القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الجمعة 29 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

ريشة "الزمر" ترسم عبارات الأمل فوق قذائف الاحتلال!

ريشة "الزمر" ترسم عبارات الأمل فوق قذائف الاحتلال!


الأربعاء، 01 نيسان، 2015

في الحديقة الخلفية لمنزله وسط مخيم البريج، يحوّل الفنان محمد الزمر (35 عامًا) شظايا القذائف والصواريخ إلى تحف فنية يوسمها بعبارات تحمل طابع الأمل والحياة في غزة المحاصرة والمجروحة بعد 3 حروب.

من قديم يرسم محمد أشكالاً فنية ويخط عباراته على أكواب الشراب وأطباق الطعام والقطع الخشبية والمعدنية.. قبيل عيد الأم الماضي اختار صناعة لوحة مبتكرة من أحد ألواح نبات الصبّار، فكتب فوقها "أمي".

لم يتخذ من تلك الموهبة مهنةً له، فهو دائم التنقل بين فرص عمل مؤقتة خاصة في مجال مبيعات (العطور - الأعشاب - الزيوت) وإن كان لا يمانع إن تمكن الارتزاق من تحفه الفنية التي ينشر صورها على صفحته على برنامج الفيسبوك.

البداية

على شظايا القذائف والصواريخ كتب عبارات ملونة من قبيل "ابتسم أنت في غزة - على هذه الأرض ما يستحق الحياة - في غزة لا نستسلم، ننتصر أو نموت - ما زلنا واقفين.. وعبارات أخرى تركز على الأمل والصمود".

بدأت حكايته سنة 2009 عقب انتهاء حرب "الفرقان"، حين أثاره مشهد أطفال صهاينة يكتبون عبارات عنصرية فوق القذائف والصواريخ التي يطلقها الاحتلال على غزة.

ويضيف: "كانوا يكتبون عبارات باللغات الإنجليزية والعبرية والعربية ضد غزة، فأردت تحويل رسالة الموت تلك إلى رسالة حياة، فكانت تجربتي الأولى مع صاروخ أرض أرض صنعت حرارته التي تفوق 1000 درجة، أشكالاً عشوائية تخيلتها أنا بطريقتي وكتبت عليه بألوان زاهية عبارات مثل "ابتسم أنت في غزة..!".

رسالتي

أراد إعادة إنتاج ميل الأطفال ونشطاء الحراك الوطني في غزة؛ حيث كانوا يستخدمون ألوان الطلاء في انتفاضة الحجارة وانتفاضة الأقصى وفعاليات ما بعد الحروب والغوص بداخلها لتحويل النار إلى حياة طفولية، كما يقول.

يطوف محمد على كل من يحتفظ بشظية أو بقايا قذيفة أو صاروخ يقنعه حينًا ويساومه حينًا آخر، فالبعض يعتبرها نذير شؤم، وآخرون يرون في الاحتفاظ بتلك الشظايا ذكرى مهمة.

اكتسب محمد خبرةً بأنواع القذائف والصواريخ، واندهش كثيرًا من خبرة سكان الحدود بأنواع وأصناف تلك القذائف حتى أصبح يفرق جيدًا بين "صاروخ طائرة استطلاع - صاروخ أرض أرض - قذيفة مدفعية - قذيفة إنارة" وغيرها.

رغم أنه جمع كمية كبيرة من الشظايا بعد حرب "حجارة السجيل"، إلا أن حرب "العصف المأكول" وفرت له مادة دسمة، ولعل أشهر ما كتبه عليه هو بقايا صاروخ إف 16 ضخم سقط قرب "دوار ملكة" جنوب مدينة غزة.

وكتب فوق الصاروخ بعد طلائه وتجميله أسماء عدة أطفال من مناطق متفرقة لم يتجاوز أكبرهم 4 سنوات، في حين كانت أصغرهم تبلغ شهرين، فيلفت نظر العالم إلى طفولتهم.

وأضاف: "أردت الخروج عن التعقيد فاخترت كتابة عبارة "قف" باللغة العربية والإنجليزية وطبعت "راحة ابني الصغير" فوق الصاروخ بلون الدم وكتبت أسماءهم وعمرهم الصغير فقط لأن من يشاهدني هم عرب وغير عرب من الداخل والخارج.

حلمي

رغم أن كثيرًا من وسائل الإعلام زارت محمد، ونشرت قصته بطرق مختلفة، إلا أنه حتى اليوم دائم البحث عن مبتغاه في المناطق الحدودية، وقد رفض مؤخرًا مقابلة القناة العاشرة الصهيونية حتى لا يمنح الاحتلال وجمهوره صورة مشرقة بعد جرائمه في غزة، حسب قوله.

ورغم أن ريشة الفنان "الزمر" تكتسب خبرةً متزايدة مع مرور الأيام، إلا أن مقتنياته لا زالت حبيسة حديقته ومعمله الصغير الذي يشكل له مصدر إلهام متكرر من تواصل حروب وحصار غزة.

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام