيد أنا وأولادي".
وتزيد مسيرة الذهاب إلى
العيادة الصحية معاناة المواطن في علاج أبنائه، ويضيف "العيادة بعيدة جدًا، ولا
يوجد شيء مجاني إلا التطعيم، وهو لمن لم يصابوا بالمرض، أما العلاج فهو غالي، ونحن
الله أعلم بحالنا".
منع إقامة الحظائر
حالتا الزيادنة ليستا الوحيدتين،
إذ حذرت مؤسسات إنسانية ومجالس محلية في النقب من انتشار مرض "الحمى المالطية"
في قرى النقب المحتل، والذي ينتقل من المواشي إلى الإنسان.
واكتشفت وزارة الصحة الإسرائيلية
بعض الحالات المصابة بالمرض في عدة مناطق بالنقب، وأثار هذا حالة من القلق بين أهل
القرى الذين يربي معظمهم المواشي.
و"الحمى المالطية"
مرض جرثومي واسع الانتشار في بعض مناطق العالم وخاصة حوض المتوسط، وهو مشترك بين الانسان
والحيوان يبدأ بحرارة مستمرة أو متقطعة وصداع ووهن، وتعرق غزير ونقص بالوزن وألام مفصلية،
مع ظهور أعراض النفسية كالأرق والاكتئاب.
ويعود المرض للظهور على
شكل نكسات إذا لم يعالج بشكل جيد، ويحدث الشفاء في بعض الحالات من هذا المرض ومن شأنه
أن يؤذي العظام والمفاصل ويسبب التهابات بولية، إضافة إلى التهاب شغاف القلب والسحايا
والدماغ.
ويقول مدير مؤسسة النقب
للأرض والإنسان أحمد السيد لوكالة "صفا" إنه بعد اكتشاف العديد من الحالات
حذرنا من انتشاره لأنه سريع العدوى، وطالبنا الأهالي بالتوجه للعيادات لتلقي التطعيمات
اللازمة لمنع الإصابة به.
ويؤكد السيد أن هذا المرض
خطير وتكمن خطورته في عدم الإسراع في العلاج وهو ما يؤدي إلى الوفاة.
وتشكل إجراءات سلطات الاحتلال
بمنع إقامة الحظائر وملاحقة أصحاب الأراضي والمواشي في النقب، السبب الأول في انتشار
هذا المرض، وفق السيد.
ويشهد النقب سنويًا إصابة
حالات لا تُذكر بهذا المرض الذي ينتقل إلى الإنسان من خلال تناول ألبان أو لحوم المواشي
المصابة، أو مجرد الإقامة بقرب هذه المواشي.
ويضيف "ما يزيد معاناة
أهل قرى النقب البسطاء هو افتقارهم للعيادات الطبية اللازمة للتطعيم والعلاج على حد
سواء، فجميعهم يخوضون مسافات طويلة من أجل الوصول إلى العيادة الوحيدة التي يعتمد عليها
أهالي معظم قرى النقب".
وكما يقول "هذا المرض
هو أبسط نتيجة لإجراءات ومخططات الاحتلال لطرد أهل القرى مسلوبة الاعتراف، والتضييق
حتى على القرى المصنفّة بأنها معترف بها".
سياسات عنصرية
من جانبه، يقول رئيس المجلس
الإقليمي لقرى النقب عطية الأعسم لوكالة "صفا" إن سياسة التمييز التي تنتهجها
سلطات الاحتلال تجاه أهل النقب هي السبب في انتشار هذا المرض الخطير.
ويوضح الأعسم أن الاحتلال
يمنع اجراءات الوقاية من هذا المرض عبر منع الأطباء البيطريين من متابعة المواشي في
النقب، ومنع إقامة المواشي في حظائر خاصة بعيدة عن منازل المواطنين، وتتمتع بتوفير
الإجراءات اللازمة لتربية سليمة لهذه المواشي.
وبالرغم من محاولات أهل
النقب إبعاد حظائرهم عن المناطق السكنية، إلا أن القوانين والسياسات الإسرائيلية هي
التي تمنع ذلك.
ويضيف الأعسم أن سلطات الاحتلال
تمارس ضمن مخططاتها لطرد أهل النقب سياسة لتدمير وتحجيم تربية المواشي عبر عدة قوانين
عنصرية ضدهم أبرزها فرض ضرائب باهظة على مربيها، وتحديد عدد معيّن من المواشي المسموح
بتربيتها لكل صاحب حظيرة.
وعن إحصائية للحالات المصابة
بالمرض، يشير الأعسم إلى أنه لا يوجد إحصائية معينة حتى الأن، بالرغم من إصابة عدد
لا بأس به، إضافة إلى أن هناك حالات غير معلنة.
وحول دور المجلس الإقليمي
في منع انتشار هذا المرض، يؤكد أن المجلس لا يمكنه أمام السياسات والقوانين العنصرية
الإسرائيلية، إلا المطالبة بوقف الانتهاكات تجاه أصحاب الحظائر، وهو ما لا يلقى أذن
صاغية من سلطات الاحتلال.
ويبقي أن اتباع إجراءات
الوقاية والتطعيم والعلاج قدر الإمكان هو الخيار أمام أهل النقب الذين يتعرضون لما
هو أشد من ذلك من مخططات اسرائيلية لخنقهم داخل أراضيهم المحتلة لمحاولة إخراجهم منها.
المصدر: وكالة صفا