حقوق أطفال غزة على طائرات ورقية
الجمعة، 14 آب، 2015
من بين عشرات الأطفال الذين يحاولون إطلاق طائراتهم الورقية
المزينة بألوان العلم الفلسطيني وعبارات المطالبة بالحقوق، نجحت الطفلة سهى البشيتي
-بعد محاولات عديدة- في إطلاق طائرتها بسماء ساحة الكتيبة في غزة.
الطفلة سهى (عشرة أعوام) من مدينة خان يونس جنوبي القطاع،
كتبت على طائراتها الورقية عبارات تطالب فيها بحقوقها التي يجب على العالم توفيرها
لها.
وبينما تمسك سهى وصديقتها بخيط الطائرة الورقية التي ارتفعت
في سماء غزة، قالت للجزيرة نت "كتبنا على طائراتنا الورقية حقوقنا، فمن حقنا أن
نعيش مثل باقي أطفال العالم، ولا نريد سوى الحقوق التي أقرت لنا".
وأضافت "نريد من العالم أن يدافع عنا حتى نتحرر من الاحتلال،
وأن نحصل على حريتنا، فقد سلبوا أرضنا وسلبوا حقوقنا، فالكهرباء والمياه من أبسط الأشياء
ونعاني للحصول عليها".
حدود غزة
أما الطفلة الفلسطينية ريم وادي (11 عاما) فتمنت لو أنها
تتمكن من الطيران مثل طائرتها الورقية، لتحلق في السماء وتتجاوز حدود قطاع غزة المحاصر.
وأن يحصل أطفال فلسطين على حقوقهم التي كفلتها القوانين الدولية.
وأعربت عن أملها في أن تتمكن من السفر لرؤية أقربائها خارج
فلسطين، فهي لا تعرفهم بسبب الحصار إلا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
إطلاق عشرات الأطفال الطائرات الورقية والبالونات جاء خلال
فعالية نظمتها جمعية الثقافة والفكر الحر في قطاع غزة، بدأت بمسيرة للأطفال وحملت الشعارات
المطالبة بحقوقهم.
وعلى هامش الفعالية، رسم أربعة أطفال فنانين أربع لوحات شكّلت
صورة الطفل الرضيع علي دوابشة الذي أحرقة مستوطنون إسرائيليون في الضفة الغربية، في
رسالة استنكار لهذه الجريمة.
وانتهت المسيرة بتسليم ممثل منظمة "اليونسكو" في
غزة رسالة تطالب العالم بالالتفات إليهم، خاصة في ظل استمرار الانتهاكات الإسرائيلية
التي يتعرض لها أطفال فلسطين، والتي كان آخرها حرق الطفل الرضيع دوابشة وعائلته.
واعتبر أطفال غزة جريمة حرق الطفل "دوابشة"، استمرارا
لسلسة جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد أطفال فلسطين، مستذكرين جريمة حرق الطفل محمد أبو
خضير العام الماضي.
رسالة للأمم المتحدة
وتساءل الأطفال عن "جدوى وجود منظمات حقوقية للأطفال
ودور الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية وحقوق أطفال فلسطين أمام الأعمال الإجرامية الإسرائيلية
التي يختل فيها ميزان العدل".
وطالبوا برسالتهم صناع القرار والمسؤولين برص الصفوف والتوحد
بمواجهة المخاطر واتخاذ القرارات الرادعة في الرد على جرائم الإرهاب النكراء وتوثيقها
وتقديمها للجهات الدولية المعنية وهيئات حقوق الإنسان.
ودعوا البرلمانات العربية والدولية وسائر الهيئات المعنية
بحقوق الإنسان لوقف الانتهاكات المتكررة ضد أطفال فلسطين وتقديم الجناة للمحكمة الجنائية
الدولية.
وأكدت المديرة العامة لجمعية الثقافة والفكر الحر الفلسطينية
مريم زقوت أن جرائم الاحتلال المتكررة ضد أطفال فلسطين أثارت غضب الأطفال، وجعلتهم
يشعرون أنهم يعيشون في مجتمع غير آمن.
وقالت -في حديث للجزيرة نت- "إن الطائرات الورقية والبالونات
تحمل رسائل صاغها الأطفال، للمطالبة بحقهم في الأمان والسفر والحرية، وحقهم في العلاج
وفق القوانين الدولية".
وأكدت أنهم يتعرضون لانتهاكات متكررة جعلت المواثيق الدولية
مجرد حبر على ورق، مشددة على أن ممارسات الاحتلال لن تثني الأطفال عن المطالبة بحقوقهم
بما يملكون من طرق ووسائل.
المصدر : الجزيرة