الكاراتيه.. رياضة تمارسها فتيات غزة للدفاع عن النفس
الإثنين، 14 أيلول، 2015
بخفة ونشاط كانت الطفلة الغزية سندس زكي تؤدي حركات الكاراتية التي أتقنتها
بعد العديد من التدريبات التي تهدف من خلالها الدفاع عن النفس.
وبكل حركة كانت تطلق بصوتها حروف كلمة "كي" التي تعني صرخة
"الكاراتيه"، تنطلق بها من حركة لأخرى تمثلت في "الكوكوتسو، وزين كوتسو..."
وغيرها من الحركات القتالية.
وتسعى سندس مثلها مثل الكثير من الفتيات الصغيرات أن تتعلم طرق الدفاع
عن النفس وبالوقت ذاته ممارسة رياضة الكاراتيه التي تعد من الفنون الرياضية المشهورة
على مستوى العالم.
مراسلة "المركز الفلسطيني للإعلام" قضت أوقاتا ممتعة في التعرف
على رياضة الكاراتيه التي حملت في هذا الموسم اسم الطفل الرضيع "علي الدوابشة"
الذي أحرقه العدو الصهيوني وعائلته في نابلس مؤخرا.
الدفاع عن النفس
ومن الصدات التي تعلمتها سندس وزميلاتها في الفنون القتالية كانت
"صدة الرأس والتي تعرف بالوجه، وصدة الصدر، إضافة إلى المعدة".
وكانت هذه الفتاة ترتدي البنطال والسترة البيضاء وتضع الحزام ذا اللون
الأصفر (الترتيب الثاني)، حيث تعد هذه الملابس المشهورة لهذا النوع من الرياضة في كافة
أنحاء العالم.
وبعد انتهاء ساعات طويلة من التدريب، قالت لمراسلة "المركز الفلسطيني
للإعلام"، إنها تحب الكاراتيه، فهي "تشعرني بالقوة والثقة بالنفس وبالوقت
ذاته أصبحت أستطيع أن أدافع عن نفسي".
وتلفت إلى أنها تسعى لاستكمال مراحل التدريب حتى تحصل على الحزام الأسود
والذي يعد اللون النهائي في بطولة الكاراتيه والذي يتكون من "10 مستويات".
وفي التعرف على ترتيبات اللعبة، تُشير سندس أيضاً إلى أن "ألوان الأحزمة
تتمثل حسب الترتيب: أبيض، أصفر، برتقالي، أخضر، بني، أرزق، أسود لبعضها مستويات في
اللون نفسه".
وأوضحت، أنها تستعد لخوض بطولة في حال فوزها تؤهلها الحصول على الحزام
البرتقالي وبذلك تقترب مرحلة من الحزام الأسود.
وترجو أن تفتح معابر قطاع غزة حتى تكون هناك حرية في الحركة وتستطيع بعد
ذلك أن يكون لها مشاركات تمثل فيها فلسطين.
والكاراتيه هي نوع من أنواع الفنون القتالية اليابانية وتستخدم فيه الأيدي
والأقدام والركب والمرافق كأسلحة في الدفاع عن النفس.
وتتكون من مقطعين (كارا بمعنى فارغ) و(تيه بمعنى اليد أو القبضة) أي بمعنى
اليد الخالية وسبب التسمية هو عندما منعت قوات الساموراى سكان جزيرة اوكيناوا –في اليابان-
من امتلاك الأسلحة ما أدى إلى استعمال أهل الجزيرة أعضاء أجسامهم كأطراف الأصابع وقبضة
اليد والركلات مع بعض أدوات الزراعة كأسلحة للدفاع.
بطولة الرضيع
وحمل هذا الموسم للبطولة اسم الرضيع "علي دوابشة" الذي تم حرقه
مع عائلته في بيته في مدينة نابلس بعد إشعال مستوطنين لمنزله مما أدى إلى وفاته على
الفور واتبعه والده بعد أيام من الحادث بينما تمكث والدته وشقيقه الأكبر بقليل في العناية
المكثفة.
وبمجرد أن تلفظت "مراسلتنا" اسم الرضيع حتى أخذت سندس تسرد على
مسامعها الأحداث المؤلمة التي لحقت بالطفل وعائلتها وعبرت من خلالها عن حزنها العميق
لطفولة قتلت حرقاً وظلماً.
أما طفلة الكاراتية قمر جمال والتي شاركت الحديث بعد أن قطعت التدريب بمجرد
سماعها اسم الرضيع "علي الدوابشة" قائلة لـ"مراسلتنا": "في
غزة الحصار يقتل الأطفال وفي الضفة الاحتلال يحرق الأطفال، فأطفال فلسطين محرومون من
الحصول على أبسط حقوقهم فالاحتلال يحاصرهم ويقتلهم".
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام