الرَّياضة في مخيمات لبنان ... بدأت بكُرة من جوارب!
أحمد الحاج - بيروت
الرياضة الفلسطينية في الشتات هي امتداد للرياضة الفلسطينية قبل عام 1948. فقد نقل اللاجئون الفلسط ينيون تجاربهم الرياضية إلى مناطق اللجوء، مستعينين بها كإحدى الطرق لبقاء القضية الفلسطينية حية، وهذا ما يُلاحظ من خلال تسمية الأندية أسماء القرى والمدن الفلسطينية. و"شاركت فلسطين (ق العام 1948) في البطولات والدورات الرياضية العربية والإقليمية والدولية. ففي سنة 1928 تأسس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، الذي شارك في تصفيات كأس العالم سنة 1934. وعام 1944 صدر قرار بتشكيل الاتحاد الرياضي العربي الفلسطيني العام، وهو أعلى جهاز يخطط للحركة الرياضية الفلسطينية". وبرزت أندية عديدة في فلسطين بكافة الألعاب الرياضية. وكذلك كان للكشاف العربي الفلسطيني دور مهم في الحركة الكشفية الفلسطينية قبل النكبة، وانتقل الكشاف باسمه وبمعظم قيادته إلى لبنان لينشئوا كشافاً أسهم في تطور الحركة الكشفية الفلسطينية، التي شكلت الأرضية التي انطلق منها العديد من قادة الثورة الفلسطينية في ما بعد.
فريق الكابري
في مخيم برج البراجنة بدأ الفتيان في عام 1951، وخصوصاً فتيان بلدة الكابري، بالذهاب لأداء بعض التمارين الرياضية في منطقة الحرج. وفي عام 1952 أسسوا فريق كرة قدم سموه فريق (الكابري)، وكانوا يستعيضون عن الكرة بجوارب جرى تجمعيها ويشكلونها كالكرة. وضم الفريق: حسين الحصري (لاعباً ومدرباً)، أحمد أبو خريبة، محمود أبو خريبة، طـه عيسى، موسى طحان، محمود فيراوي، صلاح فيراوي (حارس مرمى)، عبد بلقيس، سعيد راضي، محمد الأنس، موسى بلقيس، خالد النجمي، محمد بلقيس، خضر فيراوي. وحُدّد اشتراك أسبوعي بقيمة عشرة قروش لشراء كرة. ورغم حالة الأهل المادية البائسة، إلا أنهم كانوا يساهمون ويشجعون على ذلك. ثم قام فريق الكابري بتنظيف قطعة أرض في منطقة الغزار، المحاذية للمخيم، وتسويتها، واتخذ منها ملعباً.
فريق القسطل
في عام 1955، مع حاجة المخيم إلى فريق رياضي يتجاوز ما هو موجود نحو فرق أكثر تعميماً وتنظيماً، سعى القوميون العرب إلى إنشاء نادٍ رياضي سمَّوه نادي القسطل. ورغم الدافع السياسي والرياضي لإنشاء النادي، إلا أن حسين الحصري يضيف سبباً آخر، هو اجتماعي، حيث بدأ الشباب، وخصوصاً شباب الكابري، ارتياد المقاهي بنحو مبالغ فيه، ما فرض على المعنيين بالمخيم إيجاد متنفس للشباب، فكان التفكير بنادٍ رياضي ذي أهداف اجتماعية ورياضية. وكان أحمد اليماني (أبو ماهر) بمثابة الموجّه للنادي والأعضاء والمرجع لهم في كل خطوة أرادوا القيام بها.
جرى استئجار مقر للنادي في جورة التراشحة (مكان بيت حسن الأشوح حالياً)، وحصلت انتخابات لرئاسة النادي فاز فيها حسين الحصري. وبدأ تجهيز النادي بكتب ثقافية وسياسية معظمها ذات اتجاه قومي. وضمّ النادي، إضافة إلى فريق كرة القدم، فريقاً لرفع الأثقال، فريق كرة طاولة، فريق سباحة برز منه: مصطفى حمزة وأحمد الأسمر. وكان الاشتراك الشهري المستحق على كل عضو 25 قرشاً. بالإضافة إلى تلقي النادي تبرّعات من متمولين فلسطينيين مثل محمد فستق.
ولم يسلم أعضاء النادي من الملاحقات القضائية والاستدعاءات المتلاحقة، فكان رئيسه حسين الحصري ضيفاً دائماً على سجون السلطة اللبنانية، "وتعرّضْت كثيراً للتعذيب، وضغوط هائلة من أجل التعاون مع مخابرات الدولة، حتى هربت إلى ألمانيا عام 1962، وعندما عدت في عام 1966 اعتُقلت يوم زواجي".
وكان في نادي القسطل، بالإضافة إلى القوميين العرب، بعض البعثيين، ودبّ الخلاف السياسي بينهم في الستينيات، وخصوصاً بين م.ي. (قومي عربي) وف.ج. (بعثي). ثمّ بنتيجة الخلافات وظهور نوادٍ جديدة والملاحقات القضائية توقف نشاط النادي.
الكشاف العربي الفلسطيني
في عام 1955 بدأ الحديث المتزايد بين الشباب في مخيم برج البراجنة عن ضرورة إحياء الكشاف الذي كان موجوداً في فلسطين. واتفق عدد من القوميين العرب، بتوجيه من أبو ماهر اليماني، على إنشاء كشاف وتسميته (الكشاف العربي الفلسطيني)، تيمّناً بالكشاف الذي كان قبيل النكبة. وذهب منيب رضا آغا إلى محيي الدين شحادة وفاتحه بالموضوع، فوافق. ثم جرت انتخابات الكشاف وفاز فيها للرئاسة والمالية: منيب رضا آغا، وانتُخبي محي الدين عمر شحادة نائباً للرئيس. أما باقي أعضاء الهيئة الإدارية، فكان منهم: حسين الحصري، الشهيد محمد اليماني، محمد كردية.
وذهب الرئيس ونائبه إلى محمد فستق، فتبرّع بـ 80 ليرة، لإيجاد مقر للكشاف العربي الفلسطيني، الذي كان في حيّ آل الجشي، ولم يكونوا قد قدموا إلى المخيم بعد. وبعد شراء الأخشاب من المرفأ "سُمّيت الفرقة فرقة فؤاد شهاب، لتأمين بعض الحماية للأعضاء".
أما اللباس، فكان بنطلوناً وقميصاُ كاكياً، فولاراً أحمر وحطة وكوفية سوداء، وهو نفس زي الكشاف العربي الفلسطيني قبيل النكبة.
أشهر المدربين: محمود كايد، محمود الحاج درويش، حسين رجب، علي الشيخ قدورة، حسن فرج، وجميعهم كانوا في حرس الحدود في فلسطين. أما التدريب الموسيقي، فكان يتولاه شخص من آل مراد. ومن بين الذين كانوا يعزفون: صلاح فيراوي يضرب على الطبل، وحسين الحصري يعزف على البوق. وكان الكشاف على درجة عالية من الكفاءة، وكان يقيم مخيمات في المناطق اللبنانية المختلفة، حتى إن الفرقة كانت تذهب إلى مناطق بعيدة سيراً على الأقدام وهي تهتف نشيد الكشاف:
نحن فوج الثأر، أبطال الفداء
ننشد الثأر ولا نبغي الثراء
همنا استرداد مجد وطننا
موطن الآباء أبشر قادمين
نحن فوج الثأر أقسمنا يمين
أن يموت الفوج كي يحيا الوطن
وكان أعضاء الكشاف يجمعون الأموال من الناس ذات الاتجاه الوطني والقومي، في المخيم وفي بيروت أيضاً تحت عنوان: ادفع قرشاً تقتل يهودياً. وتدرّب بعض أعضاء الكشاف على السلاح. و"في بداية الستينيات، وأثناء عرض للكشاف في الملعب البلدي، كان حاضراً فيه ممثل رئيس الحكومة، وعندما اقتربت مجموعتنا منه، التفت الممثل إلى محمد فستق (راعي الكشاف)، وقال له: هذا ليس كشافاً بل جيش". ومن وقتها حورب الكشاف من أكثر من جهة رسمية، إلى أن توقف عن العمل في بداية الستينيات، لكن كان أعضاؤه السابقون الأساس في تشكيل معظم الفرق الكشفية في مخيم برج البراجنة.
