اللاجئون الفلسطينيون يستطيعون تغيير خارطة المنطقة!
الثلاثاء، 03 نيسان، 2012
لقد أحدث الإعلان عن مسيرة القدس الدولية، بمشاركة أكثر من 700 مؤسسة من 64 دولة في القارات الخمس، والإعلان عن تنظيم تظاهرات أمام السفارات الإسرائيلية في أوروبا والدول العربية تزامناً مع إحياء يوم الأرض، مخاوف كبيرة لدى العدو الصهيوني الذي قرر جيشه ـ بحسب صحيفة "هآرتس" وغيرها من وسائل إعلام العدوـ تعزيز قواته على الجبهات المختلفة، والاستعداد لسيناريو يوم النكبة ويوم النكسة، حيث تدفق المئات باتجاه الحدود مع فلسطين المحتلة. وقد أبدت القيادة العسكرية القلق بشكل خاص، مما سيحدث على الحدود مع لبنان. وانعكس الخوف والإرباك الصهيوني برسائل "تهديد" و"وعيد"، للحكومات السورية واللبنانية والمصرية والأردنية، وإلى الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة، وإلى السلطة الفلسطينية في رام الله، لأن "جهات معادية" تقف وراء تنظيم المسيرة، بحسب ما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت".
وفي مواجهة المسيرات المليونية، ومحاولة تزييف واقعها، روجت مصادر استخباراتية صهيونية رفيعة المستوى لأخبار مفادها أن إيران هي التي تقف وراء تنظيم المسيرات، لصرف أنظار الرأي العام في العالم عن ضرورة مكافحة برنامجها النووي، ولتتويج نفسها باعتبارها زعيمة العالم الإسلامي. وحاول العدو أن يزج بزيارة علي أكبر جوان فكر، المستشار الإعلامي للرئيس الإيراني، الى الجنوب اللبناني للزعم بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقف خلف هذه المسيرة.
كما ذكرت صحيفة "هآرتس" أن "تل أبيب مررت رسائل إلى لبنان، بواسطة الولايات المتحدة وفرنسا والأمم المتحدة، طالبت فيها بمنع وصول متظاهرين إلى منطقة الشريط الحدودي بين الدولتين". وأكدت المصادر بأن تل أبيب وجهت تهديدات إلى لبنان قالت فيها إنها لن تتردد في استخدام القوة في حال وصول متظاهرين إلى منطقة الشريط الحدودي، وفي هذا دلالة بالغة على مدى تأثير هذه المسيرات على الكيان الصهيوني، وبث الرعب في داخله.
وبحسب مراسل القناة العاشرة الصهيونية فإن جيش العدو أعدّ تحضيراته لأسوأ السيناريوهات، قائلاًً "الجيش يتحضر لأسوأ السيناريوهات ويأخذ يوم الأرض بجدية، لأن ذكرى أيام النكبة و النكسة الأخيرة محفورة في الأذهان"، مضيفاً أنه في "يوم الأرض ستكون المناطق الأكثر حساسية هي حدود لبنان وسوريا؛ والأوامر واضحة للجيش وهي منع التقدم من الحدود السورية واللبنانية ومن سيتخطى حدود الدولة سيهدر دمه".
وأعلنت قيادة الجيش بأنها سترسل القناصة والقوات المعززة بوسائل تفرقة المظاهرات مثل الغاز المسيل للدموع على الحدود السورية، وإقامة خنادق ضد الدبابات، وتجديد حقول الألغام ، مع إقامة جدار بارتفاع 5 أمتار مثلما هو حال الحدود مع مصر.
وتشير التقارير الأمنية التي قدمت إلى أعضاء الطاقم الأمني المصغر في حكومة العدو أنه من المتوقع أن تشهد الفترة الواقعة بين 30 آذار/ مارس الحالي و 15 نيسان/ أبريل انطلاق مسيرات احتجاج تتجه نحو مناطق الحدود مع "إسرائيل" في الشمال والجنوب والوسط، وأن يجري في الوقت نفسه التخطيط لحملات سفر جماعية جوية من شتى أنحاء العالم، وخصوصاً من أوروبا، تحط في مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب. وقد أصدر الاجتماع أوامر إلى وزارة الخارجية بأن تبذل جهوداً لدى الدول الأوروبية المتعددة بهدف حثها على منع انطلاق هذه الحملات من أراضيها. واتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة في مطار بن غوريون، مع إصدار أوامر الى الجيش الصهيوني بإطلاق النار بهدف القتل لمواجهة المتظاهرين الذين يصلون الى الحدود أو قريب منها.
إذا كان مجرد الإعلان عن المسيرة قد أحدث كل هذا الخوف لدى العدو، فإن ذلك يُظهر هشاشة هذا الكيان من جهة، ويظهر أن لدى اللاجئين قوة يُحسب لها ألف حساب، لا يستهان بها، وأنه لو توفر لها التنظيم اللازم والاستراتيجية الملائمة فإنها قادرة على تغيير خارطة المنطقة برمتها.
هذه الحقيقة تلقي مسؤولية مضاعفة على دول الطوق التي يتوجب عليها السماح للاجئين بتنظيم أنفسهم في مسيرات سلمية تخترق الحدود لتنفيذ حق العودة. فإذا كان وجود آلاف من اللاجئين الفلسطينيين على الحدود يُحدث كل هذا الصخب والخوف والهلع لدى العدو، ومن يدعمه ويرعاه، فكيف لو سمحت الدول العربية للاجئين بالتوجه إلى الحدود عبر مسيرات سلمية هدفها تحقيق حق العودة؟!
المصدر: نشرة الجهاد