القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الجمعة 29 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

«بيت سكاريا» تقاوم 12 مستوطنة

«بيت سكاريا» تقاوم 12 مستوطنة


الجمعة، 05 حزيران، 2015

تشكل قرية بيت سكاريا الواقعة قرب مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة، على بعد أمتار قليلة من التجمع الاستيطاني "غوش عتصيون"، شاهدًا حيًّا على وحشية واعتداءات المستوطنين اليومية، فيما تناضل القرية وحيدة للصمود أمام مخططات الاستيطان التي تستهدفها.

ويمنع الاحتلال أهالي قرية بيت سكاريا الواقعة جنوب مدينة بيت لحم والبالغ عدد سكانها 650 نسمة، من بناء المنازل والمنشآت، فجميع المباني التي شيدت بعد عام 1967 مسقوفة بألواح "الزينكو" الذي لا يحمي قاطنيها من لهيب حرارة الصيف أو برد الشتاء، في حين اضطر 38 شاباً منذ بدء العام إلى مغادرة القرية بحثاً عن مكان آخر للعمل والعيش.

مخطط تهجيري

وحذّر رئيس مجلس قروي بيت سكاريا، محمد إبراهيم، من مخطط "إسرائيلي" لتهجير أهالي القرية وإجبارهم على مغادرتها عبر استمرار اعتداءات المستوطنين والتضييق على حياتهم من خلال التجمعات الاستيطانية الخمسة التي تحّدها من كل صوب، وقرارات حظر البناء وإخطارات هدم المساكن، مشيراً إلى أن الاحتلال يستولي على ألفي دونم من أراضي القرية البالغ مساحتها تسعة آلاف دونم، ويُخطر اليوم بهدم 33 منزلاً ومنشأة.

وتطرّق إبراهيم في حديثه لـ "قدس برس"، إلى ملف معاناة قرية بيت سكاريا التي تتوسّط (12) مستوطنة يهودية وبؤرة استيطانية تحيط بها من جميع الجهات ضمن التجمع الاستيطاني "غوش عتصيون".

وتابع "يلقي المستوطنون بحقدهم صوب أهالي القرية من خلال اعتداءات يومية على الأطفال والنساء وقطع الأشجار وصولاً إلى محاولة منع رفع الأذان في صلاة الفجر"، في حين تلقّى المجلس القروي عدة إخطارات من جهاز الإدارة المدنية بمنع رفع صوت الأذان لانزعاج المستوطنين منه، إلى جانب حظر استكمال بناء مئذنة المسجد الوحيد في القرية منذ عام 1980.

ولم تسلم المدرسة المختلطة في القرية، من إخطارات الهدم؛ حيث تسلّمت إدارتها قبل أسبوعين إخطاراً بهدمها بحجة "البناء بدون ترخيص" في منطقة خاضعة أمنيا وإدارياً لسلطات الاحتلال "مناطق ج"، وهو ما حاول المجلس القروي - وفقاً لرئيسه - الحصول عليه عبر عمل مخطط هيكلي للقرية، لكن الاحتلال رفض منحه أي تراخيص.

ويشتكي أهالي قرية بيت سكاريا من سيطرة الاحتلال على المنفذ الوحيد لدخولهم وخروجهم من القرية التي تبدو للعيان وكأنها جزيرة تلاطمها أمواج الاستيطان من كل جانب، الأمر الذي يردّه أهاليها إلى "إهمال السلطة الفلسطينية ومؤسساتها في دعم صمود وثبات المواطنين في القرية"، وفق تقديرهم.

دور السلطة

من جانبه، حمّل المواطن صلاح شاهين، أحد المتضررين من اعتداءات المستوطنين في القرية، المسؤولية على مؤسسات السلطة والمسؤولين "نسيانهم وتجاهلهم لقضية قرية بيت سكاريا والمعاناة اليومية التي يعيشها أهلها من أجل الحفاظ على أرضهم وعدم التفريط بها لصالح المستوطنين".

وقال شاهين الذي يقتطع الشارع الواصل لبلدية "عتصيون" أرضه من النصف، "تعرضت خلال السنوات الماضية لاعتداءات متكررة من المستوطنين عبر تقطيع 450 شجرة عنب في إحدى المرات، واقتلاع 65 شجرة خوخ مثمرة، ورشّ المبيدات الحشرية على شجرة مثمرة تجاوز عمرها ربع قرن، ورغم ذلك لم نرَ من المسؤولين سوى الوعود دون تحقيق شيء على أرض الواقع".

ويعدّ رئيس مجلس قروي بيت سكاريا، بأن أي مشروع أو خطوة يقدم عليها المجلس أو مؤسسات السلطة في القرية بحاجة إلى موافقة رسمية من الإدارة المدنية التابعة للاحتلال؛ حيث إن تعبيد أو استصلاح أي شارع بحاجة لموافقة، في حين أن 650 نسمة يعانون من عدم توفر عيادة صحية أو خدمات اتصال من الشركات الفلسطينية.

من جانبه، دعا رئيس "اللجنة الوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان" في بيت لحم، حسن بريجية، إلى وقفة وطنية ورسمية جادة إزاء معاناة أهالي قرية بيت سكاريا مع المستوطنين وإجراءات الاحتلال.

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام