القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 28 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

"انتماء" حكاية الأرض والإنسان التي لا تموت

"انتماء" حكاية الأرض والإنسان التي لا تموت


نشطاء عبر المواقع الاجتماعية يطلقون الحملة الدولية للحفاظ على الهوية الفلسطينية – انتماء وهي حملة شعبية إعلامية تنظم للعام الخامس على التوالي..

تغض أماكن الشتات المتوزعة حول العام بفعاليات الجالية الفلسطينية والجاليات العربية والعالمية الداعمة للقضية الفلسطينية التي من شأنها أن تدعم الحق الفلسطيني بالعودة إلى أرضه وقراه التي هجر منها في العام 1948م بحكم آلة الحرب والدمار من قِبل العصابات الاسرائيلية المغتصبة.

وغير العادة فقد أطلق نشطاء عبر المواقع الاجتماعية الحملة الدولية للحفاظ على الهوية الفلسطينية – انتماء وهي حملة شعبية إعلامية تنظم للعام الخامس على التوالي، وتستمر طوال شهر أيار/ مايو من كل عام، أي الشهر الدي تم فيه إعلان قيام دولة الكيان عام 1948، ويأتي حراك العام 2014 تحت شعار رئيسي "فلسطين تجمعنا.. والعودة موعدنا".

"فلسطين الآن" حاولت أن تسلط الضوء على هذه الحملة التي تستهدف أكثر من 30 عاصمة أوروبية كل عام، للتعريف بالحق الفلسطيني وتسليط الضوء عليه أمام الرأي العام الأوروبي.

الفعاليات الجماعية

ياسر قدورة المنسق العام للحملة قال: "تنطلق الحملة من القناعة بأن الصراع مع العدو الإسرائيلي لا يقتصر على الأرض فقط، بل هو صراع على الهوية"، مشيراً إلى أن الاحتلال يحاول منذ عقود طمس معالم الهوية الفلسطينية المتعلقة بالحضارة والثقافة والتراث، ويعمل على سرقة أجزاء ورموز من هذه الهوية ونسبها إلى نفسه ليثبت ادعاء باطلاً أطلقه مند أكثر من 66 عاماً بأن فلسطين كانت أرضاً بلا شعب.

ويضيف قدورة أن الحملة انطلقت بزخم كبير هذا حتى قبل بداية شهر أيار بأسبوعين تقريباً، فعدد من المؤسسات المشاركة قد أطلقت فعالياتها قبل بداية الشهر مثل مهرجان طفل المخيم في الأردن الدي أقيم في 19 أبريل، ومهرجانات الأقصى في تورينو وبريشا وميلانو في ايطاليا.

وأوضح قدورة لمراسل "فلسطين الآن"، أن الفعاليات ستُستكمل طوال الشهر الحالي في عدد من البلدان لا سيما في لبنان، الأردن، قطر، تركيا، وعدد من الدول الأوروبية وخاصة في باريس التي تستضيف مؤتمر فلسطينيي أوروبا هذا العام، وهذه الفعاليات تتنوع بين مهرجانات فنية، ومعارض لصور والتراث الفلسطينية، وغيرها من النشاطات التي تركز على إبراز التراث والهوية الفلسطينية.

الفعاليات الفردية

ويشير قدورة إلى أن أهم الفعاليات الفردية هي عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تحاول أن تستهدف الجيل الشاب والمنتشر عبر مواقع الإعلام الجديد بكثافة، من أجل تعزيز الهوية الفلسطينية بداخله.

فقد شهدت الحملة تفاعل مميزاً مند أن أعلنت الحملة عن انطلاقتها في مؤتمرين صحفيين أحدهما في عمان والآخر في بيروت، حيث انتشرت مئات الصور عبر شبكة الأنترنت لأفراد من عدد كبير من الدول وهم يحملون لافتات كتب عليها شعار الحملة " فلسطين تجمعنا .. والعود موعدنا".

وأوضح أن الحملة اطلقت حملة إلكترونية موازية تعمل على تغيير صورة البروفايل الشخصي على كل مواقع التواصل الاجتماعي بصورة من الحملة يكتب عليها شعار "عائد إلى .... " البلدة الأصلية في فلسطين وقد لاقت قبولاً ورواجاً من الأيام الأولى.

