القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

رفض أهالي «البارد» تسيير دوريّات للجيش تمهيد لشاكر عبسي جديد وجهات تسعى الى جرّ الفلسطينيّين كورقة حان رميها على الطاولة

رفض أهالي «البارد» تسيير دوريّات للجيش تمهيد لشاكر عبسي جديد
جهات تسعى الى جرّ الفلسطينيّين كورقة حان رميها على الطاولة
 

الثلاثاء، 19 حزيران، 2012

تقف الساحة المحلية على مفترق طرق خطر جداً في ظل تصاعد العنف الدموي في سوريا وتداعياته على لبنان التي اصابت الشمال اللبناني بشلل نصفي من خلال رسائل «الاينرغا» ورصاص القنص بين فترة واخرى المتبادل بين باب التبانة وجبل محسن وتبرؤ كلا الفريقين من المسؤولية وزاد الطين بلة الانزلاق الفلسطيني الى دائرة الاحداث من زاوية غير متوقعة وهي مخيم نهر البارد الذي لم يكتمل اعماره بعدما دمر في معارك الجيش وامارة شاكر العبسي الاسلامية التي وجدت في المخيم المذكور ساحتها المثالية وفق الاوساط المواكبة للمستجدات.

وما يخشاه المراقبون في الآتي الأعظم انه اضافة الى المجريات الشمالية فان المعارك على الحدود اللبنانية ـ السورية تنال البلدات المحاذية لها نصيبها من الرصاص الطائش وبعض القذائف التائهة في القتال الدائر بين الجيش السوري والفصائل المسلحة التي تنضوي تحت عنوان «الجيش السوري الحر» وكأن الامر لا يكفي ليعود «بعبع» الاغتيالات الى الواجهة عبر الكلام عن معلومات وصلت الى الرئيس فؤاد السنيورة تحذره من ان محاولة اغتياله باتت عملية قيد التنفيذ بعدما انتهى التخطيط لها اضافة الى ورود لائحة طويلة بأسماء سياسيين موزعين على فريقي 8 و14 آذار باتت برسم الاغتيال ولعل اللافت قضية محاولة اغتيال الرئيس نبيه بري على يد مجموعة فلسطينية وفق التسريبات ادى كشفها من خلال بري نفسه الى خروج مجموعة فلسطينية معروفة من عين الحلوة الى خارج المخيم قيل انها ذهبت للمشاركة في نصرة المعارضة السورية في وقت شككت فيه بعض المراجع في أن هؤلاء ربما استقروا في الشمال لهدف في نفس يعقوب.

تتوقف الاوساط نفسها حول ما جرى في نهر البارد وادى الى سقوط قتيل وبضعة جرحى اثر قيام مجموعة من الشباب والفتيان بمهاجمة الجيش اللبناني بالحجارة وكأنه العدو الاسرائيلي علماً أن السبب الذي يقف وراء ذلك تافه وبسيط ولا يشكل مبرراً لما قام به سكان «مخيم نهر البارد» الذين ثاروا بعدما تم توقيف فلسطيني على دراجة نارية لا يحمل اوراقاً ثبوتية فهل تنفيذ الجيش المشهود له بالكفاءة والشفافية لمهماته بات يشكل عبئاً على من يحميهم من انفسهم ومن محاولة جرهم الى مستنقع لا ناقة لهم فيه ولا جمل خصوصاً أن «مخيم نهرالبارد» تواطأ بطريقة أو بأخرى مع تنظيم «فتح الاسلام» حيث أمن له المخيم المأوى والملجأ والدرع البشري في قتاله مع الجيش الذي ميز يومذاك بين المدنيين الفلسطينيين والطارئين الذين اختطفوا المخيم بمن فيه وما فيه.

ولعل أخطر ما في المسألة أنه على وقع الاتصالات بين المعنيين واللبنانيين التي حصلت على وقع الاطارات المشتعلة المطالب التي تقدم بها سكان المخيم منها ما هو مقبول ومنها ما يخبىء نوعاً من المؤامرة فاذا كان بعض المطالب ينحصر في فك الطوق الامني عن المخيم ليتواصل مع محيطه من اللبنانيين فماذا يخفي الطلب الفلسطيني بعدم تسيير دوريات راجلة للجيش اللبناني في المخيم الا يعني هذا الامر شيئاً؟ وأقله تحويل المخيم الى بؤرة امنية على غرار بقية المخيمات الفلسطينية في المرحلة التي تنعقد فيها طاولة الحوار للنظر في السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وداخلها لا سيما أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سبق وأعلن أن السلاح في المخيمات وخارجها غير شرعي وأن للدولة اللبنانية حقاً في أبسط سيادتها على كل ترابها ما يعني ان الانزلاق الفلسطيني الى الساحة المحلية احتمال أو ورقة تحاول الجهات الخارجية لعبها على الطاولة الاقليمية وليس الأمر غريباً لأن الفلسطينيين كاللبنانيين تماماً لم يتعلموا درساً واحداً من المآسي التي أحاطت بهم فاذا كانت الاحداث اللبنانية صنعتها نظرية هنري كيسنجر بأن يكون لبنان وطناً بديلاً للفلسطينيين أو مقبرة لهم على خلفية قوله إن مشكلة الشرق الأوسط هي مشكلة شعب زائد فقد قاتل الفلسطينيون على ساحات أبعد من ساحتهم المركزية وتمثلت بتوريطهم في أحداث الدول المضيفة لهم سواء في الاردن أو لبنان وحالياً سوريا من خلال تورط مخيم «الرمل الجنوبي» في اللاذقية في أحداث سوريا وكذلك «مخيم اليرموك» الذي كان سباقاً في دعم «الثورة السورية» في درعا فهل ينأى الفلسطينيون بأنفسهم عن المشاكل في البلدان المضيفة لعدم غرقهم في وحولها أم أن نأيهم في ذلك على الطريقة اللبنانية بحيث ينأى لبنان رسمياً عن الاحداث في سوريا بينما قسم من اللبنانيين يرفض هذا «النأي» وتورط في الاحداث السورية من رأسه حتى أخمص قدميه وربما هذا سبب من الاسباب التي تعيد الساحة الى «بعبع» الاغتيالات واستيراد النيران السورية الى الهشيم الداخلي.

المصدر: اسكندر شاهين - الديار