الفلسطينيون العالقون في تايلاند، فصل جديد من معاناة لا تنتهي
الإثنين، 10 حزيران،
2013
هي الحرب في سورية دفعت
بهم للخروج من جحيمها ظنا ً منهم أن يلاقوا النعيم خارجها ، لقد تاهت بهم السبل و
انقطعت بهم الأسباب ليجدوا أنفسهم في بلاد لا يجدون فيها أنيسا ً و لا شقيقاً و لا
شفيقاً ، إنهم بعض فلسطينيي سورية الذين وصلوا إلى تايلاند ظنا ً منهم أن تكون
البوابة التي سينطلقون منها إلى بر الأمان.
لقد حدثنا أحد أرباب
تلك الأسر السيد محمد علي الزبن عن رحلة وصوله إلى هناك فقال : " أنا
مهندس إلكترون من فلسطيني سورية كنت أسكن في منطقة ببيلا في ريف دمشق و كان عندي
ورشة أصنع بها بعض القطع الكهربائية للسوق إلا أن المنطقة سرعان ما اشتعلت بها نار
الثورة فباتت عرضة للقصف و الدمار الذي لم يوفر بيتي و سبل عيشي فرجعت إلى بيت
أهلي في مخيم اليرموك إلا انه لم يسلم كذلك فما كان بي إلا أن أغادر إلى لبنان
برفقة زوجتي و أبنائي الثلاثة حيث بدأت رحلة البحث عن السفر و الهجرة فما كان لي
إلا تايلاند فهي من الدول القلائل التي تمنح الفيزا بدون تعقيدات لذا أخذت فيزا
سياحية لمدة 6 أشهر و غادرت إلى هناك منذ أربعة أشهر لكنني فوجئت بأن هذه الفيزا
لا تعطيني حق الإقامة لأكثر من شهرين و يتوجب علي التجديد الذي يتطلب بدوره
المغادرة إلى خارج البلاد و المتعارف عليه هنا أن تخرج الناس إلى كمبوديا و
تعود إلا أن كلفة ذلك منعتني من تجديد الإقامة لعدم توفر المال و العمل اللازمين
لدفع أجرة الغرفة البالغة مساحتها ( 3*3 مع تواليت ) التي استأجرها
أنا و أسرتي المكونة من 5 أفراد ببدل 200 دولار شهريا ً " .
و في سياق سؤال مراسل مجموعة العمل من أجل فلسطيني سورية
له حول الخطوات التي اتخذها للتخفيف من معاناته أفاد السيد الزبن " لقد
تواصلنا مع مكتب المفوضية العليا للاجئينUNCHRو أبرزنا الكرت الأبيض الذي يثبت أننا لاجئون مسجلون
الاونروا إلا أن ذلك لم يوفر لنا أي اعتبار أو حماية و أعطتنا المفوضية موعد حتى
14\10\2013 للمقابلة التي قد لا ينبني عليها شيء إيجابي تجاهنا "و في محاولة
لاستكشاف الحالة العامة لأولئك العالقين في تايلاند قال الزبن يوجد أكثر من 20
عائلة فلسطينية من سورية تعاني الأمرين و تعيش نفس الظروف المأساوية و لا تصلنا أي
مساعدات سوى القليل جدا ً من بعض الجمعيات المسيحية في المنطقة التي نتواجد فيها ،
الأونروا لا عمل لها هنا و كذلك لا يوجد سفارة لدولة فلسطين في تايلاند و العائلات
تشعر بالضياع نتيجة الظروف القاسية التي هي فيها".
هكذا أصبح اللاجئون
الفلسطينيون من سورية اليوم كالأيتام على طاولة اللئام الكل يتنصل منهم يموتون في
اليوم والليلة آلاف المرات ويذبحون بلا سكين فهل من مستصرخ أو من مغيث؟، و هل من
خطوات جادة من قبل كافة المسؤولين الفلسطينيين للتحرك العاجل للحد من تفاقم مأساة
شعبنا في كل مكان؟ فمجموعة العمل من اجل فلسطيني سورية و من منطلق التزامها بقضايا
اللاجئين الفلسطينيين لإيصال صوتهم اتخذت خطوات عملية من خلال ربط هذه الأسر مع
بعض المؤسسات الإنسانية و الإغاثية في تايلاند و التي وعدت بدورها بتقديم
المساعدات العاجلة لها ، فإنها تدعو أيضا ً المسؤولين و صناع القرار إلى التحرك
دوليا ً تجاه حل مشاكل اللاجئين الفلسطينيين في مختلف ساحات اللجوء الجديدة سواء
في بلغاريا أو بيلاروسيا أو تايلاند وغيرها لتقديم الحماية اللازمة لهم و كذلك
تناشد المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة للوقوف أمام مسؤولياتها
والتزاماتها وعدم التنصل منها من خلال قذف اللاجئين بعيداً عبر مواعيد هي أقرب ما
يكون لأسلوب الطرد غير المباشر.
المصدر: مجموعة العمل من
أجل فلسطينيي سورية