العصف
المأكول.. هكذا عايشت الضفة تفاصيلها أولا بأول
الخميس، 09 تموز، 2015
قبل عام
عايشت الضفة الغربية، وذاقت حلاوة رؤية صواريخ من صنع أيد فلسطينية متوضئة؛ أولا بأول؛
وهي تضرب لأول مرة "تل الربيع" والمستوطنات الصهيونية والقواعد العسكرية؛
وسط التكبير والتهليل، حيث حولت المقاومة في سنين قليلة الضعف إلى قوة تدك حصون الاحتلال.
الحرب
العدوانية التي استمرت 51 يوما خرجت منها المقاومة أقوى من ذي قبل؛ كما يقول بورفيسور
السياسة عبد الستار قاسم؛ والسبب في ذلك يعود إلى أن المقاومة تعلمت وأخذت الدروس والعبر
من خلال الحربين السابقتين، وطورت نفسها بسرعة قياسية، واتخذت منحى السرية والتخطيط
الدقيق والسليم ؛ يقول قاسم.
ويرى
قاسم أن المقاومة هزمت دولة الاحتلال برغم الفارق في الخسائر؛ ونسفت الأسس الاستراتيجية
الأمنية التي قامت عليها دولة الاحتلال، فصواريخ القسام دكت كل نقطة، وشلّت دولة مزعومة طيلة 51 يوما.
"كنا
نخرج من منازلنا مع بداية سماع صفارات الإنذار في المستوطنات، ونأخذ بالتكبير مع رؤيتنا
للصواريخ وهي تدك المستوطنات، ومعسكرات الجيش الصهيوني"؛ يقول المواطن ناصر نصر
من مدينة رام الله.
وترفض
الطالبة سندس خليل من جامعة بيرزيت أراجيف من لا يؤمنون بالمقاومة بقولهم أن غزة هُزمت
بدليل كثرة الشهداء الذي وصل لأكثر من
2000 وتدمير المنازل والعمارات؛ قائلة: "لو قيست نتائج الحروب هكذا؛ لقلنا أن
فيتنام خسرت الحرب مع أمريكا، والجزائر خسرت معركة التحرر من الاستعمار الفرنسي، ومن
يقيس هكذا هو المهزوم نفسيا والذليل، وليس لديه روح الإرادة والعزيمة".
آراء
مواطنين وطلاب
بدوره
يقول المواطن سعيد أحمد من بلدة عابود برام
الله إن "رؤية الصواريخ كانت تبهجه كثيرا؛
لكن مع أسر كل جندي من قبل المقاومة كنا نسجد لله سجدة الشكر على الشارع رغم
الحرارة العالية لسطح الشارع، وكانت أسعد لحظات
حياتنا؛ لأنها تؤسس لصفقة أسرى جديدة تنهي
عذاب آلاف الأسرى في سجون الاحتلال".
ويقول
المواطن سامر عبد الرحمن من نابلس إن غزة انتصرت بنقاط عديدة، ويقارن الضفة بغزة، ويقول:
"كل يوم تقريبا تقوم قوات الاحتلال باقتحام مدن وقرى الضفة، ويقتلون ويجرحون ويتعقلون،
ولا تطلق عليهم رصاصة واحدة؛ مقارنة بغزة التي إن دخلتها دبابة يتم تفجيرها أو إمطارها
بالرصاص".
ويضيف
الطالب ماهر موسى من جامعة النجاح أنه عندما كان يظهر الناطق باسم كتائب عز الدين القسام
"أبو عبيدة" كانت المشاعر الجياشة والشعور بالنصر والعزة والكرامة ملازمة
له؛ "فله هيبة، وفرض احترام العدو قبل الصديق لمصداقيته وصدقيته في كل كلمة قالها،
وها هو الاحتلال بعد عام يعترف بما قاله "أبو عبيدة" حرفا حرفا"؛ يقول
موسى.
ووسط
الفخر بمقاومة غزة تقول الطالبة آية حمد الله من جامعة بيرزيت: "من كان يصدق أن
مقاومة بسيطة بدأت بحجر؛ وغزة المحاصرة من القريب قبل العدو، تقصف بالصواريخ وتقنص
الجنود وتخطفهم وتفجر الدبابات؛ غزة رفعت رؤؤسنا عاليا، ورفعت رأس كل إنسان حر وشريف".
وتتابع:
"لكن للأسف هنا في الضفة السلطة والتنسيق الأمني طأطأ رؤوسنا، لا بل يلاحقون المقاومة
ويستدعون الحرائر ويتفاخرون بالتنسيق الأمني علانية، الذي قال عنه عباس إنه مقدس؛ فأي
خزي وعار سيسجله التاريخ عن عباس وسلطته!".
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام