الرسالة نت- ياسمين ساق الله

أجمعت الفصائل الفلسطينية على أن الخطابات التي ألقاها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في أكثر من محفل بقطاع غزة تحمل لغة تصالحية من شأنها طي صفحة الانقسام الداخلي.

وكان مشعل قد أكد خلال إلقائه كلمة في مهرجان الانطلاقة أن تحرير فلسطين وإقامة دولة مستقلة لا تكونان إلا بالمقاومة والجهاد، قائلا: "التحرير أولاً ثم الدولة", داعيا إلى مصالحة حقيقية تنهي الخلاف القائم، ومخاطبا الفصائل الفلسطينية بأجمعها بما فيها حركة فتح: "تعالوا إلى مصالحة ووحدة وطنية حقيقية نطوي بها صفحات الانقسام الأسود".

وأضاف: "نحن في حماس مستعدون للتوافق على برنامج سياسي مشترك للحفاظ على القدس والثوابت دون الاعتراف بـ(إسرائيل)"، مستدركا: "لا نقبل أي برنامج على حساب الثوابت الوطنيـة", ومعلقا على توجه رئيس السلطة محمود عباس إلى الأمم المتحدة لطلب الدولة بالقول: "خطوة أبو مازن جيدة لكننا نريدها أن تدعم المصالحة وأن تخدم البرنامج الوطني".

"الجهاد: حديث مشعل يحمل كثيرا من الإيجابية بالمصالحة والثوابت"

إعادة بناء

حركة الجهاد الإسلامي أكدت أن الخطاب حمل كثيرا من النقاط الإيجابية أهمها تأكيد الثوابت والحقوق الفلسطينية كحقي العودة والمقاومة.

وقالت الحركة على لسان القيادي نافذ عزام: "مشعل أكد في خطابه ضرورة استعادة الوحدة وإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني، وهذا يعني الوصول إلى مصالحة حقيقة وجادة".

وأعرب عزام عن أمله بأن يجد خطاب مشعل صدى، "خاصة مع تواصل الجهود التي تبذل من أجل تحصين الجبهة الداخلية الفلسطينية وبناء موقف سياسي جديد".

وكان مشعل قد جدد خلال خطابه تمسك المقاومة بحق عودة اللاجئين، مبينا أن حق العودة مقدس ولا تفريط فيه, ورافضا فكرة "الوطن البديل" التي تداولتها مؤخرا بعض وسائل الإعلام.

وشدد على أنه لا توطين، "ولا غنى عن فلسطين", قائلا: "عودتنا لغزة تحققت بفضل المقاومة وانتصار معركة السجيل.. وعودة اللاجئين قريبة بإذن الله".

تتويج الانتصارات

حركة فتح وصفت بدورها خطاب مشعل بأنه إيجابي ويحمل لغة تصالحية ووطنية سيكون لها التأثير الواضح على ملف المصالحة خلال المرحلة المقبلة, مؤكدة أن الخطاب يؤسس لمرحلة جديدة في طريق تحقيق وحدة الوطن.

فتح: مشعل تحدث بلغة تصالحية ووطنية لطي الإنقسام

وقالت الحركة على لسان الناطق باسمها في غزة فايز أبو عيطة: "ما تحدث به مشعل خلال مهرجان انطلاقة حماس سيكون له تأثير إيجابي على العلاقات الفلسطينية الداخلية، فهو تحدث عن المصالحة وكل القضايا التي تم الاتفاق عليها في إعلان الدوحة واتفاق القاهرة".

وشدد أبو عيطة على أن المطلوب بعد الخطاب عقد اجتماع للإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير بحضور حركتي حماس والجهاد للاتفاق على الآليات الكفيلة بتنفيذ المصالحة بأقصى سرعة.

وتابع: "بعد الانتصارات التي حققها الشعب الفلسطيني خلال الشهر الماضي بصموده أمام الآلة العسكرية وبانتزاعه الاعتراف بالدولة الفلسطينية يجب أن تتوج هذه الانتصارات بالمصالحة حتى تستثمر أفضل استثمار".

وشهدت انطلاقة حماس الـ25 بساحة (الكتيبة الخضراء) وسط مدينة غزة حضورا فلسطينيا واسعا، فقد توافد مئات الزائرين العرب والأجانب فضلا على حضور جميع الفصائل والأحزاب الفلسطينية بما فيها "فتح".