السلاح الفلسطيني إلى الواجهة بظل خشية من تدهور الأوضاع في المخيمات
الخميس، 29 كانون الأول، 2011
كشفت مصادر سياسية واسعة الاطلاع عن ورود تقارير إلى بعض المرجعيات والفاعليات الأساسية في البلاد تتضمن معلومات وصفتها بالخطيرة عما يجري داخل مخيم عين الحلوة، وهي بمعظمها معلومات تدعو إلى القلق، بحيث تشير إلى تحركات مريبة ومحاولات جدية لتفجير الوضع داخل المخيم، وذلك بعد أن اكتملت عناصر التوتير في ظل لجوء عدد كبير من المرتزقة إلى داخل المخيم والتحاقهم بالتنظيمات الاصولية والسلفية التي تتخذ من بعض أحياء المخيم منطلقاً لها.
وتعتبر المصادر أنّ ما جرى في المخيم من عمليات اغتيال في الفترة الأخيرة ليس سوى بداية لتحركات ميدانية أوسع من شأنها أن تنسف التقارب الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس، والذي من شأنه توحيد الرؤية الفلسطينية في حال تحول إلى توافق وانسجام على مستوى مستقبل الدولة الفلسطينية المفترضة وكل ما يتصل بها من انتخابات تشريعية ورئاسية والحكومة التي ستنتج عنها، وكلّ ذلك في ظل تحولات طارئة على الصعيدين الاقليمي والفلسطيني من شأنها أن تلحق الفلسطينيين في ركب الربيع العربي الذي يخضع بدوره إلى عملية إعادة خلط أوراق من جهة، وتموضعات تكتيكية أو استراتيجية من جهة ثانية.
واللافت أنّ المعلومات المتداولة تربط بالكامل بين أحداث المنطقة والوضع الفلسطيني، فموجة التسليح العشوائي وصلت إلى ذروتها عبر انفلات مقصود ومتعمد هادف إلى تحضير الارضية عبر الشحن السياسي والمذهبي، فضلا عن عصبيات تتخذ من بعض التنظيمات غطاءً لها، على غرار تنظيم فتح الاسلام أو جند الشام، وهي بدورها تنظيمات ناشطة وقادرة على تفجير الوضع في ظل هامش حركة كبير تتمتع به في عدد من الاحياء الداخلية.
وفي هذا السياق، تعرب المصادر عن اعتقادها بأنّ العودة الاخيرة لفتح ملف السلاح الفلسطيني، أكان عبر رئاسة الجمهورية حيث توقف الرئيس ميشال سليمان عند هذا السلاح خلال دردشته الاخيرة مع الصحافيين في أعقاب الخلوة الميلادية التي جمعته بالبطريرك الماروني بشاره الراعي أو من خلال بعض النواب الذين دعوا في الساعات الاخيرة الماضية إلى تطبيق مقررات لجنة الحوار المتصلة بالسلاح الفلسطيني، تعود إلى تسريب تلك المعلومات، والتأكيد على ارجحية صوابيتها. وبالتالي فان فورة المطالبة هذه ليست وليدة الصدفة ولا تفرّغ المسؤولين لمعالجة هذا الملف العالق منذ عقود، والذي بات مرتبطا بالصراع العربي الاسرائيلي، خصوصا ان السلاح موضوع البحث لا يزعج اسرائيل لا في الشكل ولا في المضمون، وذلك عائد إلى نوعية السلاح من جهة وهو بغالبيته سلاح فردي يصلح لحرب الشوارع وليس الجبهات، وإلى بعد المخيمات عن الحدود الاسرائيلية من جهة ثانية، بحيث يصح القول وفق المصادر ان غاية السلاح الفلسطيني هو للمساومات السياسية والمكاسب المعنوية ليس الا.
اوساط فلسطينية على صلة بالملفات المذكورة تشارك المعنيين الخشية من انفلات الاوضاع داخل المخيم المذكور، في ظل مؤشرات سلبية يدركها سكان المخيم وفاعلياته الامنية والعسكرية. فصحيح انه تم تدارك انعكاسات عمليات الاغتيال الحاصلة بحق مجموعة فلسطينية دون سواها، غير أنّ الجمر ما زال كامنا تحت الرماد، كما أنّ الاهداف المبطنة من عمليات الاغتيال ما زالت قائمة، فضلا عن وجود تدخلات واسعة النطاق من قبل بعض الدول والمنظمات التابعة للمحاور الدولية المتواجهة، بما يعني أنّ اسباب الانفجار قائمة في ظل ارضية خصبة ولحظة سياسية قد تكون مؤاتية.
المصدر: أنطوان الحايك - النشرة