حل الأطر التنظيمة
داخل السجون.. القيد يتحدى السجان
الثلاثاء، 11 آب، 2015
رغم القيد، وإجراءات إدارة
السجون، إلا أن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، يمتلكون الإرادة القوية في مواجهة
القوانين التي تسعى إلى تطبيقها مصلحة السجون بتغطية ودعم من القرار السياسي لحكومة
الاحتلال.
وفي سبيل تحقيق المطالب
المشروعة، يلجأ الأسرى في سجون الاحتلال لاتخاذ خطوات عدة، من بينها ما يعرف بخطوة
"حل التنظيم"، وهي الخطوة التي أعلنت عنها كل من قيادة أسرى حركة المقاومة
الإسلامية "حماس"، وحركة الجهاد الإسلامي داخل السجون، أمس الأحد.
ولا يسعى الأسرى بالمطلق
إلى المواجهة مع إدارة السجون، إلا إذا انتزعت حقوقهم المشروعة، أو سحبت الإنجازات
التي تم تحقيقها عبر السنوات الطويلة، حيث تتدرج خطوات الاحتجاج ما بين الإضراب الجزئي
أو الإضراب الاستراتيجي، أو ترجيع وجبات معينة من الطعام، أو عن طريق إدخال عمال المرافق،
أو عن طريق الخطوة الأصعب "حل التنظيم" وهناك خطوات أخرى.
حل التنظيم
"حل التنظيم"،
هي مرحلة "كسر العظم مع إدارة السجون"، يلجأ إليها الأسرى بعد خطوات تدريجية،
للوصول إلى طريق شبه مسدود، ومزيداً من الصلف والتعنت من قبل إدارة سجون الاحتلال،
والتي تشمل الوسائل العقابية بحق الأسرى، عدا سحب الإنجازت (ضرب أسير، التفتيش العاري
بحق الأسرى أو ذويهم على الزيارة وغيرها، قمع سجن أو قسم)، ويعتبر الإضراب المركزي
والاستراتيجي أحد الخطوات التي يلجأ الأسرى إليها بعد حل التنظيم.
وحل التنظيم يعني؛
"نهاية مرحلة وبداية مرحلة جديدة"، مرحلة الحوار للدخول في مرحلة اللاحوار،
وفي الطريق للوصول إلى التصعيد مع إدارة السجون، وهي باختصار بداية عصيان منتظم، تبدأ
بإدخال عمال المرافق (كنتين، محلقة، مكتبة، مغسلة، عمال المردوان) وهم "أسرى قائمون
على خدمة إخوانهم"، بالإضافة لدخول المفوض بالحديث مع الإدارة داخل القسم، وتصل
الأمور بقطع الحديث مع إدارة السجن، ويترك باب واحد فقط من خلال "ممثل المعتقل"
(وهو الشخص المسؤول الفعلي والرسمي أمام إدارة السجن، والذي يمثل جميع الأسرى).
عند حل التنظيم لا بد من
وضع حد أدنى للحوار، إذا لبته الإدارة فمعه من الممكن العودة إلى استئناف الحوار والنقاش
حول الوصول إلى عودة الأمور كما كانت بتحقيق مطالب الأسرى.
قبل أشهر قليلة وفي سجن
نفحة بالتحديد "جنوب فلسطين المحتلة) عندما قمعت إدارة السجن الأمير العام لأسرى
حماس الأسير عثمان بلال وممثل المعتقل الأسير جمال الهور، حل التنظيم نفسه الأمر الذي
جعل من المستحيل على الإدارة تسيير الأمور، فتراجعت في اليوم الثاني وأعادتهم إلى مواقعهم
يوم جمعة.
حل التنظيم يعني أن تتكلف
الإدارة بكل الأعمال التي كان يقوم بها الأسرى لخدمة ذاتهم، من جميع المرافق، ويترتب
على ذلك إما أن يتم جلب سجناء جنائيين أو يقوم السجانون أنفسهم بتنفيذ الأعمال اليومية،
وفي الحالتين إرهاق لإدارة السجن، ولأن الأمر قد يترتب عليه مخاوف من قبل الإدارة من
إمكانية تطور الحالة للوصول إلى المواجهة اليدوية، وإبقاء السجن في حالة من عدم استقرار
وحالة من الاستنفار والترقب، بالتالي فإن الخطوة لن تبقى طويلا إذ من الممكن أن تصل
ليومين أو ثلاثة، إلا إذا تطورت لمرحلة الإضراب الاستراتيجي.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام