الطالبة «أبو شحمة».. إعاقتها البصرية
لم تمنعها من التفوق
الثلاثاء، 07 تموز،
2015
انتزعت الطالبة الكفيفة هنية سهيل أبو شحمة تفوقها
وحصولها على معدل 89.9% فرع العلوم الإنسانية "الأدبي" بنتائج الثانوية العامة،
من أنياب إعاقتها البصرية التي رافقتها منذ الولادة.
وغمرت السعادة منزل هنية المتواضع في مخيم المعسكر
غرب محافظة خانيونس جنوبي قطاع غزة، وارتسمت الابتسامة على وجه جميع من جاء إلى المنزل
من الأقارب والجيران والصحفيين لتهنئتها بالنجاح، خاصة أن الدعابة والفكاهة كانت حاضرة
في أجواء الفرح.
ورغم مرافقة الإعاقة البصرية للطالبة هنية -المعروفة
لمن حولها باسم ضحى- منذ ولادتها نتيجة عوامل وراثية، إلا أنها وضعت هدفًا بين عينيها
المظلمتين وصممت على تحقيقه بإرادة قوية وعزيمة لا يملكها بعض الأصحاء.
ونسبت هنية في حديثها لـ"فلسطين" تميزها
وتفوقها إلى توفيق الله عز وجل، ثم وقوف من حولها من الأهل والمعلمات وزميلاتها الطالبات
معها في اجتياز مراحل دراستها الأساسية والثانوية.
وأوضحت أن معوقات أخرى رافقتها أثناء دراستها تغلبت
عليها بصعوبة، تتمثل في نقلها إلى مدرسة جديدة لم تتأقلم معها سوى آخر شهر ونصف قبيل
الامتحانات، قائلة: "بصعوبة كبيرة كنت أنقل تلخيص الدروس بمساعدة آخرين، فكان
وقتي يضيع في التلخيص دون الدراسة".
وأشارت هنية إلى أنها بدأت بحفظ القرآن الكريم من
الصف الأول وأتمت حفظه في الصف الثامن، قائلة: "البداية الفعلية والجدية لحفظ
القرآن كانت من الصف السادس".
وعبرت عن أملها في دراسة تخصص الشريعة والقانون في
الجامعة الإسلامية، قائلة: "أطمح بالتخرج في الجامعة وخدمة الدين والوطن حتى أصبح
قدوة لغيري".
أما عن كيفية تغلبها على ظروفها المحيطة بها، قالت:
"ليتغلب أي شخص على الظروف المحيطة به أثناء دراسة الثانوية العامة يجب أن يضع
نصب عينيه وفي رأسه الهدف الذي يريده"، مضيفة: "كنت كلما أَمَلّ من الدراسة
أتذكر هدفي بدخول الجامعة وأن أصبح مدرسة أو أعمل في مجال المحاماة، فأعود إليها بعزيمة
وإرادة أقوى".
وللطلبة الذين لم يحالفهم الحظ بالنجاح وللمقبلين
على دراسة "توجيهي" قالت لهم: "سنة "توجيهي" هي كأي سنة دراسية
عادية ولكنها تحتاج إلى تكثيف ساعات الدراسة وبعض التركيز والاعتماد على آلية تحضير
الدروس قبل الذهاب للمدرسة والانتباه الشديد مع المدرس، ثم مراجعة الدرس مرة أخرى بذلك
تكون المعلومة رسخت في ذهن الطالب".
ولفتت إلى أن كل بيت في قطاع غزة تعرض للضرر جراء
الحرب العدوانية الإسرائيلية عليه، "لكننا بفضل الله تحدينا الاحتلال والحصار
وثابرنا للوصول إلى النجاح".
وأهدت هنية نجاحها لذويها وشقيقها الشهيد جهاد الذي
استشهد في انتفاضة الأقصى، وللمعلمات والطالبات في مدرستها -عكا الثانوية للبنات- اللواتي
ساعدنها كثيرًا، كما أهدته للشهداء والجرحى والأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
المصدر: فلسطين أون لاين