تقرير يسلط الضوء على أبرز المشاكل
التي تعاني منها مخيمات قطاع غزة
اللجان
الشعبية للاجئين في مخيمات قطاع غزة مشاكل وتحديات .. وحلم بالعودة
دائرة شؤون اللاجئين-
غزة/أحمد منصور
منذ
نكبة فلسطين قبل 65 عاماً هي عمر جرح النكبة الفلسطينية لا زال يعيش اللاجئ على
أمل تحقيق حلمه في العودة, ولن يهدأ للاجئ الفلسطيني بال إلا بنهاية عذابات الرحيل
واللجوء, ولا تنتهى هذه العذابات إلا بحطه ترحاله في نفس موضع قدمه الذي هجر منه
قسراً وظلماً, هناك في يافا وعكا وحيفا والمجدل وبرير واللد والرملة وبيت داراس ..
وكل قرانا الفلسطينية المهجرة.
ولأجل
تعزيز هذا الحق كان لا بد من تشكيل أطر شعبية وجماهيرية تتحدث بلسان اللاجئين إلى
العالم, بعد أن بات الشعور لدى اللاجئين في مخيمات اللاجئين الثماني في قطاع غزة بالقلق
اتجاه مستقبل قضيتهم الوطنية, وباتت هناك حاجة ماسة للاجئين الفلسطينيين للعمل على
تشكيل أطار شعبي واسع في مخيمات اللاجئين يدافع وبشكل متخصص عن اللاجئين وعن حقوقهم
الثابتة ويعزز من قدرة التمسك بحق العودة, و يتصدى للأي مؤامرة تتهدد هذه القضية أو
أي حلول تصفوية تتنكر لمبدأ حق العودة وحق اللاجئين الذي كفلته كافة المواثيق والأعراف
الدولية.
ولأجل
كل ذلك أنشأت اللجان الشعبية للاجئين في المخيمات, لتكون حلقة الوصل بين اللاجئين
وصناع القرار في الحكومة والأونروا, وكان أبرز مهام هذه اللجان هي إيصال صوت
اللاجئين ورسالتهم إلى العالم, نستعرض عبر هذا التقرير أحدر أبرز المشكلات
والعقبات التي تعاني منها مخيمات اللاجئين في غزة, عبر لقاء دائرة اللاجئين برؤساء
وممثلي اللجان الثماني للاجئين في قطاع غزة.
مخيم
جباليا
يقع إلى الشمال الشرقي من مدينة غزة، و يعد من أكبر مخيمات اللاجئين كثافة سكانية, تحدث
إلينا الأستاذ معين أبو عوكل, رئيس اللجان الشعبية للاجئين في قطاع غزة, ورئيس
اللجنة الشعبية للاجئين في شمال غزة عن أبرز المشكلات التي يعاني منها اللاجئون
الفلسطينيون في مخيم جباليا حيث قال عوكل: "بأن أبرز المشاكل التي يعاني منها
مخيم جباليا في الفترة الأخيرة هي ما تردد من أنباء عن نية وكالة الغوث الأونروا
قطع مساعداتها الإغاثية عن عدد من الأسر بحجة –استقرار وضعهم- بحد وصف
الأونروا", وذلك بعد تقليصها مؤخراً, ويطالب عوكل الأونروا بالوقوف إلى جانب
اللاجئ الفلسطيني في الحصار الذي يعاود اطباق فكيه على غزة مؤخراً بعد إغلاق
الأنفاق وتشديد الحصار.
مخيم
الشاطئ
أنشئ
مخيم الشاطئ في عام 1949، ويقع إلى الشمال الغربي من مدينة غزة على شاطئ البحر، ويبعد
عن وسط المدينة حوالي 4 كم, قابلنا السيد نشأت أبو عميرة رئيس اللجنة الشعبية للاجئين في معسكر الشاطئ تحدث
عن لنا بأن أكبر مشكلة تعصف بالمخيم ومنذ سنوات عديدة هي ملوحة المياه التي تصل
إلى منازل أهالي المخيم فهي مياه مالحة في الأصل, لا يستطيع اللاجئين استخدامها في
الشرب أو الطهي, ويلجأ اللاجئون لاستخدام وتعبأة المياه المفلترة الأمر الذي يشكل
عائقاً أمام الطبقات الاجتماعية ميسورة الحال, وطالب بلدية غزة و وكالة الغوث
الدولية بالعمل الجاد من أجل إيجاد حل جذري لهذه المشكلة, وأضاف بأن إنشاء محطة
تحلية لمياه الشرب على شاطئ بحر غزة هو الاقتراح الأنسب نظراً لقرب مخيم الشاطئ من
بحر غزة, والعديد من دول العالم تستخدم هذه الطريقة في تحلية واستخدام المياه,
داعياً وكالة الغوث الدولية أن تعمل بكل طاقتها عبر علاقتها مع الممولين في الخارج
من أجل تنفيد وصياغة هذه المشروع قريباً على أرض الواقع.
المنطقة
الوسطى وتشمل المخيمات التالية: النصيرات, البريج, دير البلح, المغازي
ويرأس لجنتها الشعبية الأستاذ علي قنديل
الذي تحدث عن بعض القصور في الجوانب التي تخدم فيها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين
الفلسطينيين الأونروا على النحو التالي:
أولاً: السلة الغذائية, حيث قال قنديل: "بأن
السلة الغذائية التي تقدمها وكالة الغوث أو ما يعرف بالـ (كبونة) كميتها لا تكفى
لسد حاجة الأسرة الفلسطينية في المخيمات, الأمر الذي يجعل بعض الأسر تعيش حالة
الفقر متدني في ظل ازدياد متطلبات الحياة, إضافة إلى أن هذه السلة تشهد تقليص في
كم ونوعية الغذاء المقدم على فترات متفاوتة".
ثانياً: على المستوى الصحي, أضاف قنديل:
"المؤسسات الصحية بداخل المخيمات الأربعة ضعيفة بشكل عام, وطاقتها
الاستيعابية لا تكفي حاجات المخيم, وتعداد سكانه الذي يزيد بشكل عام, إضافة للقصور
الدائم في الخدمات التي تقدمها الأونروا", وتطرق قنديل إلى الحديث على سبيل
المثال عن العيادة الصحية في مخيم المغازي حيث قال: " مخيم المغازي الذي يبلغ
تعداد سكانه من 18-20 ألف نسمة تخدمهم عيادة واحدة صغيرة يوجد بها عدد 2 طبيب عام,
عدد 1 طبيب نساء و ولادة, وتزايدت مطالبات أهالي المخيم بشكل دائم بضرورة زيادة
عدد التخصصات بداخل العيادة كأطباء القلب, عظام, جلدية, عيون .. ألخ, إضافة لأن
المبنى ضيق وبحاجة لتوسيع ليلبى حاجات اللاجئين الصحية بداخل المخيم, لكن لا حياة
لمن تنادي".
ثالثاً: على المستوى البيئي, أضاف
قنديل: "الشوارع بداخل المخيم ضيقة والكثير منها بحاجة لترميم, وعلى صعيد
نظافة المخيم, فنطالب سيارات وكالة الغوث الخاصة بنقل النفايات بأن تزيد عدد ساعات
عملها, وأن تعمل في أيام الإجازات وأيام الجمع, فللأسف هذه السيارات لا تعمل في
الإجازات ويوم الجمعة الأمر الذي يؤدي إلى تراكم القمامة بشكل كبير نظراً للكثافة
السكانية للاجئين بداخل المخيمات".
رابعاً مستوى التعليم, قال قنديل:
"أعداد المدارس لا تتناسب مع الكثافة السكانية للاجئين بداخل المخيمات, وهناك
قصور في هذا الجانب, إضافة إلى عدم الإنصاف في توزيع المدارس على مناطق المخيمات,
ولا تراعي الوكالة بناء المدارس الجديدة على أطراف المخيم الذي يمتد عاماً بعد
آخر, ليسهل على الطلاب اللاجئين الوصول إلى هذه المدارس.
مخيم خانيونس
الذي أنشئ غرب مدينة خان يونس عام 1949،
بمساحة 549 دونماً عند الإنشاء على مسافة كيلومترين من البحر جنوبي قطاع غزة ويضم
13 بلوكاً, زادت بعد ذلك مساحته إلى 564 دونماً, ويرأس لجنته الشعبية الأستاذ عبد
الفتاح أبو موسى الذي تحدث عن أمر هام يتعلق بالجانب التعليمي الذي تقدمه وكالة
الغوث الأونروا للاجئين بداخل المخيم, وذلك مع بدء العام الدراسي الجديد حيث قال:
" أنه قد تم إعلامنا من بعض المصادر في وكالة الغوث بإيقاف الوجبة الغذائية
التي توزع على الطلاب في المدارس وذلك لفترة من الزمن وذلك لحين سد العجز في
الميزانية, وتحويل ما يصرف على الوجبة الغذائية لمشروع القرطاسية التي توزع على
الطلاب في داخل المدارس, بمعني توفير بعض المصاريف التي تصرف على مشروع الوجبة
الغذائية واقتطاعها لصالح مشروع القرطاسية, وهذا الأمر سيعمم على كل مخيمات قطاع
غزة".
مخيم رفح
أنشئ عام 1949 لإقامة 41000 لاجئ بلغوا اليوم
حوالي مائة ألف, واليوم يصعب تمييزه عن مدينة رفح, وينقسم المخيم إلى 17 بلوك (أي
17 تجمع سكني داخل المخيم), وكثير من مساكنه مغطاة بالأسبست والغالبية بأسقف اسمنتية,
يرأس لجنته الأستاذ فتحي أبو محسن الذي ذكر لنا بأن منطقة رفح مهمشة دوماً
مخيماتها عن الإعلام, وأضاف بأنها منطقة تمتلأ شوارعها بحالات الفقر الشديد بين
لاجئيه, لدرجة بأن بعض البلوكات بداخل المخيم قد أصبحت كتلة أسمنتية ضخمة وشوارعها
ضيقة جداً, ومكتظة سكانياً بشكل كبير لدرجة أن بعض البيوت بداخل المخيم لا تتجاوز مساحتها
من 30- 40 متر ويسكن فيها من 7-10 أشخاص.! وأضاف بأن اللجان الشعبية تحاول العمل
على تنظيم البناء بداخل المخيمات, مطالباً وكالة الغوث بالعمل على إنشاء وحدات
سكنية لتخفيف حالات الفقر والكثافة السكانية القاتلة في المخيم.