الفصائل الفلسطينية تنشر قوة أمنية في مخيم عين الحلوة
ذكرت السفير، بيروت، 16/9/2013، عن محمد صالح، أن
القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة ، انتشرت صباح أمس في مخيم عين الحلوة، وتتألف
القوة من 50 عنصراً موزعين فصائلياً على النحو الآتي: 20 عنصراً من فصائل منظمة
التحرير الفلسطينية و15 عنصرا من تحالف القوى الفلسطينية و10 عناصر من القوى
الاسلامية و5 عناصر من «انصار الله». ويجري الحديث عن إمكان إلحاق عشرة عناصر
بالقوة بصفة ضباط.
ومن المقرر ان يشمل انتشارها الاماكن التربوية والمؤسساتية
والمراكز الحساسة التابعة للمؤسسات الدولية، مثل «الاونروا».
وشدد قائدها االعقيد أحمد النصر على أن «القوة الامنية
الحالية بعديدها وعتادها الراهن لن تكون قوة امنية ضاربة، الا ان من صلب مهماتها
الحفاظ على الامن المجتمعي للمخيم كحفظ الأمن والاستقرار وعدم التعديات وإزالة
المخالفات ومنع تطور أي إشكال فردي لحظة وقوعه، إضافة الى ما يتعلّق بتنظيم المرور
في الاحياء الاكثر ازدحاما واكتظاطا كسوق الخضار».
ويسأل مصدر أمني فلسطيني في المخيم: «هل سيشمل انتشار
القوة الامنية المشتركة في البؤرة الامنية الاكثر حساسية في منطقة عين الحلوة كحي
التعمير الملاصق لمخيم الطوارئ (معقل «عصبة الأنصار»)، حيث تنتشر عناصر مسلحة
تابعة للإسلاميين المتشددين كجند الشام وفتح الإسلام ومجموعة بلال بدر وعدد من
انصار الشيخ أحمد الأسير؟».
يتابع المصدر: «ماذا إذا طلب الجيش اللبناني متهماً أو
مطلوباً أو مداناً بقضايا امنية وصدرت بحقه مذكرات توقيف وجلب من القضاء اللبناني؟
فمن هي الجهة التي سترفع الغطاء السياسي والامني عنه، ولا سيما أن القوة الامنية
المشتركة لن تتحرك لتوقيفه وإحضاره لأنه ليس من مهماتها كونها لجنة امن مجتمعي،
وستحيل الامر إلى لجنة المتابعة وفق الآلية المعتادة؟».
واعتبر عضو قيادة لجنة المتابعة في المخيم نضال عثمان أن
«هدف الخطوة هو تأمين الحد الادنى من مقومات الامن والاستقرار لأهلنا في المخيم».
ودعا إلى «تأمين مستلزمات نجاح القوة كون اهالي المخيم بحاجة ماسة إلى فسحة من
الامن والهدوء والاستقرار، خصوصاً مع بدء العام الدراسي».
وأضافت المستقبل، بيروت، 16/9/2013، عن رأفت نعيم
من صيدا، أن مصادر فلسطينية مطلعة ذكرت ان انتشار القوة الأمنية في "عين
الحلوة" سبقه ورافقه اشكاليتان، الأولى طرح موضوع نشر القوة الأمنية في منطقة
حي الطوارئ وصولا الى مشارف "التعمير التحتاني"، حيث يتواجد فلول من
تبقى من عناصر فتح الاسلام وجند الشام، علما ان هذا الحي يخضع لسيطرة عصبة الأنصار
الاسلامية، وهو الأمر الذي دفع ببعض القوى الاسلامية للتردد مبدئيا في المشاركة
ضمن هذه القوة كي لا توضع هذه القوة الأمنية بمن تمثل في مواجهة ملفات امنية اكبر
من الهدف الذي انشئت لأجله. والاشكالية الثانية هي عدم مشاركة "انصار
الله"، وهو تنظيم فلسطيني - اسلامي مقرب من "حزب الله" وايران، في
القوة الأمنية رغم تحديد نسبة تمثيلهم فيها بخمسة عناصر..!.
ووفق المصادر نفسها فان القوة المنتشرة لن تكون قوة
ضاربة بقدر ما هي قوة أمنية محددة المهام لحفظ الأمن والاستقرار والحفاظ على
النظام وتنظيم حركة الأسواق والشوارع وازالة المخالفات والتدخل عند اي اشكال فردي
منعا لتطوره.. وهي ستتخذ من مقر لجنة المتابعة في بستان القدس مقرا رئيسيا لها
بالاضافة الى نقطتين ثابتتين عند مفترق سوق الخضار وفي منطقة عيلبون جنوبي المخيم،
ونقاطا غير ثابتة لا سيما عند اطراف وداخل المخيم، فكيف تم نشر القوة الأمنية في
عين الحلوة وما هي خارطة انتشارها؟.
