اللاجئون
الفلسطينيون رحلة تيه لا تنتهي إلا بالعودة إلى أرض الوطن
فايز أبوعيد/ خاص-لاجئ
نت
أحدثت
المتغيرات والوقائع الأخيرة في المنطقة، تحولات عميقة ستترك آثارها على المسار
المستقبلي لمنطقة الشرق الأوسط، وعلى القضية الفلسطينية خصوصاً.
ومن نافل القول
إنّ عاصفة التحولات التي انطلقت نذرها وشراراتها في منطقة الشرق الأوسط سيكون لها
تداعياتها على قضية اللاجئين الفلسطينيين في كافة بقاع الأرض لذلك كان لابد من
تسليط الضوء من خلال هذا المقال على أوضاعهم المعيشية والاقتصادية والسياسية في
مختلف أماكن الشتات.
سوريا:
يتواجد في
سورية حوالي 530 ألف لاجئ فلسطيني موزعون
على 12 مخيماً، تعود بداية إنشاء المخيمات
لعام 1948، حيث تم إنشاء ستة مخيمات
فلسطينية هي: خان الشيح (قرب مدينة دمشق)، والنيرب (قرب مدينة حلب)، والعائدين (قرب
مدينة حمص)، أما في عام 1950 فقد أنشأت ثلاثة مخيمات أخرى هي مخيم العائدين (قرب
مدينة حماة)، ومخيم درعا (في مدينة درعا)، ومخيم خان دنون (قرب مدينة دمشق)، وفي
عام 1954 وضمن محاولة توطين اللاجئين الفلسطينيين في سورية، أنشئ مخيم آخر هو مخيم
الرمدان. ونتيجة لنكسة حزيران عام 1967، أنشأت الأونروا أربعة مخيمات جديدة، أطلقت
عليها مخيمات الطوارئ وهي : مخيم السيدة زينب، ومخيم جرمانا(في دمشق)، ومخيم درعا
الطوارئ (في مدينة درعا) في عام 1967 أي بعد حرب حزيران مباشرة، بينما أنشئ المخيم
الرابع وهو مخيم السبينة في عام 1968،
يضاف إلى هذه المخيمات مخيمات أخرى أنشأتها الحكومة السورية ممثلة بالهيئة العامة
للاجئين الفلسطينيين العرب، لم تعترف بها وكالة الغوث، مثل مخيم اليرموك الذي أقيم
في عام 1954،وهو أكبر المخيمات الفلسطينية في الداخل والخارج على حد سواء، ومخيم
الرمل في اللاذقية، والذي انشئ في العام 1955-1956، ومخيم عين التل - حندرات قرب
حلب الذي انشئ في العام 1962. وأخيراً مخيم (تجمع الحسينية) الذي أنشئ في العام 1981.
ومع بداية
الأحداث التي عصفت في سورية كان موقف السواد الأعظم من فلسطينيي سورية هو الحياد
الايجابي الذي يُبقي سورية بمنأى عن الدمار والخراب وسفك الدماء فيها،وكانوا لا
يصطفون مع طرف ضد طرف ولكن ما أن وقعت الواقعة واستهدفت مخيماتهم ودمرت بيوتهم
وشردوا في أصقاع الأرض فكان من الطبيعي أن يكون لكل شخص منهم رأي بما يتناسب مع ما
تعرض له من مآسي ومعاناة ألمت به، وخاصة بأن 15% منهم نزحوا خارج سوريا إلى دول
لبنان والأردن ومصر بسبب انعكاس تجليات الصراع الدائر في سورية عليهم، في حين بقي
أكثر من نصف الفلسطينيين داخل سوريا مشردين، في وقت أصبحت فيه سبع مخيمات مسرحًا
للقتال وبات من الصعب تعايش اللاجئين هناك.
ففي بداية
الأحداث اعتبر مخيم الرمل في اللاذقية
المسبب الرئيسي بالأزمة السورية ثم اتهم بعد ذلك مخيم درعا بأنه يحوي سلفيين فقصف
وأحرقت بيوته وهجر سكانه، وتتابعت الأحداث لتشمل مخيم العائدين بحماة ثم العائدين
بحمص، ولم يسلم مخيم السيدة زينب من سقوط القذائف وتشريد أهله، وألحق بهم مخيم السبينة
الذي شهد نزوح أهله عنه بسبب الاشتباكات المستمرة وسقوط وابل من القذائف عليه،
ولمخيم الحسينية حكاية أخرى مع الألم والحصار، والطامة الكبرى كانت في مخيم
اليرموك الذي قصف بالصواريخ فشرد وطرد وحوصر وأذل أهله، ومن ثم لحقه مخيم حندرات
بحلب الذي سيطرت عليه مجموعات الجيش الحر فاضطر سكانه للنزوح عنه فعانوا ألم
التشرد والتهجير مرة ثانية، وبدوره مخيم النيرب حوصر وتم التضييق على سكانه حتى
أنهم كانوا على أبواب كارثة إنسانية بسبب نفاد جميع المواد الغذائية والدقيق من
المخيم، والآن يسير مخيم خان الشيح على خطى بقية المخيمات الفلسطينية من قصف
وسيناريو لتهجير وتشريد سكانه، هذا إضافة إلى أن بقية التجمعات الفلسطينية لم تسلم
من القصف والتدمير ومنها تجمع العائدين في برزة بدمشق والمزيريب في درعا، ولم يبق
سالما إلى الآن إلا مخيمي خان دنون وجرمانا وإذا لا قدر الله قصفا فتكون بذلك الدائرة
قد اكتملت على المخيمات الفلسطينية في سورية.
لبنان:
يعيش اللاجئون
الفلسطينيون في لبنان في 12 مخيماً رسمياً معترفاً به جغرافياً وديموغرافياً من
قبل الدولة اللبنانية والأونروا، وأكثر من 35 تجمعاً غير شرعي غير معترف به
جغرافياً من قبل الدولة اللبنانية أو الأونروا، مع غيابٍ لمرجعية سياسية موحدة،
الأمر الذي زاد من نسبة الفقر لتصل إلى دون الحد الأدنى المعترف به عالمياً،
وارتفاع نسبة البطالة لتصل إلى أكثر من 60% مع تعداد اللاجئين الفلسطينيين حتى
2013 وحسب الأونروا 474,053 لاجئين
مسجلين، يضاف إليهم وجود اكثر من 25 ألف لاجئ غير مسجل وحوالى 3000 لاجئ من فاقدي
الأوراق الثبوتية يعيشون في مساحات جغرافية محددة منذ أكثر من 64 سنة، ولا يسمح
لهم بالتمدد بالرغم من ارتفاع نسبة اللاجئين منذ عام 1948 حتى اليوم إلى أكثر من
310%.
هذا وتعود جذور
معظم اللاجئين الفلسطينيين في لبنان إلى مدن شمال فلسطين المحتلة وقراها، وتقدر
هذه النسبة بـ 95.5%، فيما كان 1.3% منهم من يافا، و3.3% توزعوا على باقي مدن وقرى
فلسطين.
وفي رصد لحركة
اللاجئين الفلسطينيين في لبنان خلال الفترة الممتدة من بداية عام 2013 يجد المتتبع
أن الحراك قد توزع على كل المجالات التي تعني اللاجئ من قريب او بعيد فعلى الصعيد
السياسي شهدت الساحة حراكا ً فلسطينيا ً واسعا ً نحو حماية الفلسطينيين في لبنان،و
نزع فتيل توتير الوضع الامني في المخيمات
ومنع إدخال الفلسطينيين في التجاذبات السياسية اللبنانية، ومساعدة
اللبنانيين على تجنب التوتر السائد نتيجة
انعكاسات الأزمة السورية والتغيرات التي تعصف بالمنطقة وتأثر لبنان بها.
الأردن:
هناك عشرة
مخيمات رسمية للاجئين الفلسطينيين في الأردن يعيش فيها أكثر من 346,000 لاجئ مسجل،
أو ما يقارب من 17% من إجمالي اللاجئين الفلسطينيين المسجلين في الأردن والذين
يبلغ عددهم نحو مليوني لاجئ.
حيث ينتشرون في
خمس مناطق هي: عمان والزرقاء وإربد وجرش والبلقاء، وهي تشكل بمجموعها حوالى 16.5%
من المجموع الكلي للمخيمات الفلسطينية المنظمة.
وتؤوي مخيمات
الحسين والوحدات والبقعة، وهي المخيمات الرئيسية الثلاث المقامة في مركز العاصمة
الأردنية عمّان، أكثر من 175 ألف لاجئ فلسطيني، أي بنسبة تقدّر بنحو 9% من المجموع
الكلي للاجئين الموجودين في الأردن.
ونظراً لضيق
مساحة المخيمات، وقدرتها الضعيفة على استيعاب الأعداد المتزايدة طبيعياً، فقد اضطر
عدد كبير من اللاجئين إلى أن يقطنوا خارجها.