نادي (البعث)
في عام 1959 أسس حزب البعث العربي الاشتراكي في مخيم برج البراجنة نادياً دون أن يعلن الانتماء السياسي إليه، أو حتى يعطيه اسماً، خوفاً من ملاحقة السلطات له. لكن الناس دعوه (نادي البعث)، وكان مقرّه في بيت محمد أبو طاقة (مئة وثلاثون متراً إلى يمين مفرق العنان-أبو فيصل)، ومن أعضائه البارزين زهير بكير، ونفر من آل الجشي (ترشيحا). "احتوى النادي على مكتبة، فريق كرة طاولة، فريق كمال أجسام. وكانت المفاجأة أن حزب النجادة أرسل عدداً من صحيفة (صوت العروبة) الناطقة باسمه إلى النادي، لكن خطأً جسيماً ارتُكب حين كتب المرسِل على المغلف ((السادة نادي البعث، مخيم برج البراجنة))، فكان ذلك سبباً باعتقال أعضاء النادي، وختْمه بالشمع الأحمر. وقبل جلسة المحاكمة جلس جبران مجدلاني مع المتهمين ليلقنهم ما يجب قوله، وأُُخلي سبيلهم بكفالة خمسين ليرة لبنانية".
نادي الشعلة
في بداية الستينيات، أُسِّس نادي الشعلة نادياً مشتركاً فلسطينياً لبنانياً برئاسة خالد النجمي، وضمّت الهيئة الإدارية إضافة إلى الرئيس كلاً من: بهزات رشيد، طه عيسى، جهاد عايدة، محمود فيراوي، أحمد شمس الدين، عادل حركة، إبراهيم بعجور، فخري عكر، باسم ناهي، وليد رفيق، عبد المجيد أبو خريبة، محمد الحايك. وكان الشعلة أول نادٍ فلسطيني لبناني، وأسهم كثيراً في تقارب الشباب الفلسطيني واللبناني.
نادي نجوم فلسطين
في الموسم الرياضي 1964-1965 تأسّس نادي نجوم فلسطين برئاسة خالد حماد (أبو الوليد)، وهو لاعب معروف لعب في صفوف نادي الراسينغ، وكان له حضور قوي في الدورات الرياضية الفلسطينية وتنظيمها. وضم الفريق عدداً كبيراً من اللاعبين منهم: طـه عيد، خالد ناصر، إبراهيم الشيخ، باسم ناهي، عفيف شحادة، مليح علي، عيسى الجمال، عبد الرؤوف حماد، وليد وفيق صالح، توفيق صالح، إحسان البدوي.
نادي حيفا
بُذلت محاولات لتوحيد ناديي الشعلة ونجوم فلسطين، وهو ما تحقق في عام 1970 تحت اسم (شباب فلسطين)، فحصلت انتخابات لاختيار هيئة إدارية كان على رأسها خالد حماد، وضمن عضويتها: فاروق طحان أميناً للسر، حسين بلشة مسؤولاً عن الكشاف. أما الأعضاء الباقون فهم: محمود عيد فيراوي، فخري عكر، وليد زغموت، يحيى قزق. واستمر هذا النادي على اسمه حتى صدر قرار المجلس الأعلى للشباب والرياضة بتحويل كل أسماء الفرق الفلسطينية إلى أسماء قرى ومدن فلسطين، فاختار النادي لنفسه اسم نادي حيفا.
ومثّل نادي حيفا في الدوري الفلسطيني لكرة القدم في عام 1979 اللاعبون: وليد غافور، فخري عكر، ديب قاسم، جمال بزي، إحسان عودة، إبراهيم بيضون، جمال جبريل، علي النابلسي، عبد صالح، علي حسون.
وضم نادي حيفاً عدداً من لاعبي كرة الطاولة من أبرزهم: محمد شحادة، نبيل عودة، وحقق الأخير عدداً من البطولات المهمة التي جرت في الثمانينيات والتسعينيات، وبعضها كان يضم أبطالاً لبنانيين في اللعبة. كذلك ضم النادي فرق شطرنج. أما الكشاف فضم أكثر من 150 كشافاً ومرشدة. وفي عام 1987 أعاد فخري عكر تأسيس النادي بعد توقف لعامين بسبب حرب المخيمات. لكن النادي عاد وتوقف بعد ثلاثة أعوام، ليعيد هشام حماد تأسيسه في عام 1993، ووصل عدد اللاعبين في تلك الفترة إلى 110 لاعبين. وأبرز لاعبي حيفا كان فادي غصن، الذي لعب مع فتيان الفريق، واليوم هو لاعب أساسي في منتخب لبنان.
نادي كمال ناصر
تأسس النادي في عام 1976، برعاية الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وأبرز الهيئة المؤسسة: كامل دغيم، صباح أبو عدس، علي خطاب، علي حمية. وضم النادي الفرق التالية: كرة قدم، كشاف، شطرنج، لكن أبرز ما كان يميزه فريق كرة الطائرة الذي تولى تدريبه كامل دغيم. أما أبرز لاعبي فريق كرة الطاولة فكان: مالك عبد الرحمن، صالح عبد الرحمن، مهند اليماني، فادي اليماني، أديب كمال، نزيه جبريل. في عام 1984 انطلق النادي باسم جديد هو نادي رفح الذي تولى رئاسته حسام بلقيس، وتوقف نشاط النادي في عام 1992.
نادي القدس
كان بالأساس تحت اسم نادي نابلس، برعاية الجبهة الديموقراطية، الذي تأسس في عام 1976، وترأسه عند تأسيسه أسعد كنعان. الفرق الرياضية: الشطرنج (فؤاد طافش)، كرة القدم، كرة الطاولة، كرة الطائرة (كامل العلي). أما الكشاف فبرز منه القائد: محمد الخطيب، علي بيضون، حسان العنان، نبيل بيضون وكانوا جميعهم من كشافة الجرّاح. وبلغ عدد الكشاف والمرشدات نحو أربعمئة.
وهناك فرقة فنية: ناصر الخطيب، وفيق وردة، أحمد طه. وكان النادي يهتم أساساً بالثقافة من خلال المكتبة والمسابقات الثقافية. وفي عام 1979 انتقل النادي إلى مقره الحالي في جورة التراشحة.
في عام 1984 تحول نادي نابلس إلى نادي القدس وتحول مقره معهداً بعد اجتياح عام 1982، وهناك فرقة إسعافات أولية تقودها ألفت محمود. وأحرز النادي بطولة أندية مخيم برج البراجنة في كرة القدم في عام 1984. توقف نشاط فريق كرة القدم في عام 1995.
نادي مجدو
تأسس في عام 1977، وصاحب الفكرة محمود أبو خريبة الذي ترأسه منذ إنشائه، وكان راسم الغول أميناً للسر. وضم النادي فرقاً للألعاب الآتية: الكرة الطائرة، كرة السلة، كرة اليد، ألعاب القوى، كرة القدم، الكاراتيه، كرة الطاولة، سباحة، كشاف. وبرز النادي في مجالات كثيرة، لعل أبرزها العمل الكشفي والسباحة. ويُعدّ محمود أبو خريبة صاحب رؤية رياضية، وعمل على ثورة رياضية في مدارس الأونروا، مستثمراً موقعه كأستاذ لهذه المادة في مدارس الأونروا. توقف نشاط النادي في عام 1984 بسبب هجرة رئيسه والكثير من أعضائه.
نادي طبريا
افتتح نادي طبريا في عام 1978، برعاية جبهة التحرير العربية، وشُكلت هيئة إدارية من: جمال خليل رئيساً، حسين رميلي أميناً للسر، عماد العبد أميناً للصندوق، صافي السيوفي أميناً للوازم، باسم يوسف مشرفاً رياضياً، محمود إسماعيل مشرفاً كشفياً. بسمة محمود مشرفة اجتماعية، ماجد كفارني مشرفاً فنياً، خالد اللحام مشرفاً إعلامياً.
وضم النادي ألعاباً رياضية ونشاطات كشفية وفنية وثقافية عديدة منها:
كرة القدم: فريقان أولى وثانية.
كرة الطاولة: شُكل لها فريق من الفتيات وآخر من الناشئين. الشطرنج. الكاراتيه التي ضمت أكثر من عشرين لاعباً.
الكشاف: ويرأسه جمال خليل. وضم ثلاث فرق كشفية هي: الكشاف المتقدم، الفرق الكشفية، فرقة المرشدات. وضمت الفرقة الموسيقية 15 آلة موسيقية.
على الصعيد الثقافي، احتوى النادي على مكتبة عامة ضمت عدداً من الكتب كانت مقصداً للقراء والباحثين.
أما مقر النادي فكان مؤلفاً من ثلاث طبقات، ويقع بالقرب من (حي البعلبكية)، على مسافة قصيرة من مسجد الروضة. وتوقف النادي عن العمل إثر الاجتياح الإسرائيلي للبنان في عام 1982.
وفي عام 1992 انطلق نادي طبريا، بإدارة مستقلة، وحقق نتائج مرضية، واستمرّ لسنوات عدة قبل أن يتوقف نشاطه.
نادي طولكرم
تأسس النادي في عام 1978، واستمر نشاطه حتى اليوم، ورأسه منذ تأسيسه محمد معتصم. وتوقف نشاط النادي في عام 1988، ليعاود نشاطه في عام 2001 برئاسة أبو حاتم الجشي. وبرز النادي بقوة من خلال فريق كرة القدم، وقد يكون انتصاره على فريق حيفا في عام 1984 من أشهر اللقاءات الرياضية التي جرت في مخيم برج البراجنة.
نادي الأقصى
تأسس نادي الأقصى الإسلامي في عام 1980 وترأسه عند التأسيس عادل سمارة، وأبرز الإداريين كان: عادل دغمان، فهد حسين، خالد عابد وغيرهم. وضم النادي ألعاب كرة القدم، الكرة الطائرة، شطرنج (أحمد داوود، محمد حليمة)، كمال الأجسام. وكان عدد المشتركين في عام 1984 نحو أربعمئة مشترك. وفي ذلك العام كانت النقلة النوعية بفريق كرة القدم، فانضم إلى النادي لاعبون جدد ذوو تأثير، أمثال خليل العلي وأنور منصور. وفاجأ فريق الكرة في ذلك العام الجمهور حين فاز على فريقي حيفا وفلسطين ووصل إلى النهائي ليقابل فريق القدس، لكنه خسر بالضربات الترجيحية نتيجة إصابة بالغة ألمّت بالحارس. وفي عام 1993 شيّد النادي مركزاً ضخماً من عدة طبقات. وأضيف قسم الكاراتيه إلى ألعاب النادي برئاسة المدرّب بلال حسين. ويترأس عبد الرحمن درويش النادي منذ عام 1995. ومع بداية الألفية الثالثة كان فريق الأقصى ضمن المؤسسة الفلسطينية للشباب والرياضة، التي ضمت العديد من الفرق في الساحة الفلسطينية في لبنان. ويعمل رئيس النادي بالتعاون مع هيئة إدارية متخصصة على تطوير النادي ليشمل ألعاباً أخرى.
نادي فلسطين
في عام 1984 انطلق نادي فلسطين، برعاية الجبهة الشعبية - القيادة العامة، وكانت انطلاقته قوية بحيث نافس، بعيد أشهر من انطلاقته، أعرق الفرق الموجودة. وترأس النادي منذ انطلاقته جمال عبد المجيد. أما المدرب، فكان بسام همدر (حارس مرمى نادي الراسينغ سابقاً). وخاض الفريق العديد من المباريات المهمة، إلا أن أهمها على الإطلاق كانت مباراته مع فريق النبعة (الذي كان يضم لاعبين من الدرجة الأولى) في ختام دورة رمضان في عام 1984، وفاز فيها فريق فلسطين 1-0. واشترك في تلك الدورة الفرق الآتية: النبعة، فتيان البرج، الكرمل، الجليل، طولكرم، القدس، حيفا، المشعل، الظريف، الرسالة. وفي أواخر التسعينيات توقف نشاط الفريق.
نادي الجليل: تأسس في عام 1984، ويرأسه منذ تأسيسه عرسان الهابط. برز النادي بشكل خاص ما بين عامي 1987 و1990.
نادي بيسان: تأسس في عام 1986، واستمرّ نشاطه حتى عام 1988، ترأسه ماجد العدوي، وكان سامر الحصري أبرز لاعبيه.
نادي أبناء القسام: تأسس في عام 1988، برعاية فتح - المجلس الثوري، وتوقف نشاطه في عام 1990.
نادي نجوم فلسطين: تأسس النادي في عام 1988 واستمر حتى عام 1993، وضم عند تأسيسه فريق كرة قدم، كرة طائرة، شطرنج. أما أبرز لاعبي فريق كرة القدم، فكان محمد كنعان ومحمد لوباني.
نادي اليرموك: كرة قدم، رفع أثقال، كاراتيه، بين عامي 1987 و 1990. وكان برعاية فتح-الانتفاضة.
نادي الصمود: فريق كرة قدم، تولى إدارته نادر عبد المجيد، واستمر نشاطه بين عامي 1986 و1988. أما قائد الفريق فكان حسان وعرية.
نادي صفد: كرة قدم، وكرة طاولة وبرز بالأخيرة روحي حسين. استمر نشاطه ما بين منتصف الثمانينيات وأوائل التسعينيات.
نادي شهداء الأقصى: تأسس في عام 2000، ويرأسه بسام عبد الحي، وخاض العديد من الدورات وبرز فيها، وفاز ببطولة بعضها.
تأسست في عام 2000 المؤسسة الفلسطينية للشباب والرياضة، ومثلها في مخيم برج البراجنة عبد الرحمن درويش. في عام 2001 أعيد تنشيط الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، فضمّ الأندية الآتية: حيفا، طولكرم، الجليل.
كشافة الإسراء: يرأسها أيمن العلي، تأسست في عام 2000.
جمعية الكشافة والمرشدات الفلسطينية: تمارس عملها في المخيم منذ عام 2005 ويرأسها جمال خليل.
ولا نستطيع تجاوز بعض الأسماء الكبيرة في مخيم برج البراجنة، التي برعت رياضياً من دون أن تكون منتمية إلى أحد أندية المخيم، منها: بلال حميد الذي كان يشارك في دورات عالمية بالكاراتيه في الصين واليابان وغيرهما من الدول ويحقق نتائج مرضية. وكذلك علي شحادة الذي مثل السويد في دورات عديدة في الخارج، وهو الآن صاحب نادٍ معروف في السويد. وبرز في الشطرنج: رضا آغا، عصام بلشي، كامل بلشي.
ولا يفوتنا أن نذكر تأسسيس تجمع الأندية الفلسطينية في بيروت عام 1994 برئاسة أبو محمد زعرورة، وقد ضم هذا التجمع كل الأندية الفلسطينية الفاعلة في العاصمة اللبنانية، من دون نظر إلى الاعتبارات الحزبية. واستطاع هذا التجمع أن يرفع من مستوى الرياضة الفلسطينية، حيث القوانين الناظمة، والعقوبات الفاعلة، والتزام القرارات المتخذة. وقد مثل مخيم برج البراجنة عدد من الفرق هي: حيفا (هشام حماد)، القدس (أحمد مصطفى)، الأقصى (أحمد الحاج علي)، فلسطين (حسين سعادة)، وبعد عدة سنوات ونتيجة خلافات طارئة، توقف التجمع عن أداء دوره وعلّق نشاطاته.
مشاكل الرياضة
إذا أردنا أن نتحدّث عن مشاكل الرياضة الفلسطينية، فلا بدّ من الإشارة أولاً إلى التأثير التنظيمي الذي برز بنحو صارخ في الأعوام العشرة الأخيرة. وكان قبل ذلك يحدّ من هذا التأثير الحضور الثقافي لرؤساء الأندية، الذين هاجروا بمعظهم. كذلك سمحت كثرة الفرق المستقلة في الماضي بوجود خيارات لدى الجمهور في تلك الفترة. يضاف إلى تلك المشاكل قلة الملاعب الرياضية؛ فقبل عام 1985، كان يحيط بالمخيم على الأقل اثنا عشر ملعباً، أربعة منها لفرق فلسطينية. ولم تعد الرياضة المدرسية تحتل حيّزاً كبيراً في اهتمامات الأونروا. إلا أن المشكلة الأهم تبقى غياب الكادر الرياضي بسبب الهجرة أو الانكفاء. ولا تفوتنا المشاكل الاجتماعية التي أثرت سلباً على الشباب وهواياتهم الرياضية. كل هذه المشاكل أفرغت المدرجات من الجمهور، وأدت إلى تراجع مستوى اللاعبين، واقتصار الأندية على فرق كرة القدم، بعد أن كانت تضم الكثير من الألعاب ومكتبات عامة.
المصدر: مجلة العودة، العدد الـ62