بعد مرور 31 عاماً
على مجزرة صبرا وشاتيلا
دعوات لإعادة فتح
ملف المجزرة في مجلس الأمن الدولي لمعاقبة المرتكبين
عبد الرحمن عبد
الحليم / خاص لاجىء نت
واحد وثلاثون عاماً
على مجزرة صبرا وشاتيلا ، هذه المجزرة التي راح ضحيتها ما يزيد عن 3500 شهيدا من مختلف
الجنسيات أغلبهم فلسطينيين ، حيث قامت قوات الإحتلال الصهيوني حينها بالتعاون مع بعض
الجهات اللبنانية بمحاصرة المخيم بشكل كامل ، ومن ثم إقتحامه وتصفية النساء والأطفال
والشيوخ العزل بدم بارد بعيداً عن عدسة الإعلام.
صبرا وشاتيلا مخيمين
للاجئين الفلسطينيين في لبنان، استيقظ قاطنوا المخيمي آنذك على واحدة من أكثر الفصول
الدموية فى تاريخ الشعب الفلسطيني، بعد صدور قرار المذبحة من قبل رئيس أركان الحرب
الصهيوني رافايل إيتان ووزير الدفاع حينها آرييل شارون بالتنسيق مع جهات لبنانية عنصرية،
إذ هدفت المذبحة الى تصفية الفلسطينيين وإرغامهم على الهجرة من جديد.
ثلاثة أيام عاشها
سكان مخيمي صبرا وشاتيلا غارقين بدمائهم، أطفال أبرياء ذبحوا دون رحمة، ونساء اغتصبن
قبل قتلهن، وشيوخ عذبوا حتى الموت، وكل من حاول الفرار بروحه اصطاده شبح الموت، واليوم
أصبحت المجزرة ذكرى أليمة في نفوس من نجا من أبناء المخيمين.
وفي هذه الذكرى
دعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" المجتمع الدولي إلى ملاحقة القتلة مرتكبي
مجزرة صبرا وشاتيلا وتقديمهم لمحكمة الجنايات الدولية لارتكابهم جرائم حرب ضد الإنسانية
راح ضحيتها 3500 شهيد فلسطيني ولبناني خلال الاجتياح الصهيوني للبنان في الثمانينيات.
كما وأكد مكتب
شؤون اللاجئين في حركة حماس في بيان له أن "مرتكبي المجزرة لن يفلتوا من العقاب"،
داعياً المكتب السلطةَ الفلسطينية وجامعة الدول العربية إلى "متابعة رفع الدعاوى
وملاحقة الجناة الصهاينة ومرتكبي المجازر ومحاسبتهم أمام المحافل الدولية، وتفويت فرصة
إفلات العدو من العقاب".
منظمة "ثابت"
لحق العودة أيضاً اعتبرت في بيان صحفي لها أن "مجزرة صبرا وشاتيلا من الجرائم
التي ارتكبت بحق الإنسانية، ولا تسقط بتقادم الزمن، ويجب عدم إفلات مرتكبيها من العقاب"
داعية "لسوق المسؤولين عنها الى محكمة عادلة تنطق بالحق"، وبهذا "يتم
إعادة الإعتبار لضحايا المجزرة من الناجين.
ودعت "ثابت"
إلى "ضرورة أن يكشف الإحتلال وأدواته عن الوثائق وأشرطة الفيديو والصور التي تم
التقاطها إبان إرتكاب المجزرة، لمعرفة ما الذي جرى بالضبط وكيف تم تنفيذ الجريمة، تحت
سمع وبصر الإحتلال الذي كان يحاصر المخيم ويوثق ما يجري من على بعد مئات قليلة من الأمتار".
أما عن فعاليات
إحياء ذكرى المجزرة، فقد انطلقت مسيرة شموع
في أمام مدخل مخيم شاتيلا باتجاه مقبرة شهداء المجزرة نظمتها الفصائل الفلسطينية وبعض
المؤسسات بمشاركة وجهاء وفعاليات المخيم الى جانب حشد من أهالي المخيمين، حيث طالب
المشاركون المجتمع الدولي والمحاكم الدولية بمعاقبة مرتكبي المجازر.
وأيضاً في إطار
فعالية الذكرى الأليمة ، نظمت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين والفصائل الفلسطينية
مسيرة انطلقت من مخيم شاتيلا باتجاه مقبرة شهداء المجزرة.
تحدث خلالها عضو
المكتب السياسي للجبهة علي فيصل الذي اعتبر ان دماء شهداء صبرا وشاتيلا شكلت الحافز
لاطلاق شرارة المقاومة الاولى بعد ايام على المجزرة، والتي تواصلت واستمرت الى ان تحررت
بيروت والجبل وصيدا ثم الجنوب اللبناني، ودعا فيصل المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية
الى إعادة فتح ملف المجزرة في مجلس الامن الدولي لمحاكمة مرتكبي المجزرة.
كما قام وفد من
التنظيم الشعبي الناصري برئاسة جهاد الضاني بوضع اكليل من الورد باسم رئيس التنظيم
الشعبي الناصري الدكتور اسامة سعد على النصب التذكاري لشهداء مجزرة صبرا وشاتيلا، عصر
الاثنين 16 ايلول ،حيث أشار الضاني في كلمة
له ان العدو الاسرائيلي هو عدو مشترك بين للفلسطينين واللبنانيين ويجب مواجهته
بالوحدة مؤكدا رفض التنظيم للمفاوضات مع كيان الإحتلال.
وعلى الصعيد المشاركة
الدولية، عقدت لجنة "كي لا ننسى مجزرة صبرا وشاتيلا" مؤتمراً صحافياً في
دار نقابة الصحافة، بحضور عضوي اللجنة الإيطاليين هيلين سيغل الشاهدة على المجزرة في
16 أيلول 1982 وموريسيو موسيليني، ويذكر أن هذه اللجنة تزور لبنان سنوياً لإحياء ذكرى
المجزرة.
بدورها قالت الشاهدة
على المجزرة سيغل "ليس لدي الكثير لأقوله، فالكلام طال ولكن الأفعال مازالت غير
كافية، لا يوجد بعد قرار منصف للشعب الفلسطيني ولا عدالة لهم بعد"، مضيفة
"يظن عدد كبير من المسؤولين الأميركيين أن بمقدورهم حل النزاع بين الفلسطينين
والإسرائيلين، ولكنهم سيفشلون حتما إذا بقيت السياسة الأميركية على ما هي عليه".
أما موسيليني فأشار
إلى انه من الصعب الحديث في مثل هذه المناسبة "لأننا نشعر بالعجز الكامل، والإرادة
والإصرار الفلسطيني سيصل بالتأكيد الى هدفه "،داعياً الشعب اللبناني إلى العمل على تحقيق ما يصبو إليه
الأحياء ممن بقوا في مخيمي صبرا وشاتيلا، لتحقيق ما يمكن لهم من الحياة الكريمة".
ومن الناحية الإعلامية،
فقد سلطت القنوات الفلسطينية الضوء على المجزرة الدموية، كذلك مواقع التواصل الإجتماعي
ومنها الفيسبوك وتويتر شهدت تفاعلا غير مسبوق، فمعظم اللاجئين وغير اللاجئين أحيوا
الذكرى بصورة معبره عن إجرام الإحتلال أو بكلمات واقعيه تحاكي الضمير الإنساني، وايضاً
لموقع "لاجىء نت" كان له مشاركة بتصميم بوستر خاص بالمناسبة.
ورغم مرور واحد
وثلاثون عاماً على المجزرة الهمجية ، إلا ان جميع المؤسسات والفصائل والاهالي يجددون
دعواتهم الى الجهات الدولية المعنية ، لإعادة فتح ملف المجزرة لمعاقبة المرتكبين خصوصا
وأن منهم ما زال على قيد الحياة.