هدم المخيمات
الفلسطينية بين الملكية الخاصة وإشراف الأونروا
اللاجئون
الفلسطينيون: لا هدم للمخيمات ولا رحيل منها إلا إلى فلسطين
الأربعاء، 02
تموز، 2014
لا يشك
اللاجئون الفلسطينيون بأهمية بقاء المخيمات الفلسطينية قائمةً، كشاهد سياسي على
النكبة، لذلك يتمسكون ببقائها واستمرارها والصمود فيها. ولكنهم في المقابل يطالبون
بتحسين ظروف العيش في هذه المخيمات، ويصرّون على الحفاظ على كرامتهم فيها. الأمر
الذي يساعدهم على التمسك بفلسطين وعدم البحث عن بدائل لتحسين معيشتهم وإصرارهم على
رفض التوطين.
وفي الوقت الذي
تمسّك فيه الفلسطينيون بمخيماتهم، مستشعرين أهمية هذا التمسك، عملت أطراف أخرى على
هدم هذه المخيمات وإزالتها، بأساليب مختلفة.
من هذه
الأساليب:
- التدمير:
تدمير "إسرائيل" للمخيمات وما فعلته بمخيم النبطية، لكونه كان مأوى
للمقاومين في ذروة العمل الفدائي في تلك المنطقة، فاستشعر العدو خطورته، وقام
بقصفه عدة مرات بدأت عام 1971 إلى أن تم تدميره كلياً في غارات متتالية في
16-5-1974. ما أدّى إلى تهجير أهله إلى مخيمات صيدا وبيروت. وفقد الفلسطينيون
المخيم الأقرب إلى فلسطين والوحيد في محافظة النبطية.
الأمر نفسه
جرّبته "إسرائيل" مع مخيم عين الحلوة، حيث قامت بعملية
"فلاحته" بالقصف المتتالي الممنهج، ما أدى إلى تدميره، ولكن إصرار أهله
(وتحديداً النساء)، ورفضهم اقتراح الأونروا بإحضار بيوت جاهزة من الحديد (بركسات)،
وإصرار انساء والأولاد على إعمار البيوت من جديد، رغم وجود معظم الرجال في سجن
أنصار في جنوب لبنان.
- الحصارات:
الحصارات التي واجهتها المخيمات، والتي أدى بعضها إلى تهجير أهلها وسط المجازر،
كما حدث في مخيمي تل الزعتر والدكوانة. أو إخراج أهلها منها مؤقتاً، ثم تدميرها
كما حدث في مخيم نهر البارد. أو ضرب طوق وحصار طويل لعدة أشهر من القصف والتجويع،
كما حدث في حرب المخيمات عام 1985. والتي أسفرت عن آلاف الشهداء الجرحى، ولكن صمود
اللاجئين المستند إلى أن المخيمات هي الجدار الأخير أفشل مخطط تدميرها وتشريد
أهلها.
- إعادة
التوزيع:
جرت إعادة توزيع أهالي بعض المخيمات لأسباب سياسية وديموغرافية واقتصادية.. كانت
تحدث هذه الإجراءات في بدايات إقامة اللاجئين، قبل تثبيت استقرارهم.. كما حدث في
الخمسينيات مع إخلاء ثكنة غورو ومخيم عنجر، أو نقل مخيم البداوي من مكانه.
- رفع الدعاوى
القضائية:
وهذا الأسلوب ييحدث ضد بعض المخيمات أو ضد أقسام منها، بحجة أنها مقامة على ملكيات
خاصة. كما هو الحال في جزء من تجمع القاسمية وما يحدث اليوم مع تجمع الشبريحا
وحارة الزيب في مخيم عين الحلوة. وما كاد أن يحدث مؤخراً في مخيم الضبية، وما يمكن
أن يحدث لاحقاً مع مخيم مار الياس.
من هنا، بات من
الواضح أن الفلسطينيين المتمسكين ببقاء المخيمات كشاهد سياسي على ما يجري، كانوا
وما زالوا يواجهون محاولات هدم المخيمات في ظل مؤامرة التوطين وإلغاء حق العودة،
وقد صاغوا قاعدة سياسية شعبية بسيطة: لا رحيل من المخيمات إلاّ إلى فلسطين.
ونظراً لهذه
القناعة الراسخة، يعتقد اللاجئون أن من يعمل على هدم المخيمات، إنما ينفذ مؤامرة
ضد الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وحقه بالعودة إلى فلسطين.
المصدر: ياسر
علي/ شبكة العودة الإخبارية