وقد شمل انتشار القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة مختلف
احياء وشوارع المخيم، بدءا من منطقة بستان القدس صعودا الى الشارع الفوقاني ثم
توزعت على مختلف الشوارع وقامت بنشر عناصر لها عند المفارق الرئيسية وفي محيط
المؤسسات والمكاتب وسوق الخضار بالاضافة الى مداخل المخيم حيث قاموا بالتدقيق في
السيارات العابرة وتنظيم حركة المرور.
عقل
وقبيل انتشار القوة الأمنية تحدث عدد من ممثلي القوى
والفصائل المشاركة، فقال الناطق باسم "عصبة الأنصار" الشيخ ابو الشريف
عقل: "هذه الخطوة المباركة بين كافة اطياف العمل السياسي الفلسطيني هي من اجل
مواجهة مرحلة خطرة جدا تمر بها المنطقة عموما. فتعزيز واطلاق القوة الأمنية هو من
اجل الحفاظ على امن المخيم والكل يدرك ان الحفاظ على امن المخيم هو حفاظ على امن
الجوار ايضا. فنحن يهمنا الاستقرار في المخيمات كما يهمنا الاستقرار في لبنان
عموما. ولهذه القوة الأمنية ان شاء الله مهمة مرحلية وثانوية، مهمة حفظ الأمن في
المخيمات انما ان شاء الله الجميع حريص على ان تتوحد كافة الجهود من اجل التوجه
باتجاه فلسطين. اهلنا وناسنا ومخيمنا والجوار امانة في اعناقنا والجميع حريص على
استقرار المخيم والجوار وهذا ما نتمناه لكل العالم العربي والاسلامي".
وقال قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي ابو عرب:
"أجمعنا على تدعيم القوة الأمنية الموجودة وتعزيزها لأنه آت علينا موسم
المدارس ومشكلة السير والعجقات في الطرقات حتى نخفف عن شعبنا واهلنا والموجودين
داخل المخيم. فهناك 100 الف نسمة في المخيم وآت علينا في الشتاء مأساة، كلنا
اجتمعنا من اجل مصلحة المخيم وامنه واستقراره وليس لنا الا الأمن والاستقرار
والهدوء في المخيم".
وقال مسؤول العلاقات السياسية في حركة حماس في لبنان
احمد عبد الهادي: "في هذا الصباح الباكر المبارك نستجيب لشعبنا في مخيم عين
الحلوة الذي ينتظر منا الكثير من اجل تكريس وتثبيت امن واستقرار المخيم وخصوصا اننا
نمر في مرحلة في غاية الحساسية وفي غاية الصعوبة.. هذه القوة باذن الله تعالى
ستوصل رسائل تطمينية الى اهلنا وابناء شعبنا ان الفصائل والقوى جميعها تجتمع اليوم
بوحدة موقف فلسطيني من اجل الحفاظ على امنهم, ورسائل الى الجوار باننا جزء من امن
واستقرار لبنان وليس جزءا من الاخلال بالأمن في لبنان".
وقال امين سر القوى الاسلامية في مخيم عين الحلوة الشيخ
جمال خطاب: "اليوم تتجلى وحدة كافة القوى الفسلطينية في المخيم ويظهر حرص
الجميع على الامن والاستقرار في المخيم وجواره عبر هذه القوة الأمنية التي تشمل
كافة الأطر من تحالف ومنظمة وقوى اسلامية، كلها مجتمعة على نشر هذه القوة لحفظ امن
المخيم داخليا اضافة الى نقاط التفتيش على اطراف المخيم، وذلك من اجل تسهيل امور
وحياة الناس وايضا ضبط الأمن والاستقرار الاجتماعي داخل المخيم اضافة الى امن
الجوار من خلال نقاط التفتيش التي تضم الجميع والتي هناك اتفاق عليها من كافة
القوى".
وعن الاتهامات التي توجه للمخيم بانه يؤوي جبهة نصرة
والقاعدة قال: "هذه الاشاعات والأكاذيب الواقع يكذبها فلم يخرج من "عين
الحلوة" لا سيارات مفخخة ولا عمليات امنية هنا او هناك، فكل المخيم حافظ على
امنه وامن جواره وكان له دور كبير في استقرار الداخل. ولذلك لم يحصل ان القوى
الأمنية طالبت بشخص واحد من مخيم عين الحلوة تتهمه لا بسيارات مفخخة ولا باي عمل
امني، وهذا دليل على ان الاكاذيب التي يروجها البعض هي عارية عن الصحة، وانما هي
تستهدف تشويه صورة المخيم لاعطاء مبرر لقوى خارجية لضرب المخيم ولتهجير
الفلسطينيين من المخيمات الى خارجها".
وقال مسؤول حركة الجهاد الاسلامي في الجنوب شكيب العينا:
"يليق للشعب الفلسطيني ان يشهد هذه الوحدة الوطنية التي تجلت من خلال تشكيل
القوة الأمنية وبالتالي انتشارها اليوم في المخيم من باب بعث الأمن والاطمئنان
لشعبنا الفلسطيني وهي رسالة للداخل الفلسطيني اننا منسجمون مع امن شعبنا واستقراره
واننا على الحياد الايجابي وجزء من استقرار لبنان ولسنا عامل توتير. نحن الى جانب
كل القوى الوطنية والاسلامية نؤكد على وحدة الموقف الفلسطيني والذي ترجم عمليا
بانتشار هذه القوة".
وقال قائد القوة الأمنية العميد احمد النصر:
"النقاط التي توافقنا على ان تكون من مهمات انتشار القوة الأمينة هي: السير،
اماكن الأونروا والأماكن العامة وحل المشاكل الاجتماعية والمدارس، كل ذلك سيتابع
ولدينا برنامج يومي بالتواصل مع جميع الفاعليات ولجان القواطع والأحياء".
مقدح
وقال امين سر لجنة المتابعة الفلسطينية عبد مقدح:
"ما زلنا نعمل جميعا في سبيل امن واستقرار المخيم وعلينا جميعا حمايته من
النواحي المختلفة، ونحن حريصون على الوحدة الوطنية والعمل المشترك من اجل انجاح
هذه القوة ونطلب من اهلنا التجاوب والتعاون من اجل تسهيل مهمة هذه اللجنة. ونؤكد
ان مرجعية هذه القوة هي لجنة المتابعة. وان شاء الله يكون هذا المخيم دائما امنا
ومستقرا".
وبعد اتمام انتشار القوة الأمنية عقد ممثلو القوى
الوطنية والاسلامية اجتماعا لهم في مقر الأمانة العامة لجبهة التحرير الفلسطينية في
جبل الحليب. وقال عضو المكتب السياسي للجبهة صلاح اليوسف: "هذه القوة الأمنية
كانت مطلبا شعبيا جماهيريا فصائليا وكان هناك توافق من كل الوان الطيف الفلسطيني
الوطنية والاسلامية على انتشارها لحفظ امن واستقرارالمخيم والجوار اللبناني وعدم
الانجرار وراء اي فتنة تحاك من اي طرف كان. مهمة القوة الأمنية بالدرجة الأولى
تسهيل امور الناس وحياتهم اليومية وحركة المدارس والسير وتخفيف جزء ولو بسيط من
معاناة اهلنا في "عين الحلوة"، وهي اذا اثبتت نجاحها وفاعليتها ونأمل
ذلك فانها ستكون قابلة للتطوير والتعديل بما فيه تثبيت وتعزيز امن المخيم
والجوار".
تفاوت رد فعل اهالي المخيم على نشر القوة الأمنية بين
مرحب ومثن على هذه الخطوة وبين معتبر انها ناقصة كون هذه القوة ليس لديها صلاحيات
كبيرة.
وقال محمد ايوب: "شيء مهم ان يكون لدينا هكذا قوة
امنية لحفظ الأمن لكن يجب ان تعطى صلاحيات، لملاحقة وتوقيف المخلين بالأمن".
وقال زياد قمر: "نحن يهمنا امن المخيم، بغض النظر
عمن يشارك في تثبيت هذا الأمن من القوى الفلسطينية، وجيد انهم مجتمعون على ذلك،
وان شاء الله تنجح هذه اللجنة ويتعاون الجميع معها دون استثناء ونحن ندعمها.. لان
مساحة المخيم كلم مربع واحد وفيه 100 الف نسمة ومدارس وسيارات وعجقة وحفريات
واشغال وكل ذلك يحتاج الى ضبط للأمور على الأرض".
ومن جهته قال احمد الكزماوي: "نقول هؤلاء هم سياجنا
ونسأل الله ان يوفقهم لحماية هذا المخيم من الأذى ومن الفتن وان يحافظوا على امن
المخيم".
وقالت الحاجة "ام فهد": "نسأل الله ان
يصلح الحال بأحسن حال ونتمنى للجميع الخير، فيما تمنى الطالب محمد العلي "ان
تحمل هذه القوة الأمنية الأمن والأمان للمخيم ولا نعود نسمع " طخطخة "
من هنا ومن هناك".