وشدد قدورة على أن الحملة إعلامية شعبية في نفس الوقت، يشارك فيها أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات والمناصرون لقضيتهم، وهي بمثابة رسالة واضحة للاحتلال أن كل ممارساته القمعية والعنصرية على مدى عقود لم تفلح بدفع الفلسطيني للتخلي عن قضيته وهويته، وأنه لا يزال متمسكاً بها انطلاقاً من القناعة التي تقول أن التمسك بالهوية يعني التمسك بحق العودة وبالتالي زوال الاحتلال.

يشار إلى أن عشرات المؤسسات الفلسطينية والداعمة للحق الفلسطيني منذ بضع سنوات، تسعى لتنظيم حملة للحفاظ على الهوية الفلسطينية كجزء من عملية المقاومة للمشروع الاستيطاني الاسرائيلي، من هذه المؤسسات وهي ذات اختصاصات متعددة فمنها الحقوقي والثقافي والرياضي ولجان وجمعيات تعمل في مجال الدفاع عن حق العودة، إضافة إلى مؤسسات تراثية وتربوية وغيرها، وتتوزع في عدد كبير من البلدان العربية والأوروبية وحتى داخل الأراضي الفلسطينية.

الحملة العالمية ليست حملة مؤسسات فحسب، بل هي تعمل على إفساح المجال لمشاركة الأفراد بفعاليات سهلة وبسيطة، يمكن لأي كان أن يقوم بها حيثما كان، ومن جملة هذه الوسائل التي يمكن اعتمادها خلال شهر أيار كما أوردت الحملة رفع العلم الفلسطيني طوال شهر أيار / مايو، وارتداء اللباس التراثي الفلسطيني وكل ما يرمز لفلسطين مثل الكوفية والوشاح الفلسطيني.

وأشارت الحملة إضافة لما سبق من الوسائل نشر الملصقات والمواد الدعائية والتراثية الفلسطينية في الأماكن العامة، وكتابة المقالات والتقارير الصحفية ونشرها في الوسائل الإعلامية، وإطلاق صفحات إلكترونية لنشر الفكرة على الأنترنت، وتنظيم الحملات الإعلامية والثقافية في أوساط اللاجئين الفلسطينيين، والمشاركة في مسيرات واعتصامات في ذكرى عدوان عام 1948م.

دعم ومؤازرة

الناشطة في الحملة أسماء المدهون اعتبرت أن هذه الحملات تعزز موقف اللاجئ الفلسطيني في الشتات وتدعم صموده وتشعره بأنه صاحب قضية لم ولن تموت.

وأضافت المدهون لمراسل "فلسطين الآن"، " أن هذه الحملات يغلب عليها الطابع الشعبي وهذا كافي لأن تكون هذه الحملات بمثابة "المنبه" للوفد المفاوض الفلسطيني بأن قضية اللاجئين خط احمر لا يمكن تجاوره ولا التفريط فيه.

وأكدت المدهون على ضرورة أن تقف السلطة الفلسطينية عند مسئولياتها بمواجهة "إسرائيل" دولياً من خلال فضح ممارساتها العنصرية، والحفاظ على ثوابت القضية في وجه التعنت الإسرائيلي.

وأوضحت المدهون أن دوراً كبيراً يعود على كاهل الشتات الفلسطيني، فنحن أمام حرب اسرائيلية ابتداءً من تهويد المقدسات والأرض وعروبتها وليس انتهاءً بسرقة التراث الفلسطيني من ملبس ومأكل وترويجه في الخارج على أنه تراث اسرائيلي، مشددةً على أن هذا يتطلب جهداً كبيراً في الحفاظ على الهوية وحق العودة.

يذكر أن من أحد أهم فعاليات شهر مايو، والذي يصادف ذكرى اعتصاب فلسطين واقامة دولة الكيان المغتصب، هو مهرجان فلسطيني أوروبا والذي سيعقد السبت 3/5/2014م تحت عنوان "فلسطين تجمعنا والعودة موعدنا"، في باريس العاصمة الفرنسية، والذي تحشد فيه الجاليات الفلسطينية في كل أوروبا من أجل تثبيت حق العودة.

ويثبت الشعب الفلسطيني بعد مرور أكثر من 6 عقود على اغتصاب فلسطين أن الحق الفلسطيني وإن بقي مغتصباً طيلة السنوات الماضية فإنه ما زال متجذراً في وجدان الشعب الفلسطيني التي طالته عذابات الغربة والشتات في كافة أماكن تواجده، إلا أنه يسلم الراية جيلاً بعد جيل حتى يستقر بها الحال على تراب فلسطين كل فلسطين من بحرها إلى نهرها، "ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريباً".

المصدر: فلسطين الآن