القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

خلال العدوان.. الإعلام الفلسطيني هزّ شِباك الاحتلال

خلال العدوان.. الإعلام الفلسطيني هزّ شِباك الاحتلال
 

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام

بضربات موجهة مؤثرة؛ هزّ الإعلام الفلسطيني شباك الاحتلال الصهيوني خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، وسجل جملة أهداف في مرماه، رفعت رصيد المقاومة.

أما الفريق "المنهزم"، فعجز عن اللعب بروح رياضية، حيث فشل في تحقيق الأهداف، كما لم يستطع إنجاز التعادل، فصب جام غضبه على الإعلاميين اللاعبين المحترفين، وعلى مؤسساتهم الصحفية، فأوقع فيهم الشهداء والجرحى، فيما لحق الدمار بنحو 24 مؤسسة بأضرار متفاوتة.

يؤكد الخبير في الشؤون الصهيونية، الأستاذ في الأكاديمية الأمنية بغزة، ناجي البطة، أن الإعلام الصهيوني شن حربًا موازية للحرب العسكرية، لأن الاحتلال يرى في الإعلام جزءًا من المنظومة الحربية خلال المواجهات.

الإعلام الموجه

وبأقسامه الثلاثة (المقروء والمرئي والمسموع)، هدف الإعلام الصهيوني خلال الحرب الأخيرة إلى تحطيم نفسية الفلسطينيين والمقاومة، ورفع معنويات جبهته الداخلية وجيشه، ولم يكن هذا الإعلام ديمقراطيًّا، بل إعلامًا موجهًا، ويخضع لمقص الرقيب العسكري.

والرقيب العسكري في الكيان الصهيوني يحظر على أي وسيلة إعلامية، وخاصة المقروء منها كصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أو "هآرتس"، أو "معاريف"، وغيرها، أن تكتب ضد توجهات الانتصار في الحرب، والحرب المعنوية والنفسية الموازية للحرب العسكرية.

وقال البطة: "هذه الحرب الإعلامية لم تنجح إطلاقًا، رغم أن العدو يمتلك ماكينة إعلامية دولية، لأنها لم تعد الرواية الوحيدة التي يمكن تصديقها وترويجها، بل إنه أضحى هناك اليوم تشكيك في المجتمعات الغربية والدول صاحبة القرار في الرواية الصهيونية التي أصبحت غير موثوقة، في مقابل رواية فلسطينية دقيقة".

وأضاف: "على الأرض، هناك جاليات إعلامية عربية تقوم بدور إعلامي ميداني، أفقد الإعلام "الإسرائيلي" القدرة على اختراق المنظومة المعرفية للرأي العام العالمي، بالتالي المنظومة الإعلامية "الإسرائيلية" في العالم وفي الكيان نفسه في تراجع، لأن المجتمع "الإسرائيلي" بات يصدق المقاومة أكثر مما يصدق إعلام بلاده" حسب البطة.

تأثير الإعلام الفلسطيني

أما الإعلام الفلسطيني خلال الحرب، كما يراه الخبير بالشأن الصهيوني، فكان إعلامًا ناضجًا، واعيًا، موازيًا لخط المقاومة في الدفاع عن شعبها، وفضح الجرائم الصهيونية ضد الأطفال والنساء والشيوخ، والتي تتنافى مع الحد الأدنى للمعايير الدولية.

واستذكر البطة أثناء حديثه مقولة لجنرال صهيوني خلال الحرب الأولى على غزة 2008/2009، والتي قال فيها: "إنه لو كان الإعلام الفلسطيني بشكله الحالي موجودًا عام 48 لما قامت دولة الكيان".

يعقب البطة: "هذا دليل على قوة تأثير الإعلام من ناحية، ودليل على أن هناك مجازر ومذابح ارتكبها الاحتلال ويخاف من الإعلام القادر على كشفها".

