القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الجمعة 27 كانون الأول 2024

تقارير إخبارية

“الملثم” و”السنوار” يمزقان ما تبقى من أكاذيب نتنياهو ويشعلان الحرائق بجبهته الداخلية


السبت، 27 نيسان، 2024

أثار ظهور قائد حركة المقاومة الإسلامية حماس في غزة بجبهات القتال متفقدًا مجاهدي المقاومة في العقد القتالية تفاعلاتٍ واسعةٍ على كافة الصعد، وخاصة تلك الصدمة الكبيرة التي تلقاها العدوّ الصهيوني، ليتلقى ضربةً قاسيةً "تحت الحزام” بعد مائتي يوم من العدوان الغاشم، وليتمزق ما تبقى من الأكاذيب التي يواصل نتنياهو ترويجها لجبهته الداخلية التي ما عادت تصدقه لا سيما حديثه عن بقاء "خطوة واحدة” لتحقيق النصر على المقاومة.

ضرباتٌ عديدةٌ ومتتابعةٌ وصعقات نفسيةٌ وإعلاميةٌ هائلةٌ وجهتها المقاومة خلال الأيام الماضية، حتى لم يكد العدوّ يلتقط أنفاسه، فظهور أبو عبيدة والكلمة التي ألقاها بما فيها من مضامين بالغة القوة والمصداقية في كشف أكاذيب وألاعيب نتنياهو، ومن ثم بث "فيديو الأسير الصهيوني”، وثالثة الاثافي ظهور السنوار متفقدًا العقد القتالية، أشعلت النيران على وجه الحقيقة حول منزل نتنياهو، قبل أن تتفجر موجة الغضب في الإعلام العبري الذي أكد حديث المصادر عن "ظهور السنوار”، ليعود المشهد لليوم الأول للعدوان وكأنّ نتنياهو "نقض غزله وكذبه”، ولم يفعل شيئًا سوى قتل الأطفال والنساء والعجائز في غزة وتدمير المنازل على رؤوس ساكنيها، ولينفرط حبل أكاذيبه، كما أكد الملثم أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام في كلمته.

وكما اشتعلت تلك الأخبار كالنار في الهشيم بمواقع التواصل لتثير الغضب والسخط في الشارع الإسرائيلي، احتفى على الجانب الآخر أنصار المقاومة وأهل غزة بهذا الصمود والثبات والشموخ الذي منح الجبهة الداخلية في غزة مزيداً من القوة والثقة بأنّ المعركة والصمود والنصر يتشارك فيه المجاهدون وقادتهم على قدم المساواة، وليس كما روّج إعلام الدجل والأكاذيب الصهيوني عن اختباء القادة في الأنفاق، وزاد طين معسكر الاحتلال "بلة” تأكيد الاستخبارات الصهيونية لتلك الاخبار.

ولم يكن ينقص جبهة العدو الداخلية هزيمة نفسية وسقوطًا وانكسارًا بعد "تساقط قادة الجيش” كأحجار الدومينو بالاستقالة والهروب من المسؤولية بذريعة "تحملها” بسبب الفشل الذي مني به الكيان منذ السابع من أكتوبر ولم يستطع بعد ترميم صورته التي ما زالت في انحدارٍ وانكسار، سوى "ظهور السنوار” ليسكب الوقود على نار هزيمتهم الملتهبة.

ووجد نشطاء التواصل الاجتماعي في هذا الحدث المبهج لكل محبي غزة ومناصريها ولكل المتضامنين مع عدالة قضيتها فرصة لاستعادة خطابات السنوار باعتباره قائدًا فذًا وقيادة سياسية فائقة الحنكة في كل فصول المعركة التي أذلت العدو وجيشه الذين زعموا كذبا لأزمنة طويلة أنه "لا يقهر”، وأكدوا على أنّ المقاومة وقياداتها هم شرف الأمة وفخرها وطليعة النصر التي ستعيد لها عزها ومجدها.

المقاومة تمتلك السيطرة الكاملة على الميدان

بدوره علّق الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون على التطورات الأخيرة المتعلقة بظهور قائد حركة المقاومة الإسلامية حماس في غزة يحيى السنوار في جبهات القتال بغزة وتفقده للعقد القتالية، بالقول: نشرت صحيفة "العربي الجديد” وضمن تقرير لها عن وضع أسرى المقاومة من مصادر خاصة في حركة حماس إشارة إلى تفقد قائد الحركة في غزة أبو إبراهيم السنوار مواقع شهدت اشتباكات بين المقاومين وجيش الاحتلال مؤخراً، وقد أثار هذا الغضب في الإعلام العبري بعد تأكيد مصادر استخبارية صهيونية للخبر واعترافهم به.

ولفت المدهون في تصريحاتٍ رصدها المركز الفلسطيني للإعلام للقول: إنّ لهذا الخبر دلالات كبيرة أهمها فشل الاحتلال بأهم وأوضح هدف من أهداف الحرب وهو القضاء على المقاومة وقيادتها وإيقاف منظومتها، وتدمير مقدراتها.

