ذكريات النكسة.. إعلام كاذب وأسلحة تالفة وجيوش
فرَّارة
السبت، 06
حزيران، 2015
يستذكر المواطن محمد السعدي في الذكرى الثامنة
والأربعين للنكسة والتي توافق الخامس من حزيران ذكريات كثيرة بدءا من أكاذيب صوت العرب،
مرورا بالانسحاب المذعور للجيوش العربية، وانتهاء بحالة من الفقر والجهل والإشاعة سيطرت
على الساحة الفلسطينية، وانتهت بتمدد "إسرائيل" ستة أضعاف مساحتها في ستة
أيام.
ويروي السعدي من سكان جنين شمال الضفة الغربية
المحتلة حين كان يتم تجميع الشباب وتدريبهم قبيل الحرب من أجل الدفاع عن أراضيهم وتدريبهم
على الأسلحة، وكان واضحا أن الموضوع مجرد رفع عتب بلا خطط ولا تسليح.
وبدوره، يستذكر المواطن محمود جرادات شهداء الجيش
الأردني في معسكر اليامون غربي جنين، حين أطلقت دبابات الاحتلال قذائفها على نقطة تجمعهم
في منطقة أبو حوران، وتسلل أبناء البلدة ودفنوهم فيما تسمى المقبرة اليوم مقبرة الشهداء.
ويؤكد أن كل العوامل كانت مهيأة للهزيمة، فالناس
تعيش في فقر شديد وبالتالي تتدبر كسرة الخبز، والإشاعات والجهل يضرب أطنابه إضافة إلى
الحكم المتسلط وكثرة الفساد وانتشار المحسوبيات.
الإعلام الكاذب
ويشير إلى الدور السلبي للإعلام سيما إذاعة صوت
العرب التي أشعلت العرب ضجيجا بانتصارات وهمية، وكانت لها متابعة كبيرة، وكان صوت أحمد
سعيد وبلاغات الجيوش العربية وخطابات عبد الناصر تشغل الجميع، ليكتشفوا فجأة أن كل
ذلك مجرد أكاذيب.
ويضيف: "وقتها، كانت أجواء الاستعداد للحصاد
على قدم وساق، أما حرارة الصيف فلا تُحتمل، وفر معظم الأهالي إلى بلدات بعيدة، وبعضهم
أجبرته الإشاعات والحرب النفسية، ورعب الحرب على الفرار إلى الأردن".
ويستهزئ بمستوى الجهل والتخبط حينها قائلا:
"حين اقتحم جيش الاحتلال المدن والبلدان ظن كثيرون أن هذه هي الجيوش العربية جاءت
لتحريرنا وخرجوا بالزغاريد ليكتشفوا أنهم يهود".
ويضيف: "كثيرون هربوا للأردن، وأنا منهم،
ولكننا عدنا بعد أيام من النكسة عبر قطع نهر الأردن حيث كانت الحركة سهلة والحدود غير
مضبوطة والناس تخرج وتأتي للأردن عبر منطقة الشريعة بالجرارات أو على الأقدام".
ويشير إلى أنه شاهد الجيش الأردني ووحدات الدفاع
والحرس الوطني والمتطوعين ينهارون بسرعة ويختفون، فيما طائرات الاحتلال وجيشه يسابق
الخطى لاحتلال التلال والجبال والسهول دون مقاومة تذكر.
ويؤكد من عايشوا نكسة حزيران الفرق الكبير بين
الأمس واليوم، مشيرين إلى أن الجيل الجديد من الفلسطينيين استطاع أن يحقق اختراقات
حقيقية جعلت الاحتلال غير قادر على التمدد.
ويؤكد جرادات أنه وخلال الحرب الأخيرة على قطاع
غزة كان يقارن في مخيلته بين المقاتل الفلسطيني الجديد وبين ما شاهده في نكسة حزيران
مما أحيى الأمل لديه بالقدرة على التحرير.
ونكسة حزيران تعرف أيضا بحرب 1967 وتسمى كذلك
حرب الأيام الستة، ونشبت بين "إسرائيل" وكل من مصر وسوريا والأردن بين 5
حزيران/يونيو 1967 والعاشر من الشهر نفسه، وأدت إلى احتلال "إسرائيل" لسيناء
وقطاع غزة والضفة الغربية والجولان.
المصدر: وكالة صفا