بعد حرق الرضيع..
هل الحكومة الإسرائيلية في مأزق؟
الأربعاء، 05 آب، 2015
"بقفازات من حرير" تتعامل
حكومة الاحتلال الإسرائيلي مع "الإرهاب اليهودي المنظم"، بحسب خبراء في الشأن
الإسرائيلي؛ أكدوا أن الاحتلال لن يتخذ أية إجراءات عقابية بحق المستوطنين الذين أحرقوا
الطفل الرضيع علي دوابشة، وذلك لعدم وجود قرار سياسي إسرائيلي يقضي بمحاربة "الإرهاب
اليهودي".
وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي،
نظير مجلي، إن "جريمة" إحراق عائلة فلسطينية بأكملها من قبل مستوطنين يهود
"أثرت على المجتمع الإسرائيلي، وأظهرته أمام العالم بعقلية إرهابية نازية مرعبة"،
مؤكدا أن "هذه الجريمة كانت مقصودة ومخططا لها سلفا، وعلى ما يبدو فإن هناك قرارا
بذلك من قبل المنظمات اليهودية الإرهابية".
وأضاف لـ"عربي21"
أن "هناك هلعا في الحكومة الإسرائيلية؛ لأنها أوقعت نفسها في مأزق كبير، وتفكر
مليا بكيفية التراجع عنه"، مبينا أن المستوى العسكري والأمني الإسرائيلي
"حتى الآن؛ لم يحصل على قرار أو أمر سياسي من حكومته بالتعامل مع الإرهابيين اليهود
كتنظيم إرهابي".
وأوضح أن "هناك أموالا
حكومية تمول الإرهاب اليهودي بشكل أو بآخر"، معتبرا أن هذا "أمر بالغ الخطورة؛
ويدل على أن حاميها حراميها" على حد تعبيره.
منظومة إرهابية
وحذر مجلي من خطورة التحريض
العنصري الذي تقوده الحكومة الإسرائيلية ضد العرب، مستبعدا "إيجاد حل دون وجود
قرار سياسي إسرائيلي يقضي بمحاربة الإرهاب اليهودي".
وقال إن "التقارير
الأمنية التي تصدر عن مدير مخابرات الاحتلال الإسرائيلي؛ تؤكد أن هناك منظومة إرهابية
تديرها قيادات هرمية صهيونية، ولها أيديولوجية معينة، وتمتلك خطة عمل"، مضيفا
أن هذه الخطة "لا تكتفي بإحراق مسجد أو كنيسة، وإنما يصل الأمر إلى مرحلة أعلى
بالنسبة لهم، وهي قتل البشر".
وحول كيفية تعاطي الإعلام
الإسرائيلي مع جريمة المستوطنين؛ قال إنه "يتعامل مع الموضوع بيقظة وقوة"،
مبينا أن الإعلام الإسرائيلي "يتحدث عن خلل كبير في السياسة الإسرائيلية والتوجه
الحكومي".
وأضاف مجلي: "يتساءل
الإعلام؛ لماذا لا تتعامل إسرائيل مثلما ينبغي مع الإرهاب اليهودي؟ وكيف سمحت الحكومة
الإسرائيلية بإيجاد أرضية خصبة لهذا الجو العنصري؟".
لا تغييرات جوهرية
من جانبه؛ استبعد المختص
في الشأن الإسرائيلي حاتم أبو زايدة، أن تُحدث جريمة حرق المستوطنين للرضيع علي دوابشة
(ذي العام ونصف العام) فجر الجمعة الماضي، تغيرات "جوهرية على الرأي العام الإسرائيلي،
ولا على نظرة مجتمع الاحتلال تجاه المستوطنين وجرائمهم المتكررة بحق الفلسطينيين".
وقال أبو زايدة لـ"عربي21":
"ما يحدث ليس أكثر من حملة علاقات عامة، ولا يرتقي إلى مستوى الفعل واتخاذ إجراءات
عقابية بحق المستوطنين".
وشدد على أن الأصوات التي
نادى بها اليسار الإسرائيلي لاعتقال المستوطنين "لن تجد صدى لدى الحكومة اليمينية،
ولن يخرج عنها قرار تنفيذي واحد"، لافتا إلى أن "نسبة 90 بالمئة -بحسب تقارير
إسرائيلية- من القضايا المرفوعة أمام القضاء الإسرائيلي بحق المستوطنين؛ يتم إغلاق
ملفاتها من دون التوصل إلى حل، أو حتى توجيه لائحة اتهام ضدهم".
وبين أبو زايدة أن ما يتم
الحديث عنه إعلاميا في الصحف الإسرائيلية عن "محاكمة واعتقال إداري للمستوطنين
الذين تسببوا في حرق الرضيع علي دوابشة، وإصابة عائلته بجروح خطيرة؛ هو مجرد محاولة
لامتصاص الغضبة الفلسطينية والدولية على هذه الجريمة البشعة".
وأضاف: "إسرائيل تريد
أن ترفع الحرج عن السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس من جهة، ومن جهة أخرى تريد
أن تظهر للعالم أنها تحارب الإرهاب الصهيوني ضد الفلسطينيين".
وذهب إلى أن التغيرات على
الرأي العام الإسرائيلي تجاه ظاهرة الإرهاب اليهودي "لن تكون دراماتيكية أو جوهرية"،
متوقعا "استمرار الاعتداءات من قبل المستوطنين تجاه الفلسطينيين في الضفة الغربية
المحتلة".
ونوه أبو زايدة إلى أن اللجنة
التي أعلنت "إسرائيل" تشكيلها للتحقيق في ملابسات حادثة إحراق بعض المستوطنين
لمنزلين في قرية دوما جنوب نابلس؛ أعضاؤها من "اليمين المتطرف برئاسة وزير الداخلية
الإسرائيلي"، نافيا تحقيق أي "اختراق في التعامل الحكومي مع إرهاب المستوطنين
في الضفة الغربية".
وأحرق مستوطنون إسرائيليون،
فجر الجمعة الماضي، منزلًا لعائلة فلسطينية، في قرية دوما، جنوب مدينة نابلس بالضفة
الغربية، فيما كانت الأسرة داخله، ما أسفر عن مقتل الرضيع الفلسطيني علي دوابشة
(18 شهرا)، وإصابة شقيقه (4 سنوات) ووالديه بحروق خطيرة.
المصدر: العربي 21