وشدد على أنّ "هذا دليل آخر أن قيادة القسام تمتلك سيطرة كاملة على الميدان، فمن المعروف أن الأخ أبو إبراهيم قائد كبير ومتابع تفصيلي وذو حس أمني عميق وحذر، الأمر الذي يظهر تفوقاً واضحاً لكتائب القسام واستخباراتها على العدو وقدرة السنوار على المواجهة والتحدي والثقة بقدرات المقاومة وأمنها وتقديراتها، ويعتبر ظهوره وممارسته مهامه العلنية وفق التقرير الإعلامي دافع اطمئنان وثقة وعلامة من علامات السيطرة الميدانية النافذة”.

وتابع المدهون حديثه بالقول: إنّ أخبار تحرك السنوار أحدثت صدمة داخل الاحتلال، وردود فعل صهيونية غاضبة على جيش الاحتلال واستخباراته وشعور عام بالهزيمة في صفوف الاحتلال.

ومن جانب آخر أشار المحلل السياسي إلى أنّ من يتابع الإعلام العبري يدرك هوساً صهيونياً بنشر أخبار كاذبة عن عزلة السنوار أو خلافه مع قيادات أخرى أو اختفائه لإعطاء الجمهور الصهيوني المتهالك صورة مغايرة للواقع. أخبار اليوم دليل على فشل جيش الاحتلال واستخباراته في هذه الدعاية المضادة ضد الأخ أبو إبراهيم، وسيكون وقعها ثقيلاً على الصهاينة ومن خلفهم.

تعزيز الجبهة الداخلية

وأوضح المدهون أنّ أقوى رسالة في تحرك الأخ أبو ابراهيم تتمثل بتعزيز الجبهة الداخلية من خلال التحام قيادة الحركة في الميدان مع شعبها وهي في مقدمة الصفوف في مقاومة الاحتلال، وفي التضحية والفداء.

وختم تصريحاته بالقول: "أعتقد أن حماس تجاوزت عنق زجاجة الخطر اليوم، وهي ترسم الآن مسارا استراتيجيا له استحقاقات كبيرة، وعلى العالم أن يفهم أن شعبنا سينتصر رغم الخذلان وعظمة التضحيات والكلفة. وليس ذلك على الله ببعيد”.

الجبهة الصهيونية تشتعل

هذه التصريحات التي أشعلت الجمهور "الإسرائيلي”، وأثارت موجة غضبٍ واسعةً بعد التأكد من صحة الخبر، وخروج السنوار بشكل حقيقي إلى شوارع غزة وتفقده للمقاتلين وأماكن الاشتباك.

ونقلت "يسرائيل هيوم” العبرية، عن مصادر استخباراتية "إسرائيلية” تصريحًا يؤكد صحة خبر خروج السنوار من الأنفاق إلى الأرض في غزّة.

وقال مقر أهالي الأسرى "الإسرائيليين، "صورة السنوار في شوارع غزة والأسرى يموتون في الأنفاق هي صورة الفشل لـ”إسرائيل”، وحكومة الحرب، إذا لم يكونوا مسؤولين عن إعادة الاسرى فلن يكون هناك نصر”.

ويوم الإثنين الماضي، كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، عن تصريحات لمسؤولين "إسرائيليين” وأمريكيين” حول القوة التي تتمتع بها حركة المقاومة الإسلامية حماس بعد مضي 200 يوم على حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.

وقال مسؤولون في المخابرات العسكرية "الإسرائيلية”، إن حركة حماس والمنظمات المسلحة الأخرى لا يزال لديها قوات عديدة فوق الأرض وتحتها، ولا يزال لديهم نفسًا طويلًا للصمود ومواصلة القتال.

وأشار المسؤولون إلى ما بين 4 آلاف إلى 5 آلاف مقاتل صمدوا في شمال غزة، رغم الحصار المُطبق الذي شنه الاحتلال على كافة مناطق الشمال، ظنًّا منه أنه سيكون سببًا كفيلًا للضعف والاستسلام.

وتابع المتحدث في الاستخبارت "الإسرائيلية”، من المرجح أن تظل حماس قوة في غزة عندما ينتهي القتال”.

وزعم المسؤولون "الإسرائيليون” أن الاحتلال يعتقد أن العملية الوشيكة في رفح هي وحدها ما أبقى حماس في المفاوضات.

وأوضح المسؤولون الاستخباراتيون أنه رغم "الخسائر الثقيلة” التي تكبدتها الحركة، فإن جزءًا كبيرًا من قيادتها العليا في غزة لا يزال صامدًا داخل مراكز العمليات.

في السياق نفسه، نقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين، أن "الأنفاق ستسمح لحماس بالبقاء وإعادة تشكيل نفسها بمجرد توقف القتال بغزة”.