اللاجئون الفلسطينيّون
من سورية والنَّكبة الثانية
خاص – لاجئ نت/ طارق
عليوه
مأساة منذ عامين:
في شهر شباط عام 2011م، هَبَّ الشّعب السّوري عن بكرة أبيه بثورة طالب فيها
بالحريّة والكرامة ورفع الظلم عنه، كباقي بلدان الربيع العربي التي أطاحت بعروش
رؤسائها الظالمينز فكانت النتيجة أن تعرض هذا الشّعب للقتل والتنكيل والتشريد حتى
بلغ عدد شهداء ثورته 60 ألف شهيد، وأكثر من 5 مليون لاجئ ومنهم لاجئون فلسطينيون
من مخيم اليرموك تشتتوا في أسقاع الأرض من شمالها لجنوبها، ومن شرقها لغربها.
لبنان لك كل التحيّة:
ومن هذه الدّول التي نزح إليها اللاجئون السّوريون والفلسطينيون على حدٍّ
سواء لبنان، هذا البلد الذي ردّ الجميل لهذا الشّعب الذي احتضنه وواساه مصابه
أثناء العداون الصّهيوني الغاشم عام 2006م ففتحوا للنَّازحين اللبنانيين وقتها
قلوبهم قبل بيوتهم.
إذاً نكبة ثانية على غرار نكبة عام 1948م، تعرض لها أبناء الشّعب الفلسطيني
من مخيم اليرموك في سوريا بسبب الصّراع الدائر هناك منذ ما يقارب العامين حيث بلغ
عدد الضحايا أكثر من 800 ضحيّة، من الأطفال والنّساء والرجال.
لجوء ومأساة:
بلغ عدد النّازحين من مخيم اليرموك أكثر من 60 ألف لاجئ إلى لبنان وأماكن
أخرى، وبلغ عدد العائلات النازحة حسب إحصائيّة أخيرة أكثر من 14170 مهجراً يعيشون
في ظروف صعبة وقاسية ومزرية، توزعوا على المخيمات الفلسطينيّة والتجمّعات
الفلسطينيّة خارج هذه المخيمات. ففي صيدا بلغ عدد العائلات أكثر من 1000 عائلة،
وفي مخيم عين الحلوة 700 عائلة، وفي مخيم المية ومية 124 عائلة.
الوضع التعليمي:
إلتحق معظم أبناء الجالية الفلسطينيّة اللاجئة من مخيم اليرموك لمدينة
صيدا، بمدارس وكالة الغوث الأنروا سواء في مخيمات الجنوب (عين الحلّوة، والمية
ومية) أو في مدارس الأنروا خارج إطار هذه المخيمات في مدينة صيدا وضواحيها. ومن
كان من هؤلاء اللاجئين ميسور الحال وهم قلّة قليلة جداً، ألحق أولاده بمدارس خاصّة
على حسابه الخاصّ.
المساعدات تكاد تفي بالعرض:
يعتمد النازحون الفلسطينيون على دعم الفصائل الفلسطينيّة في مخيمي عين
الحلّوة والمية ومية والجمعيات الخيريّة، التي لا تألوا جهداً في دعمهم والوقوف إلى
جانبهم بكل ما تستطيع من قوَّة. وقد قامت حركة حماس مشكورة منذ بدء النزوح
الفلسطيني من مخيم اليرموك في سوريا، بتوزيع مبالغ ماليّة لكي يستطيع هذا اللاجئ أنْ
يأمن بيتاً مستأجراً إن لم يكن لديه أقارب ينزل عندهم، إضافة إلى المساعدات
العينيّة والغذائيّة للاجئين داخل المخيمات وخارجها. وقد اقتصر مساعدات الأنروا
لهؤلاء النَّازحين على بعض الأغطية والمواد الغذائيّة.
لا بدّ من مضاعفة الجهود:
رغم ما تقدّمه الفصائل الفلسطينيّة ووكالة الغوث الأنروا والجمعيّات
الخيريّة، من مساعدات ماليَّة وعينيَّة وغيرها إلاّ أنّ هذه المساعدات مع كثرتها
لا تكاد تفي بجزءٍ بسيط ممّا يعانيه أهلنا النّازحون من مخيم اليرموك في سوريا إلى
مخيمات لبنان والتجمعات الفلسطينيّة خارجها،
لأنّ المخيّمات الفلسطينيّة بالأساس تعاني من حرمان كبير وفقرٍ متقع. لذا
ندعو الدولة اللبنانيّة مشكورة أولاً والفصائل الفلسطينيّة متجمعة بكل أطيافها
ووكالة الغوث الأنروا إلى مضاعفة الجهود، والدّعم لهؤلاء النازحين سواء أكانوا سوريين
أم فلسطينيين على حدٍ سواء.