القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

خبراء وباحثون في ندوة "اللاجئون الفلسطينيون":اهتمام "الربيع العربي" بالقضايا الداخلية أسقط شعارات تحرير فلسطين

خبراء وباحثون في ندوة "اللاجئون الفلسطينيون":اهتمام "الربيع العربي" بالقضايا الداخلية أسقط شعارات تحرير فلسطين
 

الإثنين، 16 نيسان، 2012

يوسف ابو السعود: وجود عدد كبير من اللاجئين بالأردن شكّل تحديًا كبيرًا لهوية الدولة الأردنية

أديب العربي: المؤسف ان مشروع الأردن كدولة للفلسطينيين لاقى صداه في العقل الأردني

محمد مشينش: اللاجئون في العراق تعرضوا لتهجير ممنهج ومنظم لم يكن بعيدا عن توجهات الأحزاب الكبيرة

عبد النور عنتر: عفوية الثورات العربية جعلتها تسقط من حساباتها عودة اللاجئين

ياسر علي: المصالحة الفلسطينية أحد أهم التأثيرات الإيجابية للثورات العربية لكنها لم تكن خطوة كاملة

اختتم الخبراء والباحثون والاكاديميون يومين من النقاش المركز حول قضايا اللاجئين الفلسطينيين في العالم العربي في الندوة التي نظمها مركز الجزيرة للدراسات بعنوان "اللاجئون الفلسطينيون في الوطن العربي: الواقع والآفاق"، حيث قدمت فيها اوراق قاربت قضية اللاجئين في الوطن العربي ودور الثورات العربية واثرها على الاوضاع الداخلية في فلسطين.

وفي ورقته التي حملت عنوان "تحديات الهوية لدى الشباب الفلسطيني في الشتات"، أكد الباحث الأكاديمي يوسف أبو السعود ان الشباب الفلسطيني في الشتات عاش وما زال يعيش أشواق العودة والحرية مع كل أمل في تحرير الأرض، حيث ظلت القضية الفلسطينية حاضرة في ساحة النضال العربي، إلى أن تم التخلي الرسمي العربي فعليًا عن القضية مع انطلاق عملية السلام مطلع التسعينيات من القرن الماضي، وبات اللاجئون الفلسطينيون — نتيجة لتغيرات سياسات الدول المضيفة — أسرى لعمليات فرض الواقع المعيشي وفقًا لما تقتضيه السياسة الجديدة، وكانت سياسة الانكفاء القُطري والعودة إلى حدود سايكس بيكو هي التي تسود المشهد الداخلي.

واكد ابو سعود وجود فارق كبير نسبي في سياسات التعامل مع الهوية الفلسطينية بين الدول المضيفة؛ وقال ان الدولة الأردنية على سبيل المثال وبالرغم من حصول معظم اللاجئين الفلسطينيين على العديد من المكتسبات المدنية، إلا أن التذبذب في الموقف من الهوية الفلسطينية تبعًا لتطورات العلاقة الأردنية مع الملف الفلسطيني ألقى بظلاله على سياسات الدولة تجاه فعاليات الحفاظ على الهوية الفلسطينية عوضًا عن ممارستها.

تحد للهوية الاردنية

واضاف الباحث ان وجود هذا العدد الكبير من اللاجئين الفلسطينيين المتمتعين بالجنسية الأردنية يشكّل تحديًا كبيرًا لهوية الدولة الأردنية، كما أن سياسات بعض الفصائل الفلسطينية، ومخاوف الوطن البديل، وسياسة الترانسفير المتبعة إسرائيليًا ساهمت وبشكل كبير في تأجيج المشاعر المتبادلة، والتي أفضت إلى صراع خفي بين الهويتين لم تفلح المقاربات المتعاقبة للحكومات الأردنية في القضاء عليه من خلال تشكيل ثقافة جامعة تحافظ على الهويتين باعتبارهما نقيضًا للعدو بدلاً من كونهما نقيضًا لبعضهما في الداخل، وهنا يبرز الدور المباشر لمعاهدة وادي عربة ودخول السياسة الأردنية معسكر السلام، وما تبع ذلك من آثار على ممارسة الهوية النضالية للاجئين في الأردن، خاصة مع حالة الانكفاء القُطري والانشغال بالهم الداخلي وبروز شعارات محلية بامتياز، تلك الشعارات التي اجتاحت المنطقة لتقضي على الأحلام الوحدوية والعروبية وأخوة الدين والنسب، وما تبع ذلك من إجراءات على الأرض تمثلت في إذكاء المقاربة الأمنية في التعامل مع اللاجئين الفلسطينيين، وما تبع ذلك من نشوء جيوب متطرفة لدى الشباب الفلسطيني والأردني في آن معًا، وما نسمعه ونراه على الشبكة العنكبوتية وملاعب الكرة خير دليل على ذلك.

