القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

الطلاب الفلسطينيون من سورية إلى لبنان... مستقبل غامض

الطلاب الفلسطينيون من سورية إلى لبنان... مستقبل غامض

/cms/assets/Gallery/983/181284_280263662110298_775225620_n.jpg

بقلم: عبد الله محمد

"لاجئ" صفة دائمة ومتكررة ملاصقة لشعبنا الفلسطيني جيلا بعد جيل وأحفاد من بعد أجداد فمنذ اللجوء الأول من فلسطين عام 1948م لم ينس أبناء الشعب الفلسطيني الحكايات والمعاناة التي قصها لهم أجدادهم عن لجوءهم من فلسطين لدول أخرى حتى تكررت نفس فصول هذه الحكاية معهم ولكن بأوضاع وظروف أسوء, فعلى الأقل في اللجوء الأول كانت هناك دول ترعى اللاجئين وكانت هناك منظمات دولية تحملت أعباء ومسؤوليات تجاه شعبنا الفلسطيني ومن هذه المنظمات كانت وكالة إغاثة وتشغيل الفلسطينيين "الأونروا" حيث كان اللاجئ الفلسطيني هو الأولوية أما اليوم نرى الكل يتنصل من هذه المسؤوليات والأعباء ونرى غيابا واضحا لمثل هذا الدور.

ومن هذه الأعباء والهموم التي يعيشها اللاجئ الفلسطيني من سورية كانت قضية التعليم. فبسبب النزاع الدائر في سورية اضطر عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين في سورية للجوء إلى دول أخرى طلبا للأمان لهم ولأسرهم حالهم كحال السوريين الذين فروا أيضا نتيجة الفوضى والدمار, وكانت من هذه الدول لبنان بحكم موقعها الجغرافي الملاصق لسورية وسهولة الإجراءات القانونية للدخول إليها ولكن لم يعلم أبناء شعبنا من اللاجئين أن هناك ما سيواجههم في هذه الدول حيث لم تتعامل هذه الدول مع اللاجئين وأزمتهم بالشكل المطلوب بل كان الغموض وانعدام الوضوح سياسة متبعة وخصوصا في لبنان ولم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتسهيل العقبات في وجه اللاجئين ومنها الجانب التعليمي فبعد أن اضطر الطلاب الفلسطينيون إلى ترك مدارسهم و تحصيلهم الدراسي لم يجدوا البديل كما أن الأونروا وهي المعنية بشكل أساسي لم تعمل بالقدر الكافي على حل هذه المشكلة بشكل ٍ جذري وواضح و قامت بتقديم حلول مبدئية وفردية لا تفي بالغرض كاستحداث بعض المدارس واستقدام طاقم تدريسي من اللبنانيين يجهلون المناهج السورية وكيفية تدريسها علما ً أن بين صفوف اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سورية معلمين أكفاء تطوعوا للعمل و وضعوا خبراتهم و إمكانياتهم تحت تصرف القائمين على المشروع إلا انه لم يتم التعاطي معهم.

و في لقاء بعض الطلاب القادمين من سورية كان لنا معهم الحوار التالي :

"أيهم" طالب فلسطيني حدثنا عن مشكلته والحيرة في عينيه الحالمتين بمستقبل دراسي زاهر وطموحاته المستقبلية التي تلاشت في ظل هذه الظروف فهو من سكان حجيرة في منطقة السيدة زينب في ريف العاصمة السورية دمشق اضطر للنزوح هو وأسرته إلى لبنان بسبب سوء الظروف في منطقته وهو من الطلاب الأوائل في مدرسته وبعد أن جاء إلى لبنان التحق بمدرسة من المدارس التي استحدثتها الأونروا كي لا يفقد دراسته لكنه فوجئ بكثير من العقبات ومن أهمها أنه حتى لو أتم العام الدراسي هنا لا يمكنه التقدم لامتحانات التخرج من المرحلة الإعدادية و خصوصاً أنه في الصف التاسع لذا فهو أمام خيارين إما العودة إلى سورية وتقديم الامتحانات هناك وهذا خيار شبه مستحيل بحكم أن منطقته من المناطق الساخنة ، أو كما قال له بعض المدرسين أن يعامل معاملة طالب الصف الثامن ويسجل العام القادم في الصف التاسع على المنهاج اللبناني المختلف كلياً عن المنهاج السوري، وبذلك يكون قد خسر عاماً من حياته واحتمالية مواجهة صعوبة قد تنتهي بالخسارة مع المنهاج الجديد كونه لم يدرسه منذ بداية مراحله الدراسية.

و يروى لنا والد ديانا قصة ابنته ديانا" صاحبة السبعة أعوام وهي في الصف الثاني من المرحلة الابتدائية وفي قلبه حسرة حيث كان يمني النفس بالعودة لمنزله في مخيم اليرموك ويكمل تعليم أولاده في مدارس الأونروا في سورية، فقد أبدى لنا والدها مخاوفه وخصوصاً بعد أن أخبره القائمين على مدرستها بأن كافة الطلاب سيتمون تعليمهم هذه السنة على المناهج السورية لكنهم اعتباراً من العام القادم ستكون المناهج اللبنانية للمراحل الانتقالية هي المعتمدة في التدريس الأمر الذي يرعب الأهالي لأن المناهج اللبنانية تختلف كليا عن المناهج السورية وبالأخص في مسألة اللغات "انكليزي – فرنسي" كما أن المدارس المخصصة لهذا الغرض ليست على مستوى من الجدية و المسؤولية من حيث غياب الرقابة والمتابعة للطلاب ابتداء باللباس المدرسي وانتهاء بالتدريس كما في مدارس الأونروا النظامية مرورا ً بانتقاء الطاقم التدريسي.

هي هواجس ٌ تساور كل أب و أم و طالب مع قرب الامتحانات التي باتت على الأبواب، و أسئلةٌ كثيرة مطروحة لا إجابات شافية لها خصوصاً مع اشتداد وتيرة النزاع في سورية وغموض أفق الحل، فهل سيخسر الطلاب هذه السنة الدراسية من عمرهم؟ وهل من آمال للحل في السنوات القادمة إن طالت الأزمة السورية؟ وهل سيبقى المنهاج السوري هو المعتمد أم سيفاجئ طلابنا بمناهج لبنانية جديدة تدرس؟ و هل سيتم اعتماد نتائج المدارس المستحدثة والمؤقتة ؟.

فهذا حال الطلاب من أبناء اللاجئين الفلسطينيين من سورية في هاتين المرحلتين من مراحل الدراسة لذا يتوجب على الأونروا المسارعة- باعتبارها الجهة المسؤولة بشكل مباشر عن اللاجئين الفلسطينيين - إلى تقديم الحلول المناسبة لحماية الطالب الفلسطيني و ضمان مستقبله التعليمي و القيام بالتنسيق الكامل بين الأقاليم و مع وزارة التربية في الحكومة السورية والعمل على استيعاب الطلاب في مدارس الأونروا و كذلك التواصل مع وزارة التربية و التعليم في لبنان التي وعدت بإيجاد حلول لهؤلاء الطلاب بناءاً على الأنظمة والقوانين المتاحة للوصول إلى حل قابل للتطبيق وليس حبراً على ورق.

المصدر: لجنة فلسطينيي سورية في لبنان