اللاجئون الفلسطينيون من سورية إلى البرج الشمالي
حماس: قدّمنا مساعدات بأكثر من مليون ونصف مليون دولار حتى الآن
عبير علي - خاص «لاجئ نت» - صور
حقوق اللاّجئين الفلسطينين تلاشت في ظل الأزمة السورية وتوافُد أعداد هائلة من النازحين الفلسطينيين من سورية إلى المخيمات الفلسطينية في لبنان.
وينطبق قول الشاعر أبو القاسم الشابي «إذا الشعب يوماً أراد الحياة.. فلا بدّ أن يستجيب القدر»، على هذا الشعب الفلسطيني الّذي تحمّل ويلات الحروب على مرّ تاريخه، أتته اليوم نكبة جديدة، يتقاسمها مع أخيه الفلسطيني في مخيمات الشتات.
مخيم البرج الشمالي، بعد أن كان يضيق على سكانه، فلا المأوى صحّي ولا المساحة تتسع السكان، حيث تبلغ مساحة المخيم 134000 متر مربع، وعدد سكانه حسب إحصاءات الأونروا 19600 لاجئ، أضف إلى ذلك عدد النازحين الذي فاق عددهم عن 3000 فرد. فقد أصبح اليوم مقصد من يبحث عن الأمان، فأهالي المخيم شرّعوا أبوابهم لأيواء اخوانهم الفارّين من ويلات حرب دامية، فأصبح البيت الذي لا يتسع عائلة، مأوىً لثلاث عائلات أو أكثر.
ولا تسل عن المعاناة الحقيقية لمَن لم يجدوا من يأويهم، وليس لديهم المال لدفع أجرة منزل بعد أن ارتفعت الأسعار وأصبحت استغلالاً لوضع النازحين، بل سل ما هو دور التنظيمات والفصائل الفلسطينية؟ ووكالة الأونروا والمؤسسات والجمعيات المحليّة واللّجان الشعبية في مخيّم البرج الشمالي، وهل هناك تنسيق حقيقي فيما بينهم ودراسة واضحة لحاجة النازحين؟
دور المؤسسات والتنظيمات
لعبت المؤسسات والجمعيات الآتية دوراً بارزاً في مساعدة النازحين من سورية وتفعيل حملات للتبرع:
- الوقفية الانسانية للاغاثة والتنمية
- مؤسسة بيت أطفال الصمود
- جمعية النجدة الاجتماعية
- جمعية الحولة
- الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية
- جمعية المرأة الخيريّة
- جمعية الشروق
- مؤسسة بيت المقدس
- جمعية نبع
- التضامن
- المجلس النروجي للاجئين NRC
- منظمة ارض البشر في لبنان TDH..
تداعت هذه المؤسسات لمساعدة النازحين، لكن هل تمّ التنسيق فيما بينهم جميعاً، وتوزيع المهام ونوع المساعدات التي تمّ العمل عليها.
لقد تنوّعت المساعدات بين حصص غذائية، ومواد تنظيفيّة، والفرش والحرامات، ومساعدات مالية، ودفّايات وملابس. هذا بالإضافة إلى افتتاح صفوف لإقامة برامج تعليمية وترفيهية للأطفال والمراهقين كبيت أطفال الصمود. وعند استفسارنا عن الحاجة الحالية الملحّة من بعض الأهالي كان الجواب الرئيسي هو المال، وذلك لدفع أجرة المنزل نظراً لغلائه وغلاء المعيشة في لبنان، حيث قال أحدهم «بلبنان لو الموظف يقبض 5000 دولار ما كثير عليه، الله يعينكم كيف متحملين هالحياة بهالطريقة».
دور حماس
«لاجئ نت» توجهت إلى المسؤول الإعلامي لحركة حماس في منطقة صور محمود طه وسألته عن الدور الذي تقوم به حركة حماس للنازحين، أجاب:
منذ بداية الأحداث السورية وتوافد النازحين، بدأت حركة حماس في تقديم كل ما يخفّف عن أهلنا اللاجئين من سورية إلى لبنان أعباء نكبتهم، وقد قدّمت بما يعادل مليون ونصف مليون دولار في مخيمات لبنان. قدّمت مساعدات نقديّة وأدوات تدفئة وفراش وملابس ومواد غذائية (640 حصة) وأدوية، كما تمّ افتتاح مراكز الطلاب ومركز تحفيظ القرآن في مخيم البرج الشمالي لإيواء عدد من العائلات، بالإضافة إلى تأمين عدد من البيوت المجانية، وترميم بعض المنازل، وذلك بناء لما أعدّه مركزالتسجيل لأحصاء النازحين الفلسطينيين والسوريين التابع لحركة حماس في المخيم.
أمّا على الصعيد العلاقات أضاف طه، «نحن نسعى للتواصل مع جميع المؤسسات والفعاليات واللّجان، وطرق كل الأبواب لمساعدة النازحين وتسهيل أمرهم للتنقل وتجديد الإقامة من دون دفع المال».
كما تواصل وفد من اللجان الأهلية في منطقة صور مع المجلس النروجي للاجئين الذي يرمم بعض المنازل لإيواء النازحين، وأكدا الطرفان على التواصل والتنسيق والتعاون من أجل مصلحة النازحين.
التوصيات
أولاً: تقديم الأونروا مساعدات مالية شهرية، بدل إيجار للنازحين تساعدهم على تخفيف العبء عنهم. وتزودهم بمساعدات غذائية، وتقيم أنشطة يوم ترفيهي للأطفال النازحين لرفع الضغط النفسي عنهم.
ثانياً: أن تعمل الجمعيات والمؤسسات والتنظيمات على التنسيق بينها لمصلحة النازحين ودراسة الحاجة ومتطلبات النازح.
ثالثاً: ضرورة وضع آلية من قبل مؤسسات المجتمع المحلي والفصائل واللجان لضبط أجرة المنازل في المخيم ومنع الاستغلال.
رابعاً: أن تتحمل الحكومة اللبنانية المسؤولية تجاه النازحين، وخصوصاً عندما تتسلم المبلغ من الدول المانحة في مؤتمر الكويت.
خامساً: استمرار تجديد إقامة النازحين وإعفاؤهم من أية تكاليف مالية، وهذا ما يحصل حالياً.
سابعا: توزيع المهام على المؤسسات والعمل على تحميل كل مؤسسة مهمة واحدة، كي لا تتضارب المساعدات والتقارير والإحصاءات، ولا يتشتت النازح بالسؤال.