تحليل: جرائم الاحتلال تدفع باتجاه انفجار
القدس
الثلاثاء، 05 أيار، 2015
أشعلت جريمة استشهاد الفتى المقدسي علي أبو غنام
بدم بارد فجر السبت، فتيل المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي من جديد في مدينة القدس
المحتلة، بعدما شهدت هدوءً نسبيًا، وما لبث أن تطورت الأوضاع، كرد فعل على الجرائم
والإجراءات الإسرائيلية المتواصلة بحق المقدسيين.
ويرى مراقبون أن استشهاد أبو غنام أعاد الأوضاع الأمنية
بالمدينة إلى ما كانت عليه بُعيد استشهاد الفتى محمد أبو خضير منتصف العام الماضي،
الأمر الذي قد ينذر بتصاعد وتأجيج الأحداث خلال المرحلة القادمة، في ظل استمرار إجراءات
الاحتلال القمعية بالمدينة.
وتشهد المدينة المقدسة بشكل شبه يومي حدة في المواجهات
ضد الاحتلال، وخاصة بلدة الطور –مسقط رأس الشهيد-والبلدة القديمة، وتحاول "إسرائيل"
الانتقام من السكان ومعاقبتهم، من خلال فرض الضرائب الباهظة ومخالفات السير.
وقالت صحيفة "معاريف" في تقرير لها بعنوان
"منطقة النار" إن "إسرائيل" تحاول كبح جماح المواجهات المندلعة
في حيّ الطور من خلال فرض مخالفات السير والضرائب الباهظة، بشكل متعمّد، مشيرة إلى
أن منطقة الطور تحوّلت إلى "بؤرة توتر" خاصة بعد استشهاد أبو غنّام.
تأجيج الأوضاع
المختص في شؤون القدس جمال عمرو يقول لوكالة
"صفا" إن الأحداث في المدينة لم تهدأ منذ استشهاد الفتى أبو خضير في يونيو
الماضي، ولا تزال المشاعر متأججة في نفوس المقدسيين جراء استمرار سياسات الاحتلال في
قمعهم وإذلالهم.
ولم يشهد المقدسي أي تحسنًا في الوضع الأمني ولا
الاقتصادي ولا حتى النفسي، بل بقيت الأمور بغاية التوتر الشديد، وصولًا لاستشهاد أبو
غنام بدم بارد على حاجز عسكري بالمدينة، ما أدى لتأجيج الوضع واندلاع مواجهات عنيفة
مع الاحتلال مرة أخرى.
ويتوقع عمرو أن تتجه الأوضاع إلى التصعيد أكثر فأكثر،
بسبب حالة الغضب والغليان في صفوف الشبان المقدسيين على واقع المدينة المرير.
ويعيش المقدسيون وضعًا صعبًا وخطيرًا للغاية، بسبب
ما آلت إليه الأمور بالمدينة جراء إجراءات الاحتلال العنصرية ، وهنا يقول عمرو إن"
السكان لم يستطيعوا تحمل الكم الهائل من الضرائب والمخالفات التي يفرضها الاحتلال عليهم".
ويبين أن "إسرائيل" تريد الانتقام من المقدسيين،
وتحاول قمع كافة أشكال المقاومة والمواجهة ضدها، خشية من تطور الأحداث بالمدينة واندلاع
انتفاضة جديدة لا يمكنها السيطرة عليها.
ويضيف "إجراءات الاحتلال غير قانونية ومسيسة،
وتحمل بُعد تركيع وإذلال، وتكميم لأفواه السكان"، مؤكدًا أن "إسرائيل"
لن تتمكن من إخماد والسيطرة على المواجهات المندلعة بالمدينة، رغم انتشار عناصرها المكثف
بكافة الأحياء والقرى، وكاميرات المراقبة وغيرها.
وكان رئيس دائرة شؤون القدس أحمد قريع حذر في بيان
صحفي من انفجار الأوضاع بالقدس، مثمنًا بالوقت ذاته صمود المقدسيين وثباتهم في وجه
الاعتداءات الإسرائيلية السافرة واقتحامات المستوطنين للأقصى، وحملة الاعتقالات في
الطور، وإغلاق شارع "سلمان الفارسي".
هبات جماهيرية
ويرى الكاتب المقدسي راسم عبيدات أن ما حدث في القدس
عقب جريمة استشهاد أبو غنام، وما تبعها من عملية دهس لجنود إسرائيليين، واندلاع مواجهات
أعادت الأمور لما كانت عليه المدينة لحظة استشهاد أبو خضير.
ويوضح لوكالة "صفا" أن المدينة تشهد هبات
جماهيرية متلاحقة ردًا على ممارسات الاحتلال وإجراءاتها القمعية بحق المقدسيين، بما
فيها اقتحامات المسجد الأقصى المتكررة.
وتندرج كل هذه الأحداث- بحسب عبيدات- في إطار ردات
الفعل، والدفاع عن وجود المقدسيين في مدينتهم وعدم اقتلاعهم منها.
ويستبعد الكاتب المقدسي اندلاع انتفاضة شعبية بالمدينة
تمتد إلى الضفة الغربية، لأن الأوضاع غير مهيأة لذلك في ظل استمرار التنسيق الأمني
بين السلطة الفلسطينية و"إسرائيل"، وما تعيشه الفصائل الفلسطينية من أزمات.
ولكنه توقع تصاعد الأوضاع بالقدس ما دام الاحتلال
موجودًا، ويواصل سياساته وانتهاكاته فيها، فحينها سيكون الرد المقدسي جاهزًا لمواجهة
ذلك، وقد تخرج الأمور عن السيطرة وتندفع نحو اتجاهات أخرى.
وكان موقع المصدر الإسرائيلي للدراسات البحثية حذر
في وقت سابق من انتفاضة شعبية قد تندلع في مدينة القدس خلال المرحلة القادمة.
ولفت محلل الشؤون الفلسطينية بالموقع "يوىف
شاحام" إلى تكرار حوادث ما وصفها بـ "العنف" بالمدينة، مؤكدًا أن تكرارها
يعكس خطورة ووجود نية لإشعال المزيد من "العنف" بين الفلسطينيين من جهة والإسرائيليين
من جهة أخرى.
المصدر: وكالة
صفا