القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

تـوتـر «الـبـارد» .. إلـى «عـيـن الحـلـوة»

تـوتـر «الـبـارد» .. إلـى «عـيـن الحـلـوة»
 

الثلاثاء، 19 حزيران، 2012

بدت الساحة الداخلية في ظل العطلة الحكومية، السارية المفعول حتى السابع والعشرين من الشهر الجاري، ولادة أزمات، بدءًا بتحرّك القطاع التربوي ومقاطعة تصحيح مسابقات الامتحانات الرسمية، وانتهاء بأزمة الكهرباء التي تفاقمت تفاقما كبيرا، إن في ما يتعلق بقضية المياومين، التي شهدت في الساعات الماضية واحدا من فصول الاشتباك بينهم وبين «مؤسسة كهرباء لبنان»، أو في ما يتعلق بسوء التغذية بالتيار، التي بلغ فيها انقطاع الكهرباء حدا غير مسبوق من التردي، في كل المناطق اللبنانية، وصولا الى العاصمة بيروت، مساء امس، ما أدى الى تحركات احتجاجية من قبل المواطنين، وقطع طرقات وإحراق إطارات في معظم المناطق.

واذا كان بعض الانفراج قد سجل، امس، على صعيد قضية الموقوفين الاسلاميين، عبر الاعلان عن موافقة القضاء اللبناني على الإفراج عن عدد منهم، فإن أزمة الزوار اللبنانيين المخطوفين في سوريا ما زالت مستمرة، في ظل الغموض الذي يعتريها، ما دفع الاهالي أمس الى إقفال طريق المطار للتذكير بقضيتهم، ومطالبة الدولة اللبنانية القيام بمسؤولياتها لجلاء مصيرهم والافراج عنهم.

على ان الوضع الامني يبقى الهاجس الاول، الذي ما إن هدأ في طرابلس، حتى عاد يطل برأسه مجددا من بوابة المخيمات الفلسطينية، وتحديدا في مخيم نهر البارد ربطا بالتوتر الأمني الذي حصل قبل أيام وأدى الى سقوط قتيل.

واذا كانت بعض المجموعات السلفية قد حاولت «استثمار» الدم الساخن، من «البارد» الى «عين الحلوة»، فإن البعد الانساني والحياتي لا يمكن القفز فوقه، خاصة أن أهالي مخيم «البارد» لطالما رفعوا صوتهم عاليا ونادوا المعنيين للالتفات الى الإجراءات التي تعيق حرية حركتهم، وتجعل كل من يريد الدخول أو الخروج، خاضعا لترتيبات أمنية يومية، ندر أن يقبل بها أي منطق أو قانون في يومنا هذا.

وبينما كان الجيش يسعى بالتعاون مع الأهالي والفصائل الفلسطينية الى تخفيف الاجراءات في محيط مخيم «البارد»، تجددت امس المواجهات، وأدت الى سقوط قتيل وعدد من الاصابات، وإحراق آلية للجيش اللبناني، الذي اتهم، في بيان له، مندسين ومتضررين بمهاجمة مركز تابع له وإصابة ثلاثة عسكريين بجروح. ولفت في هذا السياق الاتصال الذي أجراه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس برئيس الجمهورية ميشال سليمان، طالبا العمل على معالجة الوضع الناشئ، ومبديا الاستعداد للمساعدة في مساعي التهدئة.علما ان التوتر تمدد بعد ظهر أمس، الى مخيم عين الحلوة حيث تعرض حاجز الجيش في محلة التعمير للرشق بالحجارة، وما لبث الامر ان تحول الى مواجهات بين الجيش ومناصرين له من جهة، وبين مهاجميه من جهة اخرى، ما أدى الى سقوط قتيل وعدد من الجرحى (راجع ص 6).

في هذا السياق، حذر قائد الجيش العماد جان قهوجي من التوترات المفتعلة والمتنقلة، وقال لـ«السفير» ان الجيش لن يسمح بإشغاله وحرفه عن مهمته.

وأعرب قائد الجيش عن خشيته من محاولات تجري هنا وهناك لجر الداخل اللبناني الى أزمة لا حصر لآثارها السلبية، وذلك ربطا بالأحداث المحيطة بلبنان. وقال ان الوحدات العسكرية تقوم بالمهمات المنوطة بها على مختلف الاراضي اللبنانية، وخاصة في منطقة الشمال وعلى الحدود، لكن المريب هو الاعمال الامنية التي يتم افتعالها بين حين وآخر، ويتم الانتقال بها من منطقة الى اخرى، بحيث ما ان يطفئ الجيش حريقا في مكان حتى يأتي من يشعل حريقا في مكان آخر، وهذا ما حصل في الآونة الأخيرة، وكأن هناك «مايسترو» يحرك الامور في الخفاء، والهدف واضح هو إشغال الجيش في حوادث ومعارك جانبية وهامشية، وبالتالي إبقاء فتيل التوتر مشتعلا وقابلا للانفجار.

وقال قهوجي «ان حماية البلد مسؤولية الجميع، والمطلوب، لا بل الملح، هو التحلي بأعلى درجات المسؤولية الوطنية، كما انني أؤكد رفض المؤسسة العسكرية لأية محاولة لحرف الجيش عن مهمته الوطنية، وسيبقى أمام هذه المحاولات مصراً على قيادة السفينة الامنية الى بر الامان، وسيضرب بيد من حديد كل من يحاول النيل من هذه المهمة، أو الإخلال باستقرار البلد وتهديد أمن المواطنين وأمانهم».

وأكد قهوجي ان «الوضع دقيق، وكل اللبنانيين على اختلاف مواقعهم ومستوياتهم شركاء في مهمة الإنقاذ. خاصة أن الخراب من حولنا يستوجب الكثير من التبصر وأخذ العبر من معانيه». وقال: «ما يجري من حول لبنان خطير جدا، وعلى كل الحريصين أن يتّعظوا مما يجري، ومن حجم الدمار الذي حصل، وبالتالي يلتقوا على منع استجرار هذا الخطر الى الداخل اللبناني، خاصة ان لنا في لبنان تجربة مريرة، وهنا المسؤولية لا تقع على فرد دون آخر أو على طرف دون آخر، بل على الجميع مواطنين وقيادات، وكذلك على المؤسسة العسكرية التي تبقى على جهوزيتها الدائمة لحفظ أمن البلد واستقراره».

المصدر: السفير