فاللاجئون
الفلسطينيون المسجلون خارج حدود المخيمات الفلسطينية يشكلون غالبية اللاجئين
والنازحين في الأردن. حيث إن هناك ثلاثة أحياء في عمان والزرقاء ومأدبا تعدّها
الحكومة الأردنية مخيمات، وتعدّها الأونروا مخيمات «غير رسمية». ويعيش سكان
المخيمات العشرة والمخيمات الثلاثة غير الرسمية واللاجئون المقيمون بالقرب من
المخيمات في ظروف اجتماعية واقتصادية مشابهة، ويشكلون معاً حوالى 65% من لاجئي
فلسطين في الأردن.
الضفة الغربية:
تمتد الضفة
الغربية فوق مساحة من الأرض تبلغ 5,500 كيلومتر مربع يعيش فوقها ما يقارب من 2,7
مليون شخص، ويعيش ربع اللاجئين في 19 مخيما رسميا بينما يعيش معظم الآخرون في مدن
وقرى الضفة الغربية.
تحتضن الضفة
الغربية ما مجموعه 848,500 لاجئ مسجل، يعيش حوالي الربع منهم في 19 مخيما رسميا،
بينما يعيش الباقون في مدن وقرى الضفة الغربية. وتقع بعض المخيمات بالقرب من المدن
الرئيسة فيما يقع البعض الآخر منها في المناطق الريفية.
قطاع غزة:
يعيش في غزة
أكثر من مليون لاجئ فلسطيني، يعيش نصفهم تقريبا في المخيمات الثمانية في القطاع.
مخيم الشاطئ
مخيم البريج مخيم دير البلح مخيم جباليا
مخيم خانيونس مخيم المغازي مخيم
النصيرات مخيم رفح، وتعد مخيمات اللاجئين واحدة من أكثر الأماكن في
العالم اكتظاظا بالسكان. فعلى سبيل المثال، فإن ما يزيد عن 82,000 لاجئ يعيشون في
مخيم الشاطئ الذي تبلغ مساحته أقل من كيلومتر مربع واحد.
تأثرت كافة
المخيمات بالحصار على غزة. ومع الحظر المفروض على مواد البناء، فإنه ليس من الممكن
بناء مساكن جديدة والمحافظة على البنية التحتية من أجل المجتمع المتنامي.
ويفتقر السكان الذين يعيشون في المخيمات المكتظة
إلى إمكانية الوصول إلى إمدادات كافية من مياه الشرب والكهرباء أما البطالة، فقد
وصلت معدلات غير مسبوقة، حيث أن هناك أكثر من 40% من القوة العاملة لا تعمل.
كما أن سكان
القطاع يعانون من تأثر القطاع بالأحداث التي تجري في مصر حيث تقوم السلطات المصرية
بإغلاق معبر رفح ليام وأسابيع وهذا ما يؤثر في حركة الاقتصاد والمعيشة في قطاع غزة
كون معبر رفح هو البوابة الوحيدة المتاحة لهم التي توصلهم بالعالم الخارجي.
العراق:
مأساة حقيقية
يعيشها اللاجئ الفلسطيني أينما حل، يهرب من واقع أليم ومرير ليجد نفسه يعيش واقعا
أشد مرارة وألماً حاله كحال المستجير من الرمضاء بالنار، فبعد الأحداث التي عصفت
بالعراق وما تعرضوا له من قتل واضطهاد من قبل ذوي القربى، انتهى بهم المطاف إلى
مخيمات صحراوية على حدود الدول العربية، من هذه المخيمات بدأ درب آلامهم ومعاناتهم
فبعد أشهر وسنوات من تواجدهم فيها قررت بعض المنظمات الدولية وعلى رأسها مفوضية
الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين البحث عن دول تقبل استقبال هؤلاء اللاجئين الفارين
من الموت المحتم إلى الموت البطيء، فوزعوا
في بقاع الأرض على العديد من دول العالم المتحضر، التي منوا النفس أن تكون ملاذاً
آمناً لهم يحافظون به على كرامتهم وعزتهم ريثما يعودون إلى وطنهم السليب، لكن الذي
جرى أن هؤلاء اللاجئون الفلسطينيون لم يجدوا إلا مزيداً من القسوة والانتهاكات
الوحشية، وبهذا يكون حالهم أشبه بحال المستجير من الرمضاء بالنار.
أما من تبقى
منهم في العراق فهم يعانون أوضاعاً إنسانية صعبة كما يتعرضون للكثير من المضايقات
والاعتقالات من قبل ميليشيات طائفية معاقبة لهم على موقفهم المؤيد للرئيس الراحل
صدام حسين
مصر:
تقدر أعداد
اللاجئين الفلسطينيين في مصر مع بداية عام 2011 بحدود (84) ألف مواطن فلسطيني،
منهم عدة آلاف يقيمون في مصر بقصد الدراسة وهم من أبناء قطاع غزة على وجه التحديد،
وبعضهم القليل من الضفة الغربية، حيث إن مصر منطقة استقطاب للعناصر الفلسطينية
الشابة القادمة من قطاع غزة بغية التعليم. كذلك يحظى بالإقامة في مصر، وتحديداً في
مدينتي القاهرة والإسكندرية عدة آلاف من أبناء حملة جوازات السفر المتنوعة هذا
اضافة ل 6000 آلاف عائلة فلسطينية سورية هربت من جحيم الحرب في سورية إلى مصر.
ومن نافل القول
أن جمهورية مصر العربية هي من الدول العربية الخمس المضيفة للاجئين الفلسطينيين،
إلى جانب كل من الأردن وسوريا ولبنان والعراق. حيث تشير معظم الدراسات الموثقة إلى
أن مصر استقبلت عام النكبة نحو ثمانية آلاف وخمسمائة لاجئ فلسطيني، قدموا إليها من
مناطق يافا واللد والرملة وقراها، فكانت مدينة بورسعيد أول موطئ قدم للاجئين
الفلسطينيين صباح الأيام الأولى من النكبة، حيث وضعتهم السلطات المصرية في تجمع
خاص بهم يدعى (المزاريطة)، ووضعت آخرين منهم في تجمع (العباسية) الواقع في ضواحي
القاهرة، إلى حين منح غالبيتهم حق الإقامة في مصر. ثم سرعان ما قامت الحكومة المصرية
مع بداية عام 1949 بنقل جزء كبير منهم إلى قطاع غزة، والى مخيم المغازي، حيث بقي
القطاع تحت الإدارة المصرية.
أما الآن يتركز
وجود اللاجئين الفلسطينيين في محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية بنسب تقارب
(76%) من إجمالي الفلسطينيين في جمهورية مصر العربية، بينهم (52%) في المائة في
مدينة القاهرة، و(7%) في الجيزة، و(17%) في الإسكندرية، وبالتالي يقطن (94%) منهم
في المناطق الحضرية، و(6%) منهم في المائة فقط في المناطق الريفية.
وبالنسبة إلى
المعطيات الديموغرافية، فإن المعلومات الفلسطينية الصادرة قبل سنوات عن المكتب
المركزي للإحصاء الفلسطيني بدمشق، تشير إلى أن المجتمع الفلسطيني في مصر هو مجتمع
فتي، تبلغ فيه نسبة الأطفال دون الخامسة عشرة من العمر (41%) من إجمالي
الفلسطينيين هناك، حيث تتسع قاعدة الهرم السكاني للفلسطينيين في مصر وتضيق قمته،
في إشارة إلى أنه مجتمع فتي، بيد أنه أقل فتوة من التجمعات الفلسطينية الأخرى التي
يقيم فيها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان وسوريا وقطاع غزة والضفة الغربية والقدس.
ليبيا:
تعود بدايات
التواجد الفلسطيني في ليبيا، منذ استقلها، حيث وفد إلى ليبيا نحو ثلاثة آلاف
فلسطيني، من اللاجئين في الدول العربية المحيطة بفلسطين من الأردن وسورية ولبنان
وقطاع غزة.
لكن التدفق
الفلسطيني الكبير نحو ليبيا، شق طريقه في نهاية ستينيات القرن الماضي، حين بدأ
الوجود الفلسطيني يتبلور بشكل أكثر وضوحاً، ولم يعد يقتصر على العاملين في قطاع
التربية والتعليم، بل انتقل إلى قطاعات مختلفة، كالأطباء والمهندسين والمهنيين
والموظفين، إضافة إلى العمال والمهنيين في قطاع البناء وأصحاب المهن اليدوية
الصغيرة، والعمال والمهن المختلفة، وقد تركز وجود الفلسطينيين في ليبيا في المدن
الرئيسة، وأهمها: طرابلس، بنغازي، مصراته، سبها، أجدابيا، ووصلت أعداد الفلسطينيين
في ليبيا في لحظاتها القصوى إلى ما يقارب خمساً وسبعين ألف شخص، مع العلم أن
أعدادهم كان قبل وقوع الأحداث في ليبيا ما تقارب خمس وعشرين ألف شخص موزعين على
مدن ليبيا، ولكن حال الفلسطينيين في ليبيا تأرجحت على الدوام، وذلك بفعل المتغيرات
السياسية التي طرأت على مسار العلاقات الرسمية الفلسطينية - الليبية، وهو ما وقع
مثلاً حين تعرض الفلسطينيون في ليبيا لبعض الإجراءات التي مست وجودهم المؤقت هناك
كأسر مقيمة للعمل وتحصيل لقمة العيش، مما أثر على مختلف نواحي حياتهم الاقتصادية
والاجتماعية وعلى قدرتهم على التنقل والإقامة وعلى العودة إلى فلسطين أو مخيمات
اللجوء في لبنان وسورية، وأدى ذلك إلى نزوحهم التدريجي من ليبيا، لتصل أعدادهم
الآن إلى ما وصلت إليه من انخفاض واضح قياساً بسنوات السبعينيات والثمانينيات من
القرن الماضي، كما تأثر الفلسطينيون بالأحداث التي جرت في ليبيا عام 2011 حيث اضطر
جزء كبير منهم لمغادرة ليبيا بسبب عدم استقار الوضع الأمني فيها إضافة لتعرض البعض
منهم لحوادث السرقة والاختطاف والقتل، وعموماً
فإن من تبقى من الفلسطينيين في ليبيا، والمقيمين فيها، يعيشون الآن في حال
من القلق، يترقبون مسار الأحداث، في ظل تقلص الخيارات البديلة أمام الغالبية
الساحقة منهم.
الكويت:
الفلسطينيون في
الكويت هم جزء من الشعب الفلسطيني الذي هاجر من فلسطين إلى الكويت. كان يُقدر
عددهم حتى عام 1991 بحوالي 400,000 فلسطيني، إلاّ أن هذا العدد تقلص اليوم لأقل من
60,000 فقط بعد حرب الخليج الثانية، نتيجة لموقف قيادة منظمة التحرير الفلسطينية
ودعمها للعراق في غزوه للكويت. يحمل الجزء الأكبر منهم الجنسية الأردنية.
فلسطينيو
أوروبا:
بدأت أعداد
الفلسطينيين تتوافد إلى أوروبا بنحو ضئيل في فترة الخمسينيات بعيد النكبة، وكانت
ابتداءً من طلائع النخبة التي كانت في الواقع من بعض الأكاديميين وبعض رجال
الأعمال في البداية، وقصدوا في العموم بلداناً أوروبية محددة كبريطانيا. لكن في
البداية كان الوجود الفلسطيني والملمح الأساسي في الوجود الفلسطيني في أوروبا خلال
الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين، وكان أغلبه وجوداً ذا طابع طلابي، أعقبه
وجود لاجئين لأسباب سياسية وإنسانية، ومن ثم أخذ طابع التوطين والاستقرار شيئاً
فشيئاً في العقود التالية. كم يبلغ عدد الفلسطينيين في أوروبا؟ يمكن القول على
سبيل التقدير إنّ في أوروبا قرابة ربع مليون فلسطيني، وتعود صعوبة إعطاء إحصائيات
دقيقة عن أعداد اللاجئين الفلسطينيين في أوروبا للأسباب الآتية: يوجد قصور من
الجانب الرسمي الفلسطيني كمركز الإحصاء الفلسطيني التابع للسلطة الوطنية
الفلسطينية؛ بكونه ليست لديه إطلالة دقيقة على الواقع الديموغرافي والدراسات
والإحصائيات المتعلقة بشؤون فلسطينيي أوروبا. ينسب الفلسطينيون في أوروبا في بعض
المصادر الإحصائية إلى البلد الذي صدرت عنه وثيقة أو جواز سفر البلد الذي قدموا
منه، فالفلسطيني الذي يحمل وثيقة سفر مصرية أو لبنانية أو سورية أو جواز سفر
أردنياً يضاف على أنه مواطن من هذه الدول تبعاً للوثيقة أو جواز السفر الذي يحمله.
هناك التباس إحصائي بالنسبة إلى الجيل الثاني هل يعدون من الأوربيين أم يعدون
فلسطينيين؟ هناك أيضاً فاقدو الأوراق الثبوتية، وهذه نسبة موجودة بين فلسطينيي
أوروبا، حيث إنهم لا يملكون أي أوراق رسمية تثبت شخصياتهم إلا بعض الأمور التي
تخولهم بالبقاء وترتيب أوضاعهم.