القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

تقارير إخبارية

الموت عطشًا.. مصير ينتظر قرى نابلسية لسيطرة الاحتلال على مائها

الموت عطشًا.. مصير ينتظر قرى نابلسية لسيطرة الاحتلال على مائها


الثلاثاء، 15 أيلول، 2015

على حافة الجدب والقحط تقف العديد من المدن والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية، والتي تعاني شُحًّا كبيرًا في مصادر المياه في ضوء سيطرة الاحتلال الصهيوني على معظم تلك المصادر.

وبسبب مماطلة سلطات الاحتلال بإعطاء تصاريح خاصة بحفر الآبار في المناطق الخاضعة لسيطرتها والتي تعرف بمناطق "ج"، تشتد الأزمة في تلك المدن والقرى.

"برقة وبزاريا تموتان عطشًا".. بهذا عبر رئيس مجلس برقة المحلي، سامي دغلس؛ حيث عانت كلتا القريتين، اللتين تقعان غرب نابلس، على وجه الخصوص أزمة خانقة في الأيام الأخيرة.

وبحسب مجلس الخدمات المشتركة لقرى غرب نابلس، وعلى لسان رئيس المجلس محمد عازم؛ أكد أن أزمة المياه في هاتين القريتين ليست جديدة، وإنما هي أزمة مستمرة بسبب سيطرة الاحتلال على مضخات المياه التي تغذي القريتين؛ حيث تقع تلك المضخات في مستوطنة "شافي شمرون".

الأزمة تتفاقم

نائب رئيس مجلس محلي برقة جهاد شريدة، قال لـ:"المركز الفلسطيني للإعلام": "بدأت المشكلة بتاريخ (26-8) واستمر الانقطاع المتواصل حتى (2-9)، وانقطع الماء على برقة وبزاريا والسيلة والفندقمية، واكتشفنا أن محبس الماء الرئيس القريب من مستوطنة "شافي شمرون" مغلق والمضخات معطلة".

وأضاف شريدة: "المصدر الرئيس للمياه لبلدتي برقة وبزاريا هو بئر "بيت إيبا" الذي تملكه سلطة المياه الفلسطنية وتديره شركة ميكروت، وهذا الخط يضخ إلى مستوطنة شافي شمرون، ومن ثم بعد ملء خزانات في المستوطنة تقوم المضخات بتحويل ضخ المياه إلى برقة وبزاريا".

وقال شريدة: "بعد انقطاع الماء أبلغنا سلطة المياه بالمشكلة، وعلمنا أن مضخات الماء في مستوطنة شافي شمرون كانت معطلة، وتم استبدالها، وظلت خاضعة لتجربة شركة ميكروت "الإسرائيلية" طيلة عشرين يومًا؛ حيث كانت تماطل بأعمال الصيانة والمتابعة".

بدوره، وصف رئيس مجلس الخدمات المشتركة محمد عازم ما حدث بـ"الإذلال والإهانة المتعمدة" من الاحتلال وشركة الماء القطرية الصهيونية؛ حيث وصف مشهد وقوف الخبراء الفلسطينيين على بوابة مستوطنة شافي شمرون لسماع صوت المضخات بالمشهد "المذل".

ويقول عازم: "بعد التنسيق مع الشركة وحضور الطاقم الفني للشركة قاموا بتشغيل المضخات بعد عناء طويل، وفي اتصال هاتفي مع جهة التنسيق الفلسطينية أخبرت الشركة أنها لن تعود مرة أخرى لإصلاح المضخات".

خسائر اقتصادية

تعد المياه مدخلاً مهمًّا في النشاط الزراعي، والذي يتأثر تأثرًا كبيرًا بهذا المصدر الحيوي والهام، ولأن بلدتي برقة وبزاريا تعتاشان على الزراعة وتربية الحيوانات، فقد أدى انقطاع المياه عنهما إلى خسائر فادحة تكبدها المواطنون هناك.

رئيس مجلس محلي بزاريا محمد حسن أبو العز قال إن بزاريا غنية بالثروة الحيوانية (حوالي 500 رأس من البقر)، وتستهلك مياهًا كثيرة، وهذا أثر على التجار؛ حيث أصبحوا يشترون كوب الماء بثلاثة أضعاف سعره المعتاد، ما يجعلهم يخسرون في تجارتهم.

وأضاف: "هناك أيضًا قرابة 10 آلاف رأس من المواشي، وقرابة 80 ألفًا من الطيور والدواجن".

وأوضح أبو العز: "تبلغ تكلفة خزان الماء 3 أكواب حوالي 120 شيكلا، وكان يستفيد معظم المواطنين فقط من 2 كوب ويدفع ثمن 3 أكواب".

سوء إدارة الموارد

رئيس مجلس الخدمات المشتركة، محمد عازم، عدّ أن سبب المشكلة هو سوء إدارة الموارد المائية في المنطقة، داعيًا سلطة المياه إلى تحمل مسؤولياتها.

وقال عازم: "هناك مشكلة أساسية، أن كمية المياه التي يتم ضخها في الأيام العادية قليلة؛ حيث تصل 13 كوبًا في الساعة لبلدية برقة، وهي بحاجة من 20 إلى 25 كوبًا في الساعة، بينما تحصل بزاريا على 6 أكواب في الساعة، وهي بحاجة لـ 15 إلى 20 كوبًا في الساعة".

وأضاف عازم: "كما أن هناك مشكلة أساسية؛ وهي تلوث الينابيع بالمياه العادمة لعدم عمل شبكات صرف صحي، ونحن نطالب سلطة المياه بالعمل على إنشاء شبكة صرف صحي في المنطقة للحفاظ على المياه الموجودة".

وتابع: "هناك تخبط لدى سلطة المياه في عملها، ويظهر ذلك في عدم تنفيذها لاتفاقيات تزويد بلدات قرى غرب نابلس من مياه المسعودية، وليس هناك برنامج لدى سلطة المياه لتزويد هذه القرى من المياه، وهناك اتفاق على أن يحصّل كل فرد 60 لترًا من المياه يوميًّا، ونحن لا نحصل على هذه الكمية".

حلول ممكنة

وطرح عازم، خلال اجتماع أعضاء مجلس الخدمات المشتركة، حلولاً ممكنة لحل أزمة المياه في المنطقة؛ حيث عدّ أن " بناء خزان مركزي بحسب اتفاقات مسبقة مع سلطة المياه، ولم يتم تنفيذها، سيحل جزءًا كبيرًا من مشكلة المياه ".

أما رئيس بلدية بزاريا، محمد حسن أبو العز، فيرى أن حل المشكلة من خلال تزويد البلد من بئر المسعودية الذي تديره بلدية نابلس، وهو يغذي القرى المجاورة ما عدا بزارية وبرقة.

وأضاف أبو العز: "رئيس سلطة المياه مازن غنيم وعد بحل جذري من خلال إعطاء حصة بزاريا وبرقة من بئر المسعودية، ونحن مستعدون لشراء التمديدات ودفع ثمنها لإيصال المياه إلى البلدة".

بدوره قال أحمد أبو حشيش، رئيس مجلس قروي الناقورة، في مداخلة له: "هناك نبع في الناقورة معروف باسم نبع عين كفر فارات التاريخي، وهو يغذي بلدة الناقورة ودير شرف بشكل كامل، وخلال الشتاء لمدة أربعة شهور يفيض عن حاجة القريتين من المياه ما يقدر بـ 500 كوب يوميًّا تذهب هدرًا، ويمكن الاستفادة منها وتخزينها وتوزيعها على القرى المحيطة".

أما زياد زعنون، رئيس بلدية دير شرف، فاقترح أن "يتم الاستفادة من بئر هارون الموجود بين دير شرف والناقورة والذي يغذي سبسطية والناقورة ويحتوي على خطين الأول للشرب والثاني للزراعة، ويمكن وقف ضخ الماء منه للمزارعين في الشتاء لعدم حاجتهم له، وتحويله إلى خزان مركزي للاستفادة منه".

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام