بعد رفض مصر.. السعودية خيار الفلسطينيين لإحياء
المصالحة
الأربعاء، 09 أيلول، 2015
أجبر الموقف المصري الرافض لاستضافة أي لقاء يجمع الفصائل
الفلسطينية على أراضيها، تشارك فيه حركة "حماس"، الفلسطينيين على البحث عن
عاصمة عربية أخرى، تسمح لهم بعقد لقاء فصائلي "طارئ" لبحث الملفات الفلسطينية
الشائكة والمعقدة، ويلك بحسب ما جاء في تقرير صحفي نشره موقع "الخليج أون لاين
" اليوم الأربعاء.
وجاء في التقرير أنه على الأرض، بدأت كل الأنظار الفلسطينية
تتوجه نحو المملكة العربية السعودية، التي طالما قامت بدور كبير في دعم الملفات الفلسطينية
العالقة، حيث بدأ الحديث يدور عن وجود اتصالات وتحركات لعقد لقاء فصائلي على الأراضي
السعودية خلال الفترة المقبلة.
ورجح مراقبون فلسطينيون أن يكون للمملكة، خلال الفترة المقبلة،
دور إيجابي على صعيد ملف المصالحة الداخلية، بعد أن أغلقت مصر كل الأبواب أمام استضافة
أي لقاء فصائلي على أراضيها.
وشهدت الآونة الأخيرة توتراً كبيراً بين حركة "حماس"
والجانب المصري، على خلفية اعتقال أحد قادتها في مطار القاهرة الدولي، واختطاف الفلسطينيين
الأربعة قبل أسابيع في سيناء، وتحميل حماس لمصر المسؤولية الكاملة عن حياتهم.
الدور السعودي
وكشف مسؤول فلسطيني مقرب من لقاءات المصالحة الفلسطينية الداخلية،
أن "جمهورية مصر العربية فعلياً أغلقت الباب أمام الفلسطينيين، ورفضت بشكل قاطع
استضافة أي لقاء للفصائل؛ بسبب التوتر الأخير الذي جرى بين حماس ومصر".
وأوضح المسؤول، أن حركتي فتح وحماس بدأتا بإجراء الاتصالات
والتحركات مع عدة عواصم عربية؛ لاستضافة لقاء عاجل للفصائل الفلسطينية، يكون بحضور
حركتي "فتح وحماس".
وأشار إلى أن اللقاء سيكون لجميع الفصائل، وتتركز مهمته في
مناقشة ملفات داخلية طارئة، أبرزها كيفية التحضير لعقد اجتماع الإطار القيادي لمنظمة
التحرير الفلسطينية، بعد أن قررت التنفيذية خلال اجتماعها الأخير في رام الله تأجيل
اجتماع المجلس الوطني، الذي كان مقرراً في الـ14-15 من سبتمبر/ أيلول الجاري.
وأضاف المسؤول أن "الاتصالات جرت خلال الأيام الأخيرة
مع أكثر من دولة عربية، إلا أنهم جميعاً رفضوا استضافة لقاء المصالحة؛ بحجة أن ملف
المصالحة الفلسطينية الراعي الوحيد له هي مصر، ولا يجوز التدخل على هذا الخط".
وكشف أن "حماس تفضل أن يكون لقاء الفصائل على الأراضي
السعودية، وبرعاية وإشراف الملك السعودي، فيما تحاول حركة "فتح" أن يكون
اللقاء على الأراضي اللبنانية، مع إمكانية أن تعتذر بيروت عن استضافته بسبب الأوضاع
الدائرة داخل المخيمات الفلسطينية".
وقال: "كل المؤشرات تؤكد أن السعودية ستحاول خلال الفترة
المقبلة، استضافة لقاء الفصائل الفلسطينية؛ وذلك تماشياً مع دورها الكبير والريادي
في رعاية ودعم كافة الملفات الفلسطينية العالقة".
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، خالد مشعل،
اختتم زيارة وفد حماس للمملكة العربية السعودية، في يوليو/ تموز الماضي، التي استمرت
أياماً فقط، توجت بلقاءات مكثفة مع المسؤولين السعوديين، وعلى رأسهم العاهل السعودي،
وولي عهده الأمير محمد بن نايف، وولي ولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
رعاية هامة
بدوره أكد الدكتور ناجي شراب، المحلل السياسي، أن السعودية
لها دور كبير في دعم القضية والمشروع الوطني الفلسطيني، والتوجهُ الفعلي نحو استضافة
لقاء المصالحة على أراضيها، سيكون خطوة هامة وإيجابية في إزالة عقبات المصالحة الفلسطينية
القائمة.
وأوضح شراب، أن "المملكة العربية السعودية، تقوم بدور
محوري ومركزي في المنطقة، ورعايتها وإشرافها على القضية الفلسطينية بشكل عام، وملف
المصالحة بشكل خاص، سيعزز من تلك المكانة بشكل إيجابي".
وذكر أن بحث الفصائل الفلسطينية عن عاصمة عربية لاستضافة
لقاءات المصالحة، أمر طبيعي، خاصة في ظل رفض مصر استقبال الفصائل على أراضيها، موضحاً
أن الأمر فقط يحتاج لقرار فلسطيني واضح وعاجل بهذا الشأن، للبدء فعلياً بالتجهيز للقاء
المقبل.
ولفت إلى أن التوجه إلى السعودية، أمر سيجعل القضية وملف
المصالحة أكثر إيجابية، ويمكن من خلال تلك اللقاءات أن تحقق اختراقة إيجابية بملف المصالحة،
وذلك في نهاية الأمر مرتبط بالإرادة الفلسطينية، في كيفية إنهاء الانقسام.
وأوضح المحلل السياسي أن العلاقة بين حركة "حماس"
والسعودية، وكذلك الرئيس عباس بالسعودية، تمر بمرحلة "جيدة"، وهو ما يؤهل
المملكة لاستضافة لقاءات المصالحة المقبلة، والتحرك بجدية أكثر في إنهاء الملفات العالقة.
تحرك جديد
من جانبه، أكد الكاتب والمحلل السياسي ماهر شامية، أن الدور
السعودي سيتواصل خلال الفترة المقبلة في رعاية ملف المصالحة الفلسطينية، خاصة بعد أن
رفعت مصر يدها عن الملف.
وقال شامية: "الظروف الداخلية في مصر، وكذلك خلافاتها
مع حركة "حماس"، سببان مباشران في رفض مصر استضافة لقاءات المصالحة على أراضيها،
مما سيعطل الملف بشكل كبير".
وأضاف، على ضوء تلك المتغيرات مع مصر، يجب على الفصائل الفلسطينية
وبشكل فوري البحث عن عاصمة بديلة، وقد تكون العاصمة المتاحة الآن في طريقهم هي الرياض،
لما قامت به من دعم كبير للقضية والمشروع الوطني الفلسطيني.
وتوقع شامية، أن تبدأ الرياض تحركات وخطوات فعلية على الأرض
بهذا الملف، تبدؤها باستضافة قادة حركتي "فتح وحماس" للتشاور في ملفات داخلية
هامة، ومن ثم توجيه دعوات للفصائل والقوى، لزيارة الرياض لعقد لقاءات تبحث الملفات
الفلسطينية العالقة.
وذكر أن الدور السعودي ليس بديلاً عن الراعي المصري، وسيكون
هناك تنسيق مشترك بين العاصمتين القاهرة والرياض، في التباحث بكل الملفات الفلسطينية
بما يخدم المصالحة وتحقيق الوحدة.
وعقب قرابة 7 سنوات من الانقسام، وقّعت حركتا "فتح"
و"حماس" في 23 أبريل/نيسان 2014، على اتفاق للمصالحة، يقضي بإنهاء الانقسام
الفلسطيني وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني بشكل متزامن.
وأعلن في الثاني من يونيو/حزيران 2014، تشكيل حكومة التوافق
الفلسطينية، حيث أدى الوزراء اليمين الدستورية أمام الرئيس محمود عباس في مقر الرئاسة
في رام الله بالضفة الغربية، إلا أن هذه الحكومة لم تتسلم حتى اليوم المسؤولية الفعلية
في القطاع.
المصدر: فلسطين أون لاين