الفنانة الدسوقي تتذوق الفن وترسمَ بإحساسها
الإثنين، 27 تموز، 2015
تُمسك الفنانة خلود الدسوقي (23 عاماً) قلم الفحم
النباتي تخط خطوطا متعرجة وأخرى مستقيمة لتشكل بها رسومات تعبر فيها عن وجه المرأة
الفلسطينية التي تعزف ألحان النصر والفخر، وقد عرفت خلود برسم وجوهٍ لنساء من محض خيالها
فهي ترى أن الجمال كله يتشكل في وجه امرأة.
وقد بدأت خلود مشوارها الفني منذ سن الرابعة قبل
أن تبدأ مراحلها الدراسية، إلا أن إمساكها للقلم وخربشاتها الدائمة، جعلت أبويها يعكفان
على تعليمها الرسم منذ صغرها.
لم يسبقها أحد
وما يميز الدسوقي عن أقرانها من الفنانين أنها تنفرد
باستخدام أدوات لم يسبقها لأحد استخدامها، كالرسم بالفحم النباتي، ومواد التجميل، والرسم
بالألوان المائية وألوان الزجاج.
ولأن قلة الموارد من أبرز المعوقات أمام الفنان الفلسطيني،
لجأت خلود إلى استخدام هذه المواد البسيطة، فأقلام الفحم النباتي تتيح لخلود رسم خطوط
الصورة وظلالها بإتقان، فيما تتيح لها أقلام الحبر الجاف بعضا من ميزات الفحم النباتي
في إظهار الخطوط وإيجاد الظلال.
وتُرجع الفنانة الفضل لوالديها على ما بذلاه من جهد
في سبيل تطوير موهبتها وتشجيعها على الاستمرار في الرسم، وتحويل خربشاتها الصغيرة إلى
رسومات ذات قيمة ومعنى، حيث وفرت عائلتها الإمكانيات اللازمة لها للرسم، من أدوات وفراشي
وألوان وورق، لتسهل عليها الطريق في رسم ما تهوى من موضوعات وشخصيات.
وشاركت الدسوقي في المرحلة الثانوية في مسابقة للرسم
حازت فيها على المرتبة الأولى على مستوى محافظة خانيونس مسقط رأسها.
هذه الخطوة كانت مهمة بالنسبة لها، فقد اعتبرتها
بداية التشجيع لبذل المزيد من الجهد لتطوير مهارتها من أجل المشاركة في مسابقات أخرى
والفوز بأعلى الدرجات، فلا زالت خلود حتى اللحظة تفكر في إنشاء مرسم خاص بها تحتفظ
فيه بجميع لوحاتها.
الدسوقي التي أحبت الرسم منذ صغرها، فضلت أن تدرس
تخصص الفنون الجميلة في إحدى جامعات قطاع غزة، لتضع يدها على الطريق الصحيح الذي يصقل
مهاراتها بصورة أكبر ويجعلها تخوض مسابقات فنية وصولاً لما تطمح إليه، مع أن طموحها
لا يتوقف عند الفوز بمسابقة للرسم.
أثناء المرحلة الجامعية لاحظت خلود تفردها بشكل كبير
وتميزها عن زميلاتها في الدراسة فيما يتعلق بالرسم، فهي تسبقهم بمراحل كثيرة، معتبرة
أن الدراسة الأكاديمية ليست كل شيء، ويجب أن تتوفر الموهبة خصوصا في مثل هذه التخصصات،
فتصقل هذه الموهبة الدراسة الأكاديمية.
وشاركت الفنانة الدسوقي في معارض ومسابقات محلية،
متمنية أن يُفتح لها المجال لتتمكن من المشاركة في معارض عربية وعالمية، تقدم فيها
إنتاجها الفني.
العلاج بالرسم
وتطمح الفنانة إلى جانب وجود مرسم خاص بها، إلى مواصلة
دراستها الأكاديمية في ذات المجال، ضمن تخصص العلاج البيولوجي والسيكولوجي بالفن التشكيلي،
لكنها تقول بأن هذا التخصص غير موجود في فلسطين أو العالم العربي، متأملة الحصول على
فرصة لدراسة هذا التخصص، الذي يتيح لها علاج الأطفال عن طريق الرسم.
وتطالب الدسوقي بزيادة الاهتمام بفن الرسم، فهي تعتبره
مهمشا ولا تهتم به الجامعات أو المراكز المتخصصة وتقلل من شأنه خاصة وأن معدل قبول
تخصص الفنون الجميلة في الجامعة متدني جداً.
ودعت جميع الطلاب إلى البحث عن مواهبهم وتطويرها
ذاتيا بعيدا عن التخصص الجامعي، لأن الدراسة تضع الطالب على الطريق لكنها لا تصنع فناً
حقيقياً.
وترى أنه يجب على الفنانين إبراز القضية الفلسطينية
وأداء رسالتهم على أكمل وجه، وتجسيد الواقع الذي يعيشه الفلسطينيون وتوثيقه بأعمال
فنية لعرضه في المعارض العربية والدولية وإظهار صورة الشعب الفلسطيني الجميلة للعالم
كله.
المصدر: الرسالة
نت