القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
السبت 30 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

تحذير من تداعيات التصعيد بالأقصى

تحذير من تداعيات التصعيد بالأقصى


الثلاثاء، 15 أيلول، 2015

لم تعد الصرخات التي أطلقتها المؤسسات العاملة في القدس، خلال الأشهر الماضية، حول خطورة مشروع سلطات الاحتلال الإسرائيلية الهادف إلى تقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا بين المسلمين واليهود، تحذيرات فحسب، فقد دُق ناقوس الخطر الفعلي في القدس، بعد أن انتقلت المخططات الإسرائيلية من الورق إلى التنفيذ.

وتشهد ساحات الأقصى منذ أيام أحداثا متصاعدة، مع بدء سياسة التقسيم الزماني وقرب مرحلة التقسيم المكاني، مما حرك المياه الراكدة في الساحتين الفلسطينية والعربية، خاصة مع إطلاق الحملة الإعلامية الشبابية الواسعة "لن يقسّم" لتساهم في تفعيل الحراك الرافض لتقسيم الأقصى.

وتداعت الفصائل الفلسطينية إلى التنديد والوعيد تجاه الإجراءات التصعيدية التي يتخذها الاحتلال، في وقت توالت ردود الفعل العربية الرافضة للانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة.

وفي المواقف الفلسطينية، حذّر الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حسام بدران الاحتلال الإسرائيلي من تبعات التصعيد في الأقصى، مؤكدا أن ذلك سيقابل بتصعيد من قبل المقاومة، ومشددا على أن الاعتداءات المتكررة على المقدسات ستؤدي إلى انفجار هائل بوجه الاحتلال.

من جانبها، قالت لجان المقاومة في فلسطين "إن جرائم العدو الصهيوني في الأقصى تستوجب الرد بقوة وإشعال انتفاضة وثورة عارمة للدفاع عن المقدسات وإفشال مخطط تقسيمه".

وأكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن التصعيد المستمر في القدس "له تداعيات خطيرة لن تمر مرور الكرام"، وأن الاحتلال لن يكون بمنأى عنها، وفق بيانها.

بينما دعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) إلى "النفير العام والخروج لمناطق الاحتكاك للانفجار بوجه المحتل وأعوانه ضد ممارساته واعتداءاته المتكررة بحق الأقصى".

مواقف ومطالب

من جهته، طالب المحاضر بجامعة النجاح الوطنية مصطفى الشنار السلطة الفلسطينية برفع قبضتها الأمنية التي وصفها بـ"الحديدية" عن مواطني الضفة الغربية، ليقوموا بدورهم في الدفاع عن الأقصى والمقدسات.

ودعا الأكاديمي الفلسطيني، في حديث للجزيرة نت، السلطة الفلسطينية، للانحياز إلى قضايا الشعب المصيرية، ووقف الاعتقالات السياسية التي "تلعب دورا رئيسا في قتل الروح المعنوية في نفوس الفلسطينيين".

وحمّل الشنار الفصائل مسؤولية الدفاع عن الأقصى ومواجهة مشاريع التقسيم والتهويد. وأضاف "لكن الحقائق على الأرض تشير إلى أن الفصائل، المسموح لها بالعمل على الساحة بالضفة الغربية، مشغولة بتقاسم الكعكة في منظمة التحرير أو بصراعاتها الداخلية" معتبرا أنه لم يبق للفصائل وجود على الأرض إلا في مفاصل المؤسسات الرسمية، بينما بقي الشارع فارغا من القوى المؤهلة للمواجهة.

وعلى صعيد ردود الفعل العربية، حذرت الخارجية المصرية من "الخطورة البالغة للاستمرار في سياسة انتهاك المقدسات الدينية، لما يمثله من تأجيجٍ لمشاعر الغضب والحمية الدينية، ويقوض الجهود التي تستهدف استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".

ومن ناحيته، أكد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي أن حماية الأقصى والعمل على استرداده واجب المسلمين جميعا، وليس واجب الفلسطينيين والعرب وحدهم، متسائلا "متى يفيق قادة العرب؟ ومتى يتحرك قادة العالم الإسلامي؟ ومتى تصحو الجامعة العربية من رقدتها؟ ومتى تستيقظ منظمة التعاون الإسلامي من غفلتها؟".

بدوره، قال رئيس الشؤون الدينية التركية محمد كورماز إن إغلاق الأقصى أمام المسلمين وإخراج عدد كبير من المتعبدين من داخله وإدخال أربعين مستوطنا "خطوة خطيرة على طريق التقسيم الزماني".

الظروف الأخطر

على صعيد آخر، رأى مدير مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي علاء الريماوي أن القدس تمر بأكثر ظروفها خطرا، لقناعة الاحتلال بأن "العرب باتوا بعيدين عن القضية الفلسطينية".

وأضاف الريماوي للجزيرة نت أن تلك القناعة تزامنت مع رسوخ علاقة إسرائيل مع بعض الأنظمة العربية، في مصر والأردن والإمارات، فضلا عن علاقات هادئة مع المغرب.

وتابع "سلوك النظام الرسمي العربي شجع إسرائيل على هجمة واسعة تركزت في ثلاثة مخططات، أولها المس بالوجود الديموغرافي في القدس، وثانيها ضرب البيئة المقدسية الجغرافية لصالح المستوطنات، وثالثها الذهاب لحركة واسعة من المس بالأقصى عبر التقسيم".

المصدر : الجزيرة