والجبهة الداخلية في الكيان الصهيوني، كما يقدر المحلل السياسي الفلسطيني، أصبحت الآن "مهلهلة مرتبكة، قلقة جدًّا حتى على مستقبل المشروع الصهيوني، والجمهور الصهيوني يستمع للمقاومة وخاصة الذراع الأقوى فيها كتائب القسام، ليرتب أمور حياته وفقًا لما يصدر عنها".

وعلى مدار الأيام الثمانية من العدوان على غزة، ارتكب الاحتلال الصهيوني عددًا من المجازر المروعة، التي ذهب ضحيتها عائلات بأكملها، واستهدفت أحياء بأكملها، وضربت جسورًا، ومواقع أمنية، وأراض زراعية، ومقرات حكومية.

الإعلام المقاوم

من جهته؛ اعتبر أستاذ الإعلام في الجامعة الإسلامية بغزة الدكتور جواد الدلو أن الإعلام الفلسطيني في الحرب الأخيرة على غزة أبلى بلاءً حسنًا وتميز تميزًا بارعًا، وانتصر على الإعلام الصهيوني المهزوم، بالضبط كما انتصرت المقاومة على جيش الاحتلال.

وأشار الدلو إلى أن "دور الإعلام كان واضحًا في إبراز الأعمال الجهادية، وانتصارات المقاومة، وتمتين الجبهة الداخلية، والرد على الدعاية الصهيونية".

ويختلف الدور الذي لعبه الإعلام في هذه الحرب عن المواجهات السابقة، فهذه المرة لم يكن الإعلام العربي المتفرد بتغطية حرب غزة كما كان خلال الحرب السابقة مثلاً، لكن المتصدر كان الإعلام الفلسطيني، والذي بات مرجعًا تؤول إليه كافة وسائل الإعلام العربية والدولية.

فضائية "الأقصى"

ورغم أن كل وسائل الإعلام كان لها دور مشهود خلال الحرب، إلا أن الدلو رأى دورًا مميزًا لقناة الأقصى الفضائية -التي استشهد اثنان من العاملين فيها- لتاريخها وإمكاناتها وجماهيريتها الكبيرة على المستوى الدولي.

وقال: "الأقصى كانت سبّاقة في هذا المجال، وهي من أول الفضائيات التي أنشئت، ولها تجارب سابقة في تغطية الحروب والمواجهات مع الاحتلال، وقد اكتسبت خبرة في عملية التغطية، وأصبح مراسلوها لهم دراية في هذا المجال، لكن بشكل عام الإعلام الفلسطيني كان إعلامًا رائعًا، ترفع له القبعات وتنحني لهم الجباه".

وشدد الدلو على أهمية المؤتمرات الإعلامية المتوازنة التي خرج بها الناطق باسم كتائب القسام "أبو عبيدة"، والرسالة التي وجهها قائد القسام محمد الضيف، "وتأثيرها الدعائي والنفسي على معنويات العدو".

وكان رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة إسماعيل هنية أشاد بالجهود الإعلامية الكبيرة التي بذلها الصحفيون والإعلاميون خلال العدوان على غزة، مشيرًا إلى دورهم العظيم في تغطية جرائم الاحتلال.

وخاطب هنية -خلال كلمته التي وجهها للصحفيين في حفل تكريم الشهداء والجرحى الصحفيين في الحرب على غزة الاثنين (26-11)- الصحفيين قائلاً: "أيها الصحفيون والإعلاميون أنتم فدائيون، تحركتم تحت القصف وأزيز الطائرات من أجل الحقيقة".

واعتبر رسالة الإعلام الفلسطيني "أحد الروافع الأساسية لحماية الجبهة الداخلية الفلسطينية"، مشيدًا باختراق الإعلام الفلسطيني لوسائل الإعلام الصهيونية، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني سجل انتصارًا عسكريَّا بالمقاومة وانتصارًا سياسيًّا، وكذلك انتصارًا إعلاميًّا على الاحتلال الصهيوني خلال العدوان".