القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

تقارير إخبارية

خلف جدران الصمت: أزمة التعليم في مخيم برج الشمالي


خاص – لاجئ نت|| الثلاثاء، 14 كانون  الثاني، 2025

في قلب مخيمات اللجوء الفلسطيني، حيث تتجذر معاناة شعب بأكمله، تتوالى الأزمات لتضرب في صميم الحياة اليومية. وفي أحدث فصول هذه المعاناة، جاء قرار وكالة الأونروا بإغلاق مدرسة فلسطين في مخيم برج الشمالي ليُلحق جرحاً غائراً في نفوس اللاجئين، خاصةً أطفالهم. هذا القرار، الذي اتخذ بحجة الأضرار التي لحقت بالمبنى وارتفاع تكاليف الإيجار، كشف عن الوجه القبيح للسياسات التي تستهدف حرمان الفلسطينيين من أبسط حقوقهم، ألا وهو حقهم في التعليم.

أكثر من مجرد مدرسة

مدرسة فلسطين لم تكن مجرد مبنى، بل كانت ملاذاً آمناً لأطفال يعيشون في ظل ظروف قاسية، كانت رمزاً للأمل والمستقبل، وكانت الشرارة الأولى التي تضيء عقولهم وتنمي قدراتهم. إغلاق هذه المدرسة ليس مجرد خسارة مادية، بل هو اغتيال لحلم بأكمله، هو حرمان أجيال من الفلسطينيين من حقهم في التعليم، وهو ضربٌ مباشر في صميم هويتهم الوطنية.

أسباب خفية أم مبررات واهية؟

تبرير الأونروا لقرارها بإغلاق المدرسة بوجود أضرار جسيمة وارتفاع تكاليف الإيجار يثير الكثير من الشكوك. فهل فعلاً تعاني المدرسة من أضرار بهذا الشكل؟ وهل ارتفاع تكاليف الإيجار هو العائق الحقيقي أمام استمرار العملية التعليمية؟ أم أن هناك أسباباً أخرى خفية تدفع الأونروا لاتخاذ مثل هذه القرارات؟ يرى الكثيرون أن هذا القرار هو جزء من مخطط أوسع يستهدف تقويض التعليم الفلسطيني، وتقليص الخدمات المقدمة للاجئين، وبالتالي إضعاف صمودهم.

الضحايا الحقيقيون: أطفال مدرسة "فلسطين"

في خضم هذا الصراع، يبقى الطلاب هم الضحايا الأبرز. فبعد أن كانوا يحلمون ببناء مستقبل أفضل لأنفسهم ولشعبهم، وجدوا أنفسهم محرومين من أهم أداة لتحقيق هذا الحلم، ألا وهي التعليم. إن إغلاق المدرسة يعني حرمان مئات الطلاب من بيئة تعليمية آمنة ومناسبة، وتشتيت تركيزهم، وتأخير مستواهم الدراسي. كما أنه يعني زيادة العبء على المدارس الأخرى في المخيم، مما يؤثر سلبًا على جودة التعليم المقدّم لجميع الطلاب.

تداعيات وخيمة على المجتمع الفلسطيني

تأثير إغلاق مدرسة فلسطين لا يقتصر على الطلاب فقط، بل يمتد ليطال المجتمع الفلسطيني بأكمله. فالتعليم هو الركيزة الأساسية لبناء المجتمعات، وهو السلاح الأقوى في مواجهة التحديات التي يفرضها الاحتلال الاسرائيلي. حرمان الأطفال من التعليم يعني حرمان المجتمع من الكفاءات والقدرات التي يحتاجها للنهوض والتقدم. كما أنه يشجع على اليأس والإحباط، ويقوض الإرادة في مواجهة الاحتلال وتحقيق حلم العودة.

نداء عاجل للمجتمع الدولي

إن إغلاق مدرسة فلسطين في مخيم برج الشمالي هو جريمة بحق التعليم وحقوق الإنسان. لا يمكن السكوت عن هذا الانتهاك الصارخ. ندعو المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إلى التحرك الفوري للضغط على الأونروا لتراجع عن قرارها، وتوفير الدعم المالي واللوجستي اللازم لإعادة تأهيل المدرسة، وتوفير مستلزمات التعليم الأساسية. كما ندعو جميع المرجعيات الفلسطينية والفصائل الفلسطينية والمؤسسات الفلسطينية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه قضية اللاجئين الفلسطينيين، وتقديم الدعم اللازم لقطاع التعليم في المخيمات.

رغم كل الظروف الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني، فإن إرادته في الحياة والتطلع إلى المستقبل لا تزال قوية. إننا على يقين بأن أطفالنا سيتجاوزون هذه العقبة، وسيتلقون تعليمهم، وسيساهمون في بناء مستقبل أفضل لفلسطين. لن نسمح لأحد أن يسرق أحلامنا، وسنبقى صامدون حتى تحقيق النصر.