
بيروت – لاجئ نت||
الأربعاء، 12 شباط، 2025
تعمل وكالة
الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) في
لبنان منذ عام 1950، حيث تقدم العديد من
الخدمات للاجئين الفلسطينيين الموجودين في المخيمات والتجمعات السكنية في مختلف
انحاء لبنان.
وبحسب
احصائيات وكالة الاونروا فقد بلغ العدد الإجمالي للاجئين الفلسطينيين المسجلدين
لديها اعتبارا من 31 كانون الأول/ ديسمبر عام 2023 نحو 493201 شخصاً بالإضافة
الى 31400 لاجئ فلسطيني من سوريا يقيمون
في لبنان.
تقدم الأونروا
الخدمات في 12 مخيماً للاجئين الفلسطينيين في لبنان. وتنتشر منشآت ومكاتب الأونروا
في أنحاء البلاد بالقرب من المخيمات الفلسطينية. هناك خمسة مكاتب مناطق تتوزع في
المناطق الرئيسية في لبنان (طرابلس والبقاع وصيدا وصور وبيروت)، بالإضافة إلى وجود
مكاتب ومنشآت في المخيمات التي يبلغ عددها 12 مخيماً وعند التجمعات الفلسطينية.
الخدمات التي
تقدمها الأونروا في لبنان
التعليم: يعد
إقليم لبنان الوحيد الذي تقدم فيه الاونروا الخدمات التعليمية للمرحلة الثانية
للاجئين الفلسطينيين، وتقدم الاونروا التعليم بكافة مراحلها لنحو 36960 طالباً
وطالبة في 65 مدرسة منتشرة في لبنان. بالإضافة الى ذلك فان الاونروا تقدم التعليم
المهني لـ 1143 طالباً مما يوفر لهم فرصاً لتطوير مهاراتهم المهنية وزيادة فرصهم
في سوق العمل.
الصحة: تقدم
الأونروا خدمات الرعاية الصحية الأولية للاجئين الفلسطينيين من خلال عياداتها
ومراكزها الصحية حيث تشمل التطعيم، ورعاية الأمومة والطفولة، وعلاج الأمراض
السارية وغير السارية، والصحة النفسية.
الإغاثة
والخدمات الاجتماعية: يُعد برنامج المساعدة الغذائية من أهم برامج الأونروا، حيث
يوفر مساعدات غذائية شهرية للاجئين الفلسطينيين الأكثر فقرا والمساعدات النقدية
للاجئين الفلسطينيين المسجلين ضمن الشؤون. وتقدم مساعدات نقدية طارئة للعائلات
التي تواجه ظروفاً صعبة، مثل حالات الطوارئ أو الكوارث الطبيعية.
التشغيل:
تساعد الأونروا اللاجئين الفلسطينيين في العثور على فرص عمل وتطوير مهاراتهم.
وتقدم الأونروا دورات تدريبية مهنية للاجئين الفلسطينيين في مختلف المجالات، مثل:
الحرف اليدوية، والتكنولوجيا، واللغات. كما تقوم بمساعدة الشباب الفلسطيني في
الحصول على فرص عمل من خلال برنامج "التشغيل من أجل الشباب".
موازنة
الاونروا في لبنان
تواجه
الأونروا في لبنان تحديات مالية كبيرة بسبب نقص التمويل والأزمات الاقتصادية
المحلية. ومع ذلك، تبقى الوكالة مصدراً حيوياً للخدمات الأساسية للاجئين
الفلسطينيين. يتطلب دعم المجتمع الدولي لضمان استمرارية عمل الأونروا وتحسين ظروف
اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
تعتمد
الأونروا في لبنان على ميزانية سنوية تُقدَّر بحوالي 100 مليون دولار أمريكي، تُستخدم
لتغطية تكاليف التعليم، الصحة، الإغاثة الاجتماعية، والبنية التحتية في المخيمات.
ولكن بسبب الأزمات الاقتصادية في لبنان وزيادة عدد اللاجئين الفلسطينيين تحتاج
الأونروا إلى مزيد من التمويل لتلبية الاحتياجات المتزايدة. تُقدَّر الفجوة
التمويلية بحوالي 30-40 مليون دولار سنوياً، مما يؤدي إلى تقليص الخدمات.
