المخيمات الفلسطينية: عين على التطورات اللبنانية وعين على تشكيل الحكومة
الجمعة، 28-01-2011
يقلب الفلسطيني محمود الموعد إحدى الصحف يمينا ويسارا وهو يطلع على نبأ بدء الاستشارات النيابية التي سيقوم بها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة العتيدة، يتنفس الصعداء لان المخيمات اثبتت في "يوم الغضب" الأكثري سابقا أنها على الحياد ولم تتدخل في الشؤون اللبنانية، قبل أن يعود ويتنهد حسرة، متسائلا.. "أين نحن من البيان الوزاري المرتقب وهل سينصفنا باعطائنا حقوقنا ام انه سيعاود الكرة ويتعامل معنا وفق العنوان الامني لا السياسي".
يعبر كلام الموعد عن نبض الشارع الفلسطيني في مخيمات لبنان وتحديدا في عين الحلوة الذي يعتبر عاصمة الشتات الفلسطيني، ولكن هذا المرة بحذر ودون قيام اي من المسؤولين الفلسطينيين باطلاق التصاريح الاعلامية كما جرت العادة، "الوضع دقيق ولا يحتمل أي خطأ" يستطرد الموعد ويقول لقد مر "الاختبار" الاول بسلام ونجحنا في عدم التدخل لا مع الموالاة او المعارضة، يكفي ما نحن فيه من تجاذبات وخلافات".
في "يوم الغضب" الذي دعت اليه قوى 14 آذار إحتجاجا على اقصاء الرئيس سعد الحريري وتكليف الرئيس ميقاتي، إستنفرت القوى الفلسطينية سياسيا لمواكبة التطورات الامنية، وقد حرصت في منطقة الشمال على الطلب من أبناء المخيمات عدم مغادرتها حفاظا على "الحيادية" وسط المشهد الملتهب وفي مخيمات صيدا دعت ضمنيا الى عدم التوجه الى المدينة الا للضرورة، حيث علمت صدى البلد" ان ثمة اتصالات فلسطينية ولبنانية سياسية وأمنية جرت للحفاظ على هدوء المخيمات وانضباطها وان كان الجيش اللبناني قد اتخذ اجراءات مشددة حولها كما حال المدينة.
وبغض النظر عمن سيكون في الحكومة او لونها السياسي، فان أبناء المخيمات يأملون ان يكونوا على جدول أعمالها في إستكمال إعادة الدفء الى الحوار الثنائي الرسمي ومنح الحقوق المدنية والاجتماعية والانسانية على قاعدة الحقوق والواجبات لا على اساس السلاح القضايا الامنية، وان كان هناك ثمة إرتياح ضمني على خلفية الحكومة السياسية ودعمها من سوريا تحديدا لجهة الحفاظ على سلاح المقاومة وبالتالي الفلسطيني كونه مرتبط بقضية فلسطين وحق العودة.
ويؤكد الحاج ابو عماد بليبل "اننا مطمئنون للحكومة ونتمنى ان لا نصاب بخيبة جديدة، فواقعنا لم يعد يطاق بل نكاد نقول نموت كل يوم ببطىء ولا احد يسمع عذاباتنا ومعاناتنا لقد سئمنا الاقوال ونريد الافعال اليوم وليس غد ريثما نعود الى ديارنا".
ويخشى مسؤولون فلسطينيون ان ينسدل الخلاف اللبناني على الفلسطيني بتعقيداته وتجاذباته من حيث التعاطي مع طرف دون آخر على خلفية مواقفه السياسية، وهذا يعني وفق ابو محمد "الفتحاوي" المراوحة في ذات المكان ونوم أهل الكهف الى ما شاء الله، قبل ان يضيف نأمل ان يكون غدنا افضل من حاضرنا".
زيارة وطرح
وفي المقلب السياسي، ذكرت مصادر فلسطينية، أن مسؤولين بارزين في حركة "فتح" وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" أعلنوا إعتراضهم على زيارة قام بها رئيس ممثلية "المنظمة" في لبنان السفير الدكتور عبد الله عبد الله الى مخيم مار الياس في بيروت للقاء مسؤولي "تحالف القوى الفلسطينية خلال اجتماعهم الدوري قبل فترة حيث طرح عليه تشكيل مرجعية فلسطينية في لبنان برئاسته وتضم ثلاث مسؤولين من كل طرف لمواكبة التطورات السياسية والامنية اللبنانية دون التنسيق المسبق معهم.
ووفق المصادر، فإن مسؤولي "التحالف" رحبوا بزيارة السفير عبد الله وبفكرة تشكيل المرجعية، موضحين انها تتلاقى مع طرحهم السابق بوجوب ان تبقى الساحة الفلسطينية في لبنان بعيدا عن الانقسامات والتجاذبات الداخلية على اعتبارها ساحة استثنائية تتطلب الوحدة وتنسيق المواقف بغض النظر عن اي حسابات أخرى.
وعلمت "صدى البلد"، ان امين سر حركة "فتح" وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" في لبنان فتحي ابو العردات ترأس اجتماعا في مخيم المية ومية وجرى التداول في التطورات السياسية اللبنانية وضرورة الحفاظ على الموقف الفلسطيني الموحد في الوقوف على الحياد، قبل ان يتم طرح موضوع زيارة السفير عبد الله.
فيما تتخوف قوى "التحالف" من ان يكون هناك قرارا ضمنيا من "المنظمة" بعدم التعامل مع كل القوى الفلسطينية وتحديدا "المنشقة" منها عن فصائل في "المنظمة"، ما قد يؤدي الى بقاء الوضع على ما هو عليه دون التوصل الى تشكيل مرجعية موحدة التي طرحت منذ سنوات ولكنها تعرضت لكثير من "النكسات"، منذ أن كان امرها في عهدة نائب رئيس ممثلية المنظمة في لبنان اللواء كمال مدحت الذي اغتيل على طريق مخيم المية ومية وممثل حركة "حماس" في لبنان أسامة حمدان.
المصدر: البلد