شبكة لاجئ نت ||
السبت، 12 آب، 2023
لم يكن اعتداء
ميليشيات لبنانية على مخيم تل الزعتر شرق بيروت في شهر حزيران / يونيو عام 1976
حدثا عاديا او مفاجئا..
كل ما حصل ضد مخيم تل
الزعتر كان له اهداف حددت بدقة مسبقا.
المناخ الدولي
والاقليمي كان يعمل على تصفية القضية الفلسطينية وتعزيز مكانة الاحتلال الإسرائيلي
واضعاف المقاومة الفلسطينية وفرض حلول سياسية تسقط الحقوق الفلسطينية وتعزز الوضع
الاستراتيجي للكيان الصهيوني.
كل من تورط في الجرائم
ضد الشعب الفلسطيني كان يحقق الأهداف المذكورة.
بعد توسع الكيان
الصهيوني عام 1967 باحتلال القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة والجولان، بدأت مرحلة توفير الامن والاستقرار للكيان فجرى
استهداف المقاومة الفلسطينية في الاردن احداث أيلول الأسود عام 1970 ، ثم انتقلت
المقاومة الفلسطينية إلى لبنان حيث بدأت الصدامات مع الدولة اللبنانية، وصولا إلى
استهداف بوسطة عين الرمانة في شهر نيسان / أبريل عام 1975.
بعد حادثة عين الرمانة
وقعت الحرب في لبنان وصار العامل الفلسطيني طرفا فيها ، وتمت عملية استهداف الوجود
الفلسطيني شرق بيروت ، فجرى تنفيذ اعتداءات ضد مخيمي جسر الباشا وتل الزعتر ،
وحصلت علاجات سياسية وامنية لكن المخطط ظل قائما: إنهاء الوجود الفلسطيني شرق
بيروت .
هنا لا شك ان جهات
فلسطينية مؤثرة كانت ضليعة في تنفيذ هذا المخطط.
حصلت الميليشيا
اللبنانية التي اعتدت على تل الزعتر على دعم جهات محلية واقليمية ، وحوصر المخيم
منذ حزيران/ يونيو 1976 ، وتعرض لقصف مدفعي عنيف ومنعت عنه المياه والأدوية
والاغذية .
مساحة المخيم محدودة
جدا وهو محاط بتلال تمركزت فيها تشكيلات عسكرية استهدفت المخيم.
منازل المخيم من
الصفيح ويسكنه آلاف من اللاجئين الفلسطينيين الذين يعملون في مصانع المنطقة.
جرى استهداف المخيم
بالرشاشات والقذائف واقتحمته الدبابات.
صمد المخيم صمود
أسطوريا لمدة 51 يوما ، واستشهد المئات من أبنائه وانهارت المنازل والملاجىء على
ساكنيها.
سجل المخيم اسطورة في
التصدي والصمود والمقاومة ، واوقع خسائر هائلة في صفوف المعتدين..
وتمكنت المعالجات من
اخراج الأهالي والجرحى في 12 آب / أغسطس 1976،حيث ارتكبت الميلشيا جرائم كبيرة ضد
المدنيين العزل..وجرى تدمير المخيم مباشرة كما جرى في وقت سابق تدمير مخيم جسر
الباشا المجاور له.
صمود مخيم تل الزعتر
وتضحيات اهله الكبيرة أكدت تمسك الشعب الفلسطيني بهويته وحقه في العودة وكرست وعيا
وطنيا ضد استهداف الوجود الفلسطيني في لبنان .
وسجل التاريخ صمودا
وتضحية هائلة لأهالي المخيم وكتبت سيرة المخيم كملحمة وطنية في تاريخ الشعب
الفلسطيني.
ان أحياء ذكرى ملحمة
تل الزعتر واجب وطني وانساني وجزء من الوفاء لهذا المخيم وتضحيات اهله.