المدمرة
بيوتهم: أطفالنا نجوا من المدافع وماتوا من البرد
الخميس، 05
آذار، 2015
"أطفالنا
نجوا من المدافع وماتوا من شدة البرد".. تلك اللافتة التي حملتها راوية خالد المصري
بين يديها المرتعشتين عبّرت عن حالها تمامًا، وهي تعاني الأمرّين، مرارة فقد طفلها
البكر الذي مات من شدة البرد، ومرارة دمار بيتها وتنقلها للعيش بين جدران الصفوف الدراسية
التي لا تقي من حرّ ولا تردّ بردًا.
عقاب
الموت!
لم تستطع
"راوية" أن تخفي دمعاتها الحارة رغم زخات المطر التي انهمرت على رؤوس المدمرة
بيوتهم الذين خرجوا في مسيرة حاشدة بغزة صباح الأربعاء (4-3)، مطالبين بحقوقهم وإعادة
إعمار بيوتهم التي دمرها الاحتلال الصهيوني، بعنوان "الحق مش بيت.. الحق أكبر
من هيك".
لكنّها تماسكت
نفسها وسارعت الخطى لتلحق بركب المسيرة وهي تتحدث لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام"
بلهجتها الريفية: "ولدت طفلي خالد بعد خمس سنوات من الانقطاع وبعد اثنتين من البنات،
وبعد مرور شهر على ولادته توفي من شدّة البرد".
وبصوتها الحزين
وعباراتها المختنقة؛ حمّلت المصري سبب وفاة طفلها "لكل دول العالم"، متسائلةً:
"شو ذنب هذا الطفل يموت من البرد؟ وماذا فعل حتى يعاقب بهذه الطريقة؟!".
وعبّرت عن حسرتها
من الواقع الحزين الذي وصلوا إليه، موضحةً أنه لا يتوفر لديهم سوى الماء البارد لتنظيف
أولادهن، مطالبة الجميع بتحمل مسؤولياته من أجل إعادة الإعمار، وقالت: "لا نريد
شيئًا سوى أن يعيدوا لنا إعمار بيوتنا ونعود إليها كما كانت".
وكان الاحتلال
الصهيوني قد دّمر خلال العدوان الأخير على قطاع غزة أكثر من عشرة آلاف منزل فلسطيني،
كان نصيب أكثر من 1700 منها تدميرًا كليًّا.
درب
من الخيال
إبراهيم أبو
درابي "أبو عمار" في العقد السادس من عمره رسم الألم والمعاناة على وجهه
خطوطاً قد لا يمحوها الزمن حتى لو أُعيد إعمار بيته الذي يراه مع كثرة الوعود بات دربًا
من الخيال.
"أبو عمار"
الذي دمر الاحتلال أربعة بيوت لأبنائه في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، طالب الحكومة
والفصائل والسلطة في الضفة وغزة بتحمل مسؤولياتهم جميعًا، وأن يقوموا -بحسب وصفه- بـ"واجبهم
المقدس" تجاه المدمرة بيوتهم.
وقال لمراسل
"المركز الفلسطيني للإعلام": "أولادنا وأحفادنا يبيتون في الشوارع ومدارس
الإيواء والكرفانات التي لا تحمي من برد ولا ريح ولا مطر".
ويضيف بحسرة
اختلجت صوته العجوز: "هل يعقل أن تستورد "إسرائيل" السلاح والصواريخ
من بعد انتهاء الحرب مباشرة، ولا نستطيع نحن أن نستورد كيسًا واحدًا من الأسمنت حتى
نعمر به بيوتنا؟!".
رابطة
النازحين
المسيرة التي
انطلق بها أصحاب البيوت المدمرة جاءت من أجل إعلانهم عن إطلاق "رابطة النازحين
والمهجرين الفلسطينيين"، مؤكدين من خلالها أن المسؤول الأول والأخير عن معاناتهم
هو الكيان الصهيوني الغاصب وكل من سانده، سواء بالدعم المباشر أو بالسكوت عن جرائمه.
وقال المتحدث
الإعلامي باسم الرابطة حسن الوالي لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام": إن
"أصحاب البيوت المدمرة خرجوا اليوم ليطالبوا بحقهم في بيتٍ آمن يعيشون فيه بكرامة
في وطنهم".
وناشد الوالي،
رئيس السلطة والحكومة والفصائل بالوقوف معهم من أجل تسريع عملية إعادة الإعمار بلا
إبطاء، مطالبًا في الوقت ذاته المجتمع الدولي بكافة مؤسساته بالالتزام بواجباته الأخلاقية
والإنسانية.
المصدر:
المركز الفلسطيني للإعلام