التحديات التي
تواجها الاونروا في لبنان
تواجه
الأونروا في لبنان عدة تحديات مالية، منها:
1-نقص التمويل الدولي: تعتمد الأونروا بشكل
كامل على التبرعات الطوعية من الدول والمنظمات الدولية. في السنوات الأخيرة،
انخفضت هذه التبرعات بسبب الأزمات الاقتصادية العالمية وتراجع دعم بعض الدول
الكبرى، مثل الولايات المتحدة.
2-الأزمة الاقتصادية في لبنان: أدت الأزمة
الاقتصادية والمالية في لبنان إلى ارتفاع تكاليف التشغيل، بما في ذلك تكاليف
الوقود، الكهرباء، والمواد الأساسية. كما أثرت الأزمة على قدرة اللاجئين
الفلسطينيين على تحمل تكاليف الحياة، مما زاد من الضغط على خدمات الأونروا.
3-زيادة عدد اللاجئين: مع تدفق اللاجئين
الفلسطينيين النازحين من سوريا إلى لبنان، زادت الأعباء المالية على الأونروا، حيث
تحتاج إلى توفير خدمات إضافية لهذه الفئة.
التهديدات
الإسرائيلية والقرارات ضد الأونروا: الأسباب والتداعيات
تواجه
انتقادات وتهديدات مستمرة من "إسرائيل"، والتي تعتبرها جزءاً من الصراع
الفلسطيني-الإسرائيلي. هذه التهديدات والقرارات تأتي في إطار سياسة إسرائيلية أوسع
تهدف إلى تقويض دور الأونروا وتقليص خدماتها للاجئين الفلسطينيين. وتعتبر
"إسرائيل" ان الاونروا تعمل على إطالة امد القضية الفلسطينية من خلال
تعزيز حق العودة بالإضافة الى اتهام الاونروا بتعزيز الرواية الفلسطينية من خلال
مناهجها التعليمية التي تعتبرها معادية لها.
وفي بعض
الأحيان، تتهم "إسرائيل" موظفي الأونروا بالانتماء إلى فصائل المقاومة،
مثل حماس. هذه الاتهامات أدت إلى تجميد تمويل بعض الدول المانحة للأونروا، مما أثر
على قدرتها على تقديم الخدمات.
وتقوم
"إسرائيل" بتقييد حركة موظفي الاونروا في الضفة وغزة مما يعيق عمل
الاونروا هذا بالإضافة الى العوات
المتكررة بحل الاونروا ونقل مسؤولياتها الى وكالات أخرى تابعة للأمم المتحدة.
ومن اهم
القرارات الدولية ضد الاونروا
في عام 2018،
قررت الولايات المتحدة، أكبر مانح للأونروا، وقف تمويلها بشكل كامل مما أدى إلى
أزمة مالية كبيرة للوكالة، مما أثر على خدماتها في جميع مناطق عملياتها.
وتبعاً للقرار
الأمريكي، قامت بعض الدول الأخرى بتجميد أو تقليل مساهماتها المالية للأونروا، مما
زاد من أزمتها المالية. من بين هذه الدول كندا وأستراليا.
خسائر
الاونروا في غزة
بحسب المفوض
العام لوكالة الاونروا فقد بلغت خسائر الاونروا في قطاع غزة بنسب كبيرة جدا وأشار
في العديد من تصريحاته بان 80 من مباني المدارس تعرض للقصف المباشر او تضررت
وبحاجة الى اصلاح وإعادة بناء لاستخدامها مجددا وان نحو 300 الف طالب فقدوا
مقاعدهم الدراسية بسبب الحرب.
كما أشار في
تصريحاته عم مقتل اكثر من 200 من موظفي الاونروا خلال الحرب على قطاع غزة وهي
تعتبر اكبر خسارة منذ تأسيس الأمم المتحدة في العام 1945.
تواجه
الأونروا في لبنان تحديات كبيرة بسبب نقص التمويل، الأزمات الاقتصادية المحلية،
والتهديدات الإسرائيلية. ومع ذلك، تبقى الوكالة مصدراً حيوياً للخدمات الأساسية
للاجئين الفلسطينيين. يتطلب دعم المجتمع الدولي لضمان استمرارية عمل الأونروا
وتحسين ظروف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وغزة.