الثلاثاء، 14 تشرين الثاني، 2023
مع نفاد الوقود وانقطاع التيار الكهربائي،
لجأ الأطباء والطواقم الصحية في مستشفى دار الشفاء بمدينة غزة، إلى استخدام "أوراق
القصدير"، كحل مؤقت لإنقاذ أطفال حياة الأطفال الخدج، وذلك بعد توقف عمل الحاضنات،
وفقا لتقرير نشرته صحيفة " إندبندنت" البريطانية.
ووضع الأطباء رقائق القصدير حول كل سرير
يوجد فيه عدد من الأطفال المبسترين (الذين ولدوا قبل الموعد الطبيعي)، وذلك كحل مؤقت
للمحافظة على حرارة أجسادهم، ومنع موتهم من البرد، بعد توقف عمل الحاضنات التي كانت
تقوم بتلك المهمة.
وحتى موعد نشر التقرير، فجر الثلاثاء، فقد
توفي 3 رضع خدج من أصل 39 طفلاً في مجمع دار الشفاء، الذي يعتبر أكبر مستشفى في قطاع
غزة، وذلك بسبب نفاد الوقود وتوقف عمل الحضانات، بحسب مسعفين فلسطينيين.
وتوفي ما مجموعه 32 مريضا منذ نفاد الوقود
من مولد الطوارئ في مستشفى دار الشفاء منذ السبت، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
وتتهم "إسرائيل" مسلحي حركة حماس،
المصنفة إرهابية، باستخدام ذلك المجمع الطبي "كغطاء لشبكة أنفاق تحت الأرض".
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يقاتل المسلحين
في المنطقة المحيطة بالمستشفى، والتي تفتقر إلى الكهرباء والماء والغذاء والأدوية.
اعتقد الفلسطيني، أحمد الشوا، أن انتقاله
من حي تل الهوى في غزة، حيث يسكن، إلى مجمع الشفاء الطبي سيحميه من خطر القصف الإسرائيلي
العنيف، لكنه فجأة وجد نفسه محاصرا هناك حيث باتت الدبابات الإسرائيلية على بعد أمتار.
من جانبه، أوضح، الطبيب الفلسطيني، مدحت
عباس، أن "4 من الأطفال المبسترين في مستشفى دار الشفاء ليس لديهم أمهات، حيث
كانوا قد ولدوا بعمليات قيصرية طارئة، بينما كانت أمهاتهم المصابات يحتضرن".
وتابع: "الرضع بحاجة لدرجات حرارة
مناسبة للحفاظ على حياتهم، ولا يمكن أن يحدث هذا إلا من خلال الحاضنات التي تحافظ على
دفء الأطفال، وتوفر لهم ضوءًا خاصًا لحمايتهم من اليرقان، بالإضافة إلى التنفس الاصطناعي
إذا لزم الأمر".
وأضاف: "حاليا، وبسبب نقص الكهرباء،
قام أطباؤنا بتجميع الرضع في أسرة عادية، ووضع رقائق الألومنيوم حولهم لإبقائهم دافئين".
وزاد: "الجو أمسى أكثر برودة هنا في
غزة؛ وبالتالي وبدون التحكم المناسب في درجة الحرارة، يمكن أن يموت البعض منهم".
وفي نفس السياق، قال الدكتور أحمد المخللاتي،
وهو جراح في مجمع دار الشفاء، إن الأطفال المبتسرين، الذين عادة ما يوضع كل واحد في
حاضنة لوحده، "جرى تجميع كل 8 منهم في سرير واحد محاط بأوراق القصدير، لمنحهم
الدفء اللازم قدر الإمكان".
وأضاف أن المستشفى تحت "الحصار الكامل"،
موضحا أنه وبعد وفاة 3 أطفال، "نتوقع أن نفقد المزيد منهم يوما بعد يوم".
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي،
بنيامين نتانياهو، الأحد، إن حكومته "عرضتتزويد مستشفى دار الشفاء بالوقود، لكن حركة حماس رفضت استلامه"، وهو ما
نفته حماس.
وقال مسؤولون عسكريون إسرائيليون إن القوات
"تركت 300 لترا، من الوقود لتشغيل مولدات الطوارئ عند مدخل المستشفى، لكنهم قالوا
مرة أخرى إن حماس منعت استلامه".
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل
هاغاري، في وقت لاحق إن "جيش الدفاع الإسرائيلي سيساعد في إجلاء الأطفال من المستشفى"،
في حال طلب العاملون في مجمع دار الشفاء ذلك.
"إذا غادرت من يعالج المرضى؟، إنهم
ليسوا حيوانات".. كانت هذه آخر كلمات الطبيب الفلسطيني، همام اللوح، الذي رفض
المغادرة إلى جنوب قطاع غزة قبل ساعات من مقتله
في غارة إسرائيلية استهدفت منزل أهل زوجته، حيث كان برفقة والده ووالد زوجته وشقيقها.
وكانت زوجته، نور النخال، وطفلاه (4 و 5 سنوات) في منزله، فنجوا.
وردت وزارة الصحة في غزة، في تصريح لصحيفة
"إندبندنت"، بالقول إن "السلطات الإسرائيلية اتصلت بمدير مستشفى دار
الشفاء وعرضت على المستشفى 300 لتر من مادة الديزل، وطلبت منهم إرسال شخص للخروج لاستلامها".
وأضافت أن "مدير المستشفى رفض العرض،
خوفًا من أن يكون الأمر خطيرًا للغاية"، وطلب إدخال الوقود عبر الصليب الأحمر،
وهو ما رفضته إسرائيل.
ونفت "إسرائيل" التلميحات بأن
طواقم المستشفى سيتعرضون للهجوم إذا قاموا باستلام الوقود.
وردا على سؤال بشأن الوقود وعمليات الإجلاء،
قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، إنه "لم يتم إبلاغهم بأي آلية
لنقل الأطفال إلى مستشفى أكثر أمانا".