"ترشيحا" عروس الجليل في مواجهة خارطة هيكلية تهويدية
الخميس، 15 أيلول، 2011
استجاب المئات من أهالي ترشيحا هذا الأسبوع لنداء اللجنة الشعبيّة والحراك الشبابي في القرية للتعبير عن رفضهم القاطع للخارطة الهيكلية التي قدّمتها بلديّة معلوت-ترشيحا والتي تهدف للإجهاز على ما تبقى من أراضي ترشيحا.
فعروس الجليل التي قُصفت بالطائرات عام 1948، اليوم يحاولون "قصفها" بخارطة هيكلية للعقود القادمة تحاصر الوجود العربي من خلال مصادرة الأرض وتحويلها إلى حي مهمل ومُهمش في مدينة إسرائيلية عصرية هدفها تهويد الجليل.
"لم يعد هنالك مجال للسكوت والجلوس في البيت بعد اليوم"، يقول أحد أهالي قرية ترشيحا المهددة أرضه بالمصادرة، فالخارطة الهيكلية تهدد جميع أهالي ترشيحا بدون استثناء وليس فقط من سوف تُصادر أرضه حسب مشروع الأبرتهايد الجديد في أعالي الجليل.
فحسب الخارطة الهيكلية التي قدمتها بلدية معالوت-ترشيحا مؤخرا والتي لم يتم التوجه إلى أهالي ترشيحا وممثليها لاتخاذ رأيهم فيها.
مصادرة أراضي
هناك أراضٍ سوف تصادر وشوارع سوف تُشيد لتصبح حدود ترشيحا وتحاصرها، وأراضي وقف مسيحي سوف تُحول "للصالح العام"، ومبانٍ تاريخية مجهولة المصير كما المحال التجارية أيضا، وبدون أراضٍ للزراعة وبدون تربية مواشي ومنطقة صناعية جديدة على حساب ترشيحا.
وبعد سلسلة اجتماعات للجنة الشعبية والحراك الشبابي في البلدة، تقرر مواجهة المخطط بطرق جديدة أكثر إبداعية، إذ استطاعت اللجنة الشعبية تقديم أكثر من 1800 اعتراض على الخارطة الهيكلية بمساعدة وتطوع محامون من القرية، وتقديم الاعتراضات للجنة اللوائية هذا الأسبوع، كما يتم التحضير للخطوات الاحتجاجية القادمة كون مخطط الخارطة مطروح على أساس مخطط للعشرين سنة القادمة.
وسام دوخي، سكرتير التجمع الوطنيّ الديمقراطيّ في ترشيحا وعضو اللجنة الشعبيّة، قال:
"أولاً وقبل كل شيء، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ الحديث يدور عن قضيّة مفصليّة بالنسبة لترشيحا، فالأرض بالنسبة لنا، كباقي أبناء شعبنا في جميع أماكن تواجده، هي الأهم،
ثانيًا، يجب الإشارة إلى أنّ الخارطة الهيكليّة المقترحة هي عنصريّة قلبًا وقالبًا وهدفها غير المعلن تحويل هذه القرية إلى غيتو، بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى".
وأضاف دوخي "لا تأخذ الخارطة المقترحة لا تأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات الأساسيّة للقرية مثل المرافق الاقتصادية والتربويّة والبنيويّة، ومن هنا تكمن أيضًا خطورتها.
لذلك تُحتم علينا هذه الخطة العنصريّة الاصطفاف وتضافر الجهود بغض النظر عن الانتماءات السياسيّة، لأنّ هذه القضيّة تهم كل مواطن و مواطنة في هذه القرية، سنعمل على تصعيد النضال".
وناشد دوخي أبناء وبنات ترشيحا "بالمشاركة الفعالّة بالنضال الشعبيّ، لما في ذلك مصلحة لنا، وأنا على ثقة بأنّ النصر سيكون حليفنا، بحيث نحافظ على أرضنا من أجلنا ومن أجل أولادنا وأحفادنا".
من ناحيته، قال السيّد نخلة طنوس، عضو البلدية السابق والناشط السياسيّ لـ"فصل المقال": "نحن في مرحلة حاسمة بالنسبة لمستقبل ترشيحا، أحمّل رئيس البلديّة، شلومو بوحبوط، كامل المسئولية عن هذا المخطط، وأطالبه بالعدول عنه فورًا وبدون تأخير لأنّ الإدعاءات الباطلة باتت لا تنطلي علينا. القضية تتعلق بشباب البلد وباحتياجاتهم السكنية والتجارية، هذا تخطيط عنصري جارف يهدف لتحجيم وتطويق البلدة اقتصادياً وسكنياً ومنع توسعها، هذه المخططات هدفها حصار ترشيحا، ولن نقبل بهذا الحصار".
"وطالب بوحبوط بالتوجه إلى وزارة الداخليّة لتقديم مخطط جديد وبديل لهذا المخطط العنصري، بما يتماشى مع مصلحة أهالي القرية"، قال طنوس.
في نفس السياق، قال المهندس والمُرمم نبيل حداد، عضو اللجنة الشعبيّة لفصل المقال: "قدّمنا طلبًا لتمديد إضافيّ للجنة اللوائية بالنسبة للاعتراضات، وكان ردها مُلتوياً بحيث قالوا إنّهم سيقومون بتوصية المسئولين بقبول الاعتراضات وليس تمديد فترة تقديمها، وبالتالي قررنا عدم المخاطرة وناشدنا الجميع بالتوقيع على الاعتراضات الأوليّة حتى موعد أقصاه يوم الثلاثاء من هذا الأسبوع".
وعبّر المهندس حداد عن سروره بالاستجابة الشعبية لحملة التواقيع منوهًا إلى أنّ هذه الحملة هي حملة مصيريّة بالنسبة لقرية ترشيحا، وستُحدد بشكلٍ أوْ بأخر، مصير أراضي ترشيحا، على حد قوله، يُشار أنّ اللجنة الشعبيّة في القرية عازمة على تصعيد النضال وإشراك جميع السكان في النضال الشعبيّ، من عدة نشاطات سوف يُعلن عنها قريبا أجل الحفاظ على ما تبقى من أراض في ترشيحا.
مشروع الخارطة "التهويدية"
شوارع جديدة وكبيرة على أراضي ترشيحا – حسب المخطط تصبح هذا الشوارع حدود ترشيحا وتحاصرها.
- تحويل 200 دونم من الأرض التابعة للوقف المسيحي (الكاثوليكي والأرثوذكسي) في البلدة إلى أراضي ما يسمى "الصالح العام" – نصف أهالي ترشيحا من المسيحيين.
- عدم تخصيص أي منطقة للزراعة – عمليا لن يكون هناك زراعة في ترشيحا بعد اليوم.
- عدم تخصيص أرض لتربية المواشي – بعض من أهالي ترشيحا يعتاش من تربية المواشي.
- عدم تخصيص أماكن تعليمية او ثقافية في ترشيحا – مدارس، معاهد، نوادي الخ.
- عدم الذكر في الخارطة ماذا سوف يحصل مع المحال التجارية التي تعمل بموجب البلدية – يوجد قرابة 40 محل تري غير مرخص يعمل بموجب البلدية.
- منطقة صناعية على أراضي ترشيحا – في الوقت الذي يوجد بالمنطقة أكثر من منطقة صناعية مع مساحات كبيرة غير مستغلة، يطالب أهالي ترشيحا بإعطائهم مساحات للسكن.
- عدم الذكر في الخارطة ماذا سوف يحصل للمباني التاريخية في ترشيحا (50 حتى 60 مبنى) – حسب القانون يجب تحديد هذه المباني في الخارطة الهيكلية.
المصدر: عرب 48