وتطرق الباحث ابو السعود الى الوضع في لبنان وقال ان وجود العمل المقاوم في المخيمات وسياسات الدولة تجاه الحقوق المدنية للفلسطينيين على أراضيها إضافة إلى طبيعة التركيبة السياسية والطائفية للنظام السياسي اللبناني، كلها عوامل ساعدت في حالة الانشغال الفلسطيني بلقمة العيش والمستقبل الاقتصادي المجهول، وتركت المجال أمام بروز الهوية الفصائلية لبعض الشباب الفلسطيني، عوضًا عن حالة النقمة والسخط الشديد تجاه الظروف المعيشية البائسة التي ألقت بظلالها في شكل صراع شديد لدى الأجيال الجديدة وأصبح سؤال الهوية وممارستها ملحًا، بل ويشكّل ردة فعل على النظرة الدونية التي تتعامل بها السلطات مع الشباب الفلسطيني.

اللاجئون في سوريا

وفي تناوله لوضع اللاجئين في سوريا قال الباحث ان اندماج الفلسطينيين في الحياة الاجتماعية والاقتصادية في سوريا يخلق انطباعًا لدى الكثيرين بأن المخيمات الفلسطينية ليست معازل، لكن هوية اللاجئين الفلسطينيين تظل مختلفة ومتباينة عن السوريين، ولعل حالة الاصطفاف السياسي للنظام السوري في محور ما سُمي بالممانعة ألقت بظلالها على حرية ممارسة الهوية الفلسطينية، والتي كان لها الأثر البالغ في خلق حالة الانسجام التي ذكرناها، يضاف إلى ذلك أن أعداد الفلسطينيين المتواجدين في سوريا قياسًا الى أعداد الشعب السوري، لم تشكّل تحديًا مباشرًا للهوية الوطنية السورية.

وفي نهاية حديثه في الجلسة الاولى من اليوم الثاني اكد الباحث ضرورة الالتقاء والتواصل بين الفلسطينيين في فعاليات تجسد الهوية الفلسطينية بين الشباب، باعتبارها هوية نضالية تعتز بانتمائها إلى فضائها العربي والإسلامي،كما شدد الباحث على ضرورة العمل وبشكل منظَّم في الضغط على المؤسسات الدولية، وفي مقدمتها "الأونروا" في سبيل إدماج أنشطة الهوية الفلسطيني والتراث الفلسطيني في المناهج المقدَّمة لأجيال اللاجئين باعتباره حقًا إنسانيًا، ومدخلاً مهمًا لبناء قدرات الشباب الفلسطيني وترشيد ممارساته على الأرض وكذلك استثمار التغيرات الناشئة عن الربيع العربي في التخلص من حالة السلبية والخوف، في سبيل إعادة الاعتبار للروح الوحدوية العربية والهم المشترك، ووضع القضية الفلسطينية في مركزية هذه التحولات.

الفلسطينوفوبيا

في بحثه عن مفهوم الفلسطينوفوبيا الذي تناول الواقع الاجتماعي والسياسي للاجئين الفلسطينيين ركز الباحث أديب العربي وعرف الباحث (الفلسطينوفوبيا) بأنه الخوف من العامل الديمغرافي أو السياسي الفلسطيني بالوجود الفلسطيني لاجئًا في البلاد المضيفة، وقال انه ومع أن لكلٍّ غرضه من النفخ في بالون التناقضات مع هذا الوجود إلا أن ما جمع الكل هو الرغبة الأكيدة لديهم في تحجيم إمكانيات تسببهم في عدم استقرار الدولة المضيفة بأي شكل من الأشكال؛ ففي الأردن عندما أصبح اللاستقرار منوطًا بالوجود المسلح الفلسطيني دخلت الدولة الأردنية في حرب مع المنظمة، وتعاظمت مشاعر الشقاق بين الدولة برمزيتها والممثل الرسمي للفلسطينيين م.ت.ف وظلت العلاقة المتوترة قائمة على الخوف مما يسمى الوطن البديل إلى الآن. وفي سوريا عندما لم يلتق الخطان: الفلسطيني الرسمي ممثلاً بمنظمة التحرير والخط السياسي للدولة السورية وتمايزت التوجهات أوصلت المؤسسة السورية رسالتها غير القابلة للنسيان متمثلة في تل الزعتر وحرب المخيمات والملاحقات التي قامت بها أجهزة الدولة ضد العناصر (المشاكسة) من الفلسطينيين،

وقال انه بالنسبة للبنان فإن التجربة كانت أمرّ عندما تعلّق الأمر بدخول إسرائيل على الخط اللبناني وطرده للعنصر الفلسطيني المسلح وبالتالي تمكينه للدولة اللبنانية من أخذ زمام الأمور في إحكام القبضة على الوجود الفلسطيني هناك.

ظهور الفلسطينيين مكشوفة

وأضاف الباحث انه منذ ذلك الحين وظهْر الفلسطيني مكشوف أمنيًا ورأسه مسقوف سياسيًا، فالمشروع الذي تحدث عنه نتنياهو أو شارون أو غيرهما بحق الأردن كدولة للفلسطينيين لاقى صداه في العقل الأردني، وزاد من مفاعيله قدرة الفلسطيني على تحقيق اختراق اقتصادي كبير بسيطرته على مفاصل مهمة في الاقتصاد الوطني الأردني وهو ما ولّد شعورًا بأن الفلسطينيين يملكون البلد اقتصاديًا وهم موجودون فيها اجتماعيًا ولا ينقصهم من أجل إتمام فكرة الوطن البديل إلا التسلق إلى رأس النظام واستلامهم زمام الأمور.

واعتبر الباحث ان هذه المعطيات والأقاويل على بساطتها لاقت صدى لدى نخب كما أفراد وجماعات في الجانب الأردني وهو ما خلق حالة من التوجس والقلق على الرغم من أن الفلسطينيين جماعات أو أفرادًا لم يُبدوا تجاوبًا ولا قبولاً لهذه الفكرة وليسوا من دعاتها أو الراغبين بها.

وفي تناوله للفلسطينوفوبيا في لبنان قال الباحث زيادة إن عنصر التسييس الطائفي دفع بالقائمين على شأن الدولة اللبنانية إلى انتهاك حقوق الفلسطينيين التي يكفلها لهم القانون الدولي الإنساني كلاجئين؛ فمن حقهم العيش الكريم ومن حقهم أن يُعامَلوا بمستوى يليق بالإنسان وحقوقه لا أن يُحرَموا من سبعين وظيفة ومهنة يعمل بها نظراؤهم اللبنانيون؛ مما دفع بكثير منهم إلى البحث عن الهجرة إلى دول الغرب والتعلق بها ورؤيتها كمهرب من واقع مرير.

لاجئو العراق

القى الباحث محمد مشينش رئيس لجنة القدس في مركز العلاقات العربية التركية الضوء على معاناة اللاجئين الفلسطينيين في العراق وتعرض المئات منهم للقتل لاسباب الشحن الطائفي غير المفهومة في ظل تغاضي او شراكة حكومة في هذا الأضطهاد، وقال الباحث ان الملامح الطائفية لاستهداف الفلسطينيين في العراق كانت واضحة ومن منطلقات مختلفة؛ فمنها ما هو عقدي ومتوارث، وآخر متعلق بالنظرة الخاطئة للوجود الفلسطيني في العراق والمبنية على أعداد مبالغ فيها لهم وارتباطات موهومة بالنظام السابق، ومنها ما هو متعلق بمصالح شخصية للفئات الكارهة للوجود الفلسطيني.

واضاف الباحث مشينش: ولكن الأبرز هو أن ما حصل لهم من حملات استهداف وتهجير ممنهجة ومنظمة لم تكن بعيدة عن توجهات الأحزاب الكبيرة في العراق والراغبة بإخلاء العراق من العرب خصوصا الفلسطينيين، كتوجه عام لديهم يتضح من ممارساتهم العملية، فلم يتردد القيادي البارز في المجلس الإسلامي الأعلى بيان جبر صولاغ عندما شغل منصب وزير الداخلية بأن يوجه الاتهام إلى الفلسطينيين في قضية مفبركة جرت عام 2005، والتي جرى على أثرها تصاعد استهداف الفلسطينيين تحت هذه الذريعة، التي أثبتت زيفها وكذبها بعد أن أطلق سراح جميع المعتقلين في هذه القضية، كما لم تتردد الوزيرة سهيلة عبد جعفر وزيرة المهاجرين والمهجرين سابقًا بأن تطالب بطرد الفلسطينيين من العراق وترحيلهم إلى غزة على إثر انسحاب الكيان الصهيوني منها في عام 2005.

واكد الباحث ان حزب الدعوة الحاكم مسؤول عن أقسى الهجمات وأشدها على الفلسطينيين، ابتداء من عام 2005 إلى الآن، وعلى الرغم من الخطاب المرتفع الذي تبناه المالكي في القمة العربية (23) في بغداد؛ بأنه لن يسكت عما يجري للفلسطينيين في الأراضي المحتلة، فإن الكثيرين كانوا ينظرون إلى خيم اللاجئين في الصحراء العراقية في مخيم الوليد الحدودي.

اللاجئون والربيع العربي

من جانبه تحدث الباحث عبد النور بن عنتر انه من الأهمية بمكان أن نلاحظ أن القضية الفلسطينية كقضية "شعار تعبوي محدودة الحضور" التوظيف في "الربيع العربي"؛ حيث إن المنتفضين من الشباب العربي لم يرفعوا لافتات وشعارات تخصها، فما سر ذلك؟ هل تراجعت القضية الفلسطينية في سلم أولويات ما يُسمى مجازًا "الشارع العربي" الذي ظل دائمًا ينبض أيضًا على وقع الساعة الفلسطينية؟ فلا يبدو أن الأمر ينحصر في تراجع مكانة هذه القضية لدى الحامل الاجتماعي العربي، وإنما يعود إلى أسباب أخرى؛ أولها: أن الانتفاضات الديمقراطية العربية اتخذت منذ بدايتها طابعًا قُطريًا بمعنى أنها تحمل همومًا وطموحات محلية أساسًا، رغم تطورها في بيئة عربية، وهذا ما يفسر غياب الشعارات واللافتات ذات الأبعاد الإقليمية والدولية، فلا مساندة للقضية الفلسطينية ولا تنديد بالسياسات الإسرائيلية والأمريكية. ثانيها: أن الانتفاضات الديمقراطية العربية عفوية وغير منظمة؛ حيث تميزت عمومًا بافتقارها لبنية تنظيمية وقيادة واضحة ومحددة إلى درجة أنها "ثورات" بدون أبطال تقريبًا لأن البطولة جماعية.

وقال انه من هنا فالعفوية وغياب البنية التنظيمية جعلا الانتفاضات الديمقراطية تعبِّر أساسًا عن مطالب اجتماعية سياسية محلية، ثالثها: ربما وجود قناعة لدى المنتفضين العرب بأن فاقد الشيء لا يعطيه، وأنه لا يمكنهم دعم الفلسطينيين وأيديهم مكبلة بغلال الأنظمة التسلطية، ومن هنا فالدمقرطة محليًا هي خير سبيل لدعم القضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ورابعها أن التضخم في التوظيف السياسي والمزايدات على القضية الفلسطينية من قِبل الأنظمة طوال عقود قد تكون أثّرت، عن وعي أو غير وعي، على المنتفضين العرب على أساس أن هذه القضية كانت مطيَّة لأنظمة تسلطية لـتأجيل أمور ولتبرير أخرى.

الثورة السورية.. والفلسطينيون

واكد انه لما اندلعت الانتفاضة في مدينة درعا تبنّى النظام السوري إستراتيجية تقوم على تحميل الأجانب مسؤولية الاحتجاجات مدرجًا فلسطينيي المخيم القريب من درعا ضمن تلك العناصر الأجنبية ككبش فداء، رغم أنه دأب على تقديم نفسه كمساند للفلسطينيين، فهكذا لحق بهم من أوصاف ما لحق بإخوانهم في السابق في الأردن وفي لبنان. ولتوريط اللاجئين في حركة الاحتجاجات، تسللت عناصر من "الشبيحة" إلى مخيم اللاذقية خلال الأسابيع الأولى من الانتفاضة السورية لتخويف اللاجئين وإشعال فتيل الصراع الطائفي. فكان أن قام اللاجئون بوضع حواجز لمراقبة الدخول إلى المخيم. واستعاد الفلسطينيون بهذه المناسبة، حلقات درامية من تاريخ النزوح والتهجير (الكويت 1991، العراق 2003...)؛ لذا سعوا للإبقاء على مسافة ملائمة من الانتفاضة خوفًا من استهدافهم في أية لحظة.

واضاف "لم يكن هناك أي انخراط فلسطيني جماعي في الانتفاضة السورية، لكن هذا لا يعني أن فلسطينيين لم ينخرطوا فيها فرادى. واعتبر انه في الحقيقة فان موقف النظام السوري يتأرجح بين الاستهداف والتوظيف.

وقال انه بعد أن أوحى بتورطهم باعتبارهم عناصر أجنبية، حاول توظيفهم بالسماح ولأول مرة لمسيرة فلسطينية نحو الجولان المحتل في إطار "مسيرة العودة" التي انطلقت في وقت متزامن من الأراضي المحتلة، ولبنان والأردن نحو الحدود مع إسرائيل.

ولفت الى ان المسيرة جاءت في خضم "الثورات" العربية والمصالحة الفلسطينية، وبمشاركتهم القوية في هذه المسيرة برهن اللاجئون على أنهم فاعل أساسي في المسألة الفلسطينية رغم تهميشهم منذ إبرام اتفاقات أوسلو، ويبدو من هذه المسيرة وضحاياها أنها دلالة على تعبئة شعبية في أوساط اللاجئين تهدف إلى تحقيق بعض الأهداف: تجنب التورط في الأزمة السورية ورفض أي توظيف للاجئين في الصراع من قِبل النظام السوري أو من قِبل بعض الفصائل الفلسطينية.

واشار الى ان شعار "الشعب يريد إسقاط إسرائيل" حل محل شعار "الشعب يريد إسقاط الفصائل"، ويبدو أن التحركات التي عرفها مخيم اليرموك تشير إلى أن اللاجئين الفلسطينيين الذين استغلوا الوضع الإقليمي لإسماع صوتهم ينخرطون في حركة الاحتجاج ربما لقطع الطريق أمام بعض الفصائل الساعية إلى وقوفهم إلى جانب النظام. وهذا ما يجعلهم مستهدفين من قبل النظام السوري لمجرد رفضهم للفصائل الموالية له، ومن الواضح أن الحركة التعبوية للاجئين في سوريا تغييرية (باتجاه الداخل الفلسطيني)، بينما بقيت إصلاحية في الأراضي المحتلة كما أشرنا إلى ذلك أعلاه.

الربيع الفلسطيني

بدوره تحدث الباحث ياسر علي عن الربيع الفلسطيني، وقال ان ربيع الشباب الفلسطيني لكي ينفجر إلى قضية جامعة، بدلاً من أن يهتف "الشعب يريد إسقاط النظام"؛ فإن مجال حركته سيكون بأحد احتمالين، هما: "إنهاء الانقسام" و"إنهاء الاحتلال".

وقال انه بين رؤية تقول: إن مسيرات العودة هي "تمرين على الانتفاضة، وتغلّب فكرة أن المصالحة لن تسمح بانتفاضة موازية لمسيرة العودة، بل ستؤجلها بالاتفاق بين قيادتي حماس وفتح مع إصرارٍ على أن التغيير الفلسطيني يأتي من رأس الهرم؛ لا من قاعدته، وبين رؤية تقول: إن الانتفاضة ستترافق مع المسيرات، وبين هاتين الرؤيتين كان ما يشبه "الربيع الفلسطيني" قد تحرّك في مكان آخر.

وقال انه في 15 مارس 2011، كان موعد شريحة من الشباب الفلسطيني مع تحرك جماهيري لإنهاء الانقسام الداخلي، من خلال تجمُّعين مفترضين في رام الله وفي غزة، وتعاظم القلق في الحكومتين من أن يكون التحرك في أرض أحدهما مرتبطًا بالجهة المنافسة، فكانت الإجراءات حساسة، وخرج يومها رئيس حكومة غزة إسماعيل هنية في خطاب متلفز ومفاجئ يدعو رئيس السلطة محمود عباس لزيارة غزة، وقد اتخذ هنية هذا القرار بعد اجتماعات متواصلة لمواجهة التاريخ المحدد لمسيرات إنهاء الانقسام، ثم تعامل كل فريق بطريقته مع الفعاليات المفترضة لإنهاء الانقسام، رأى فيها البعض قمعًا غير مبرر لأنشطة شعبية وحدوية.

واضاف" انه كانت هذه المصالحة أحد أهم التأثيرات الإيجابية للثورات العربية؛ حيث تفاعل التحرك باتجاه المصالحة بين 15 مارس حتى 27 أبريل، حين تمّ التوقيع على الورقة المصرية في القاهرة، ولكنها لم تكن خطوة كاملة، وليست أساسية في فعاليات اللاجئين وحراكهم؛ فحراك اللاجئين الفلسطينيين في الوطن العربي وهم محور هذه الندوة، لا يندرج تحت مظلة تأثيره إنهاءُ الانقسام، والرأي الأكيد هو أن اتجاه تأثير الانقسام ومفاعيله السلبية كانت من الداخل إلى الخارج؛ لذلك فإن العمل على إنهائه يتم كذلك من الداخل إلى الخارج.

المصدر: الشرق القطري