تغيير اسم «الأونروا» وشعارها: «تحديث» فني للوكالة أم «ضرب» لقضية الفلسطينيين؟
مادونا سمعان
الثلاثاء، 19 تموز، 2011
منذ أكثر من شهر، تتفاعل مسألة قيام مسؤولين في الأمم المتحدة بتغيير شعار «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيي» (الأونروا) واسمها. وقد صدر أخيراً بيان، عن ثلاث جهات لبنانية، هي «المؤتمر القومي العربي»، و»المؤتمر القومي – الإسلامي»، و»المؤتمر العام للأحزاب اللبنانية»، يستنكر تغيير الشعار والاسم، كما يستنكر اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل من قبل منظمة «الأونيسكو».
لم تملك الجهات الثلاث ما تضيفه إلى بيانها من تفاصيل، على اعتبار أن «المرجعية التي تملك تفاصيل القضية هي الجهات الفلسطينية»، بحسب ما قال القيمون عليها لـ»السفير» حين طلبت أدلّة وبراهين.
ومن أبرز الجهات الفلسطينية التي أثارت الموضوع، «حركة حماس»، إذ أشارت في أكثر من مناسبة، كان آخرها حديث مسؤول مكتب اللاجئين ياسر عزام لـ»السفير»، عن مخطط يقضي بتغيير شعار «الأونروا» واسمها، وبالتالي مهامها في إغاثة وتشغيل الفلسطينيين في الأقطار الخمسة التي تعمل فيها، لتصبح «وكالة تنموية».
وهو خوفٌ بدأ يعتري أكثر من جهة فلسطينية متابعة، تعتبر أن أي تغيير للاسم والشعار هو تغيير للمهام وضرب للقضية الفلسطينية.
من هنا، يلفت مدير برامج «مركز التنمية الإنسانية» سامر منّاع إلى أن الوكالة لا يمكن أن تقدم على أي مشروع، بما في ذلك تغيير الاسم والشعار الذي يبدو بسيطاً، من دون درسه في اجتماعات متكررة: «وما لا شك فيه أن خطوة كهذه لا يمكن أن تخدم القضية الفلسطينية، خصوصاً في ظلّ الضغط الغربي والأميركي لإيجاد حلّ للفلسطينيين. وهو ضغط يسبق إعلان دولة فلسطين في أيلول».
ويشعر مناع بأن «القيّمين على الوكالة يمارسون عمليات جسّ نبض»، مستذكراً محاولة إدخال فصل في المناهج التعليمية في مدارس «الأونروا» حول «الهولوكوست» أو «محرقة اليهود»، الذي ما لبثت أن تراجعت عنه تحت ضغط الأصوات المنددة بالخطوة.
في المقابل، يؤكد مناع وقوفه ضدّ «شخصنة» الحملات التي تقاد في مواجهة سياسات «الأونروا»، معتبراً أن «الأشخاص يذهبون والقضية تبقى»، من هنا، «ضرورة الاعتراض على سياسات الوكالة وخدماتها التي تتقلص باستمرار».
من جهته، لفت مسؤول «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» في الشمال أركان بدر إلى أن «تغيير اسم الوكالة هو مدخل لتغيير وظيفي»، مؤكداً ضرورة التمسّك ببقاء «الأونروا» إسماً وتعريفاً «على ما هو عليه، لأنه يعبّر عن الالتزام الدولي أمام قضية اللاجئين».
واعتبر بدر أن «هناك محاولات لتحويل الوكالة إلى مؤسسة تنموية، وسواء أكان الأمر تكتيكاً أم جدياً فهو مرفوض رفضاً تاماً، لا بل المطلوب زيادة خدمات «الأونروا» كما ميزانيتها».
اللافت في المسألة أن سفير فلسطين في لبنان عبد الله عبد الله لم يعر الأمر أي أهمية على اعتبار أن «الاعتراض يجب أن يصدر حين يتم الإعلان عن تغيير مهام «الأونروا» وليس اسمها». ولفت عبد الله إلى أن «الوكالة كانت قد اعلنت رسمياً أن التغيير هدفه تجميلي تسويقي». واستنكر ما طالب به البعض لجهة انسحاب الدول العربية والإسلامية من منظمة «الأونيسكو»، خصوصاً أن رئيس بعثة فلسطين ورئيس بعثة الأردن سجلا اعتراضهما على تدوين «القدس عاصمة إسرائيل» وطالبا رئيسة المنظمة بشطبها، «وهو ما قامت به في اليوم التالي على تقديم الاعتراض».
وسأل عبد الله: «هل سيقف العدوان إن طالبنا بالانسحاب من الأونيسكو؟».
يذكر أن الناطق الرسمي باسم «الأونروا» سامي الشعشاع كان قد أصدر بياناً توضيحياً حول الموضوع أشار فيه إلى استمرار العمل باسم «الأونروا» وشعارها المعروف، «لكن أدخلت إليه أيضاً عبارة «وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين» تحت الاسم والشعار الرسميين، كجزء من عمل «الأونروا» الإعلامي (branding) في محاولة لإيصال العامل الأكثر أهمية الذي يقوم بالتعريف عن مهمة وكالتنا، ألا وهو العنصر الإنساني المتمثل بسعينا لتعزيز رفاه وحقوق لاجئي فلسطين».
وأكّد أنه «كما جاء في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الرقم 302 (رابعا) للعام 1949، فإن اسم وكالتنا لا يزال «وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى»، ولم يتم حذف أي كلمة من الاسم الرسمي للوكالة، بالإضافة إلى أن مهمة الوكالة لا تزال كما هي، بدون أي تغيير. وإلى أن تتم معالجة محنة لاجئي فلسطين من خلال حل عادل وشامل، فإن «الأونروا» ستستمر بتزويدهم، عبر أقاليم عملياتنا الخمسة، بالخدمات الإنسانية وخدمات التنمية البشرية التي تركز بشكل رئيسي على التعليم الأساسي والرعاية الصحية الأولية والإغاثة والخدمات الاجتماعية وخدمات البنية التحتية وتحسين المخيمات والإقراض الصغير».
المصدر: جريدة السفير