"زوال إسرائيل".. حديث الساعة في الشارع
الفلسطيني
رام الله/ غزة - المركز الفلسطيني للإعلام
"الحرب علمتني أن زوال (إسرائيل) ممكن
.. وأقرب مما نتخيل"؛ هذه عينة من تصريحات عديدة يطلقها الفلسطينيون أثناء حديثهم
عن النصر الذي حققته المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة على أقوى جيوش العالم.
فقد أصبح تداول فكرة زوال الكيان الصهيوني
حديث الساعة في الشارع الفلسطيني، الذي يتحدث بنفس المنتصر عسكريًا هذه المرة، بعد
أن كان يتحدث في الحرب الماضية عن الانتصار بصموده، على الرغم من الشهداء الذي سقطوا
خلال العدوان على قطاع غزة.
أقرب مما نتخيّل
يقول عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة
الإسلامية "حماس"، عزت الرشق، في كلمات كتبها على صفحته على موقع التواصل
الاجتماعي "فيسبوك"، إن الحرب الأخيرة ضد القطاع أثبتت أن زوال إسرائيل ممكن
التحقيق، بل أشار إلى أنا ما حصل جعل هذه الفكرة قريبة، ويضيف باختصار "الحرب
علمتني أن زوال (إسرائيل) ممكن .. وأقرب مما نتخيل".
أما القائد العام لـ "القسام"،
محمد الضيف، والذي لا يخرج بخطابات إلا نادرًا، فطالب في رسالة مقتضبة خلال العدوان
على غزة، الأمة إلى "حشد طاقاتها لاجتثاث الكيان الصهيوني"، معتبرًا أن
"أمد هذا الكيان طال، وقد حان الوقت لتطهير المسجد الأقصى من دنسه".
ويؤكد رمضان عبد الله شلح، الأمين العام
لحركة الجهاد الإسلامي، أن المقاومة تمكنت من الإجابة على سؤال حائر قائم منذ عشرات
السنين "كيف يمكن أن تتحرر فلسطين؟"، ويقول "عندما يوجد الإنسان الفلسطيني
من مثل هؤلاء المقاتلين مع قليل السلاح، نستطيع أن نقض مضاجع العدو ونفقده الأمن والأمان
ونفقده الاستقرار، ونفقده الإحساس بعلاقته بهذا المكان وبهذه الأرض حتى يغادروا إلى
حيث جاؤوا في مكان آخر في العالم".
التحرير مرمى حجر
وأصبح العجز الصهيوني، لا سيما العسكري،
واضحًا تقرأه جميع الفصائل الفلسطينية بلغة واحدة تقريبًا؛ بما فيها "فتح"
التي خاضت باسم الشعب الفلسطيني مفاوضات مع الاحتلال لعشرين سنة، دون أن تحقق أي نتيجة
تذكر.
فