القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

«الرسالة» تكشف ظروف مجزرة اليرموك بسوريا

«الرسالة» تكشف ظروف مجزرة اليرموك بسوريا
 

الجمعة، 21 كانونالأول، 2012

حذر طارق حمود منسق مجموعة العمل من أجل الفلسطينيين بسوريا، من مجازر جديدة قد يرتكبها النظام السوري بالمخيمات الفلسطينية, داعيا لتجنيب الفلسطينيين ويلات الصراع لتكون مخيماتهم ملاذا آمنا للنازحين من الشعبين السوري والفلسطيني.

وقال حمود في حوار مع "الرسالة نت" من العاصمة البريطانية لندن, إن عدد الشهداء الفلسطينيين منذ اندلاع الثورة السورية قبل أكثر من عام بلغ 757 شهيدا ومئات الجرحى, بالإضافة إلى تدمير المئات من المنازل والممتلكات الفلسطينية.

ويعيش نحو 600 ألف لاجئ فلسطيني بسوريا يتوزعون على 14 مخيما منها أربعة مخيمات لا يعترف النظام السوري بها, كما يتواجدون في 20 تجمعا ويتركز 90% من تواجدهم في دمشق وجنوبها.

ودعا حمود السلطة الفلسطينية والدول العربية والإسلامية لتحمل مسؤولياتها ووقف انتهاك حقوق الإنسان وإجراء اتصالات عاجلة مع الأطراف التي تدعم النظام السوري, كروسيا والصين وإيران لتحييد الفلسطينيين مما يجري في سوريا خاصة بعد مجزرة مخيم اليرموك يوم الأحد الماضي.

وتجدر الإشارة إلى أن روسيا أصدرت بيانا قبل نحو شهرين دعت فيه لعدم المساس بالمخيمات الفلسطينية بسوريا والتوقف عن استهدافها وتسهيل وصول المساعدات إليها.

وأشار حمود إلى أن هناك مساع جادة من النخب والشخصيات الفلسطينية في الخارج لطرح مبادرة عاجلة لتجنيب اللاجئين الفلسطينيين ويلات المعارك الدائرة في سوريا بين المعارضة والنظام؛ لكن معالمها لم تتمحور بعد.

وناشد منظمة التحرير الفلسطينية والفصائل كافة بعقد مشاورات سريعة لمنع انزلاق المخيمات بسوريا إلى وحل المعركة التي ليس للفلسطيني أي مصلحة فيها من قريب أو بعيد.

الأونروا تتخاذل

وعن جهود إغاثة اللاجئين الفلسطينيين بسوريا, قال حمود "إن دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين خجول ومتقاعس ولم تصل مساعدات للمخيمات منذ فترات طويلة" مؤكدا أن مدارس الوكالة التي لجأ إليها النازحين قصفت مرارا كما تعطلت الدراسة فيها دون أن تتحرك "الأونروا" أو تدين هذه الأعمال.

وأوضح أن المعونات الإغاثية التي تقدم للاجئين والنازحين من خلال المنظمات المحلية ضعيفة ولا تفي باحتياجاتهم الكبيرة, داعيا لمسائلة "وكالة الغوث" لمخالفتها التفويض الممنوح لها أمميا الذي يفرض عليها إغاثة الفلسطينيين في أماكن اللجوء وحالات الطوارئ.

ملاحقة حماس

وأثنى حمود على دور حركة المقاومة الإسلامية حماس بإغاثة الفلسطينيين بمخيمات سوريا, مستدركا: "أن هذا الدور تراجع حاليا بفعل ملاحقة قيادات الحركة والتضييق عليهم واعتقال بعضهم".

وكشف أن قوات النظام السوري اعتقلت قبل أيام مسؤول حركة حماس في حمص وحماة "أبو إسلام الشلبي" كما اعتقلت عددا آخر منهم خلال الأشهر الماضية لرفضهم الوقوف إلى جانب النظام على حساب الشعب السوري وحقوقه.

هجرة داخلية

وقال حمود إن بعض اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك اضطروا للنزوح داخليا لمخيم خان الشيخ الذي يبعد نحو 25 كيلو متر غرب دمشق لتجنب قصف قوات النظام, موضحا أن المخيمات الفلسطينية في الشتات مكتظة وغير قابلة لاستيعاب مزيدا من الأعداد.

وكشف أن لبنان والأردن قررتا التوقف عن منح النازحين الفلسطينيين تأشيرات لدخول أراضيهما كما جرى إغلاق الحدود لمنع وصولهم إلى البلدين أو التواجد في المعسكرات على حدودهما.

وحث حمود ليبيا للتراجع عن قرارها الذي أصدرته قبل أيام بمنع العائلات الفلسطينية النازحة من دخول أراضيها أيضا بحجة أنها تخشى من حركة نزوح كبيرة للاجئين الفلسطينيين بسوريا.

حل مؤقت

كما ناشد السلطة الفلسطينية بدعوة الدول العربية والإسلامية المعنية لفتح أبوابها للشعب الفلسطيني مؤقتا لحين إنهاء الأزمة في سوريا لضمان سلامتهم بالتنسيق مع جامعة الدول العربية والأونروا والمفوضية الأوربية لشئون اللاجئين.

وأكد حمود "أن اللاجئ الفلسطيني بسوريا عندما يطلب تأشيرة للانتقال للدول المجاورة لا يسعى للتوطين وإنما للحفاظ على سلامته في هذه المرحلة التي تمر بها البلاد".

وجدد تمسك "التجمع" بحق العودة إلى فلسطين انطلاقا من الدول العربية والإسلامية والأوربية التي يتواجد فيها الشعب الفلسطيني بعد أن يندحر الاحتلال "الاسرائيلي" عن تراب فلسطين.

وتأسست مجموعة العمل من أجل الفلسطينيين في سوريا بداية أكتوبر العام الجاري بعد ورشة عمل في لندن بمشاركة شخصيات سياسية وإعلامية ومؤسسات حقوقية لمتابعة ما يجري للفلسطينيين بسوريا وتوثيق الانتهاكات ضدهم والإشراف على قضاياهم السياسية والحقوقية.

وذكر حمود أن القانون الإنساني والدولي يحرم قصف الأماكن المدنية في الصراعات والحروب تحت أي ذريعة, داعيا النظام السوري لاحترام حقوق الإنسان والنزول عند رغبات شعبه لإنهاء الأزمة القائمة.

يتقاسمون الخبز

وأثنى على التكافل الاجتماعي بين الشعبين السوري والفلسطيني, مشيرا إلى أنه يوجد بمخيم اليرموك 200 ألف عائلة سورية تتقاسم رغيف الخبز مع الفلسطينيين وتتوزع بالمساجد والمدارس والبيوت والمؤسسات المدنية.

وتابع حمود: "حالة التآلف بين الفلسطيني والسوري أفضل بكثير مما هو عليه الحال في الأردن ولبنان وهذا ما جعل اللاجئ الفلسطيني يدفع فاتورة كبيرة من الدماء تعادل فاتورة الحرية التي ما يزال يدفعها الشعب السوري".

ويعيش الفلسطينيون حاليا في مخيمات "درعا, واليرموك, خان دنون, الحسينية, خان السوس, خان الشيخ, السيدة زينب, حمص, سبينة.

مجزرة اليرموك

وكشف حمود النقاب عن ظروف مجزرة "مخيم اليرموك" التي راح ضحيتها 25 شهيدا فلسطينيا وسوريا يوم الأحد الماضي, قائلا: " إن ما تسمى اللجان الشعبية المسلحة التي أسستها الجبهة الشعبية القيادة العامة بزعامة أحمد جبريل تتحمل المسؤولية عن المجزرة إلى جانب النظام السوري".

وقال إن الجبهة تساهم بشكل كبير في توتير العلاقات الفلسطينية السورية على خلفية "اللجان" التي شكلتها في تموز الماضي بذريعة حماية اللاجئين الفلسطينيين بالمخيمات.

وأكد حمود أن الفصائل الفلسطينية كافة, رفضت فكرة تشكيل هذه "اللجان" لكن الجبهة تجاهلت الإجماع الفلسطيني بالشتات ونظمت بصفوفها أشخاصا سيئي السمعة ومعروفون بولائهم للنظام السوري.

وشدد أن هذه الخطوة المنفردة كانت بمنزلة وصفة لتوريط المخيمات الفلسطينية بالصراع السوري, مشيرا إلى أن التوجه العام للفصائل كان مع الوقوف أخلاقيا وإنسانيا لجانب الشعب السوري إلا أن القيادة العامة خرجت عن هذا الإجماع والتصقت بسياسات بالنظام.

وأوضح حمود "أن هذه اللجان المسلحة باتت في نظر المعارضة السورية الوجه الفلسطيني للنظام السوري وبدأت تستفز الجيش الحر وتشتبك معه بمناطق الحجر الأسود والتضامن ما دفع الحر للرد والاشتباك معها أكثر من مرة لأنه يعلم مدى ولائها للنظام".

ولفت إلى أنه في اليوم الذي وقعت فيه "مجزرة" دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر واللجان الشعبية بالمخيم ما دفعها للتراجع لداخله تحت كثافة نيران "الحر" بينما شنت طائرات "الميغ" النظامية غارات متفرقة بالتزامن مع الاشتباكات مستهدفة مسجد عبدالقادر الحسيني ومدرسة الفالوجا بالمخيم.

وقال حمود إن هذه اللجان انقسمت على بعضها عقب الجريمة, وأعلن عدد كبير من عناصرها الانشقاق وفروا من المخيم أمام الغضب الشعبي الذي لاحقهم بعد ارتقاء 25 شهيدا من الأطفال والنساء الفلسطينيين والسوريين.

وأضاف: "أحمد جبريل يعيش الآن في حي المزة الذي تسيطر عليه القوات النظامية ويحظى بحماية وحراسة عالية لأنه يوالي بشار الأسد ويعلن صراحة تمسكه بسياساته".

وطالب حمود بقية المسلحين من "اللجان الشعبية" بترك مخيم اليرموك وإخلائه من السلاح لإذابة أي مبررات سورية من النظام أو حتى المعارضة لشن هجمات جديدة على المدنيين العزل.

كما ناشد العالم بأسره بتوفير مساعدات طبية عاجلة لتقديم خدمة صحية مقبولة للجرحى والمصابين بمخيم اليرموك وباقي المخيمات الفلسطينية بسوريا حتى انتهاء الأزمة الحالية والعودة إلى ديارهم التي هجروا منها قسرا عام 1948.

المصدر: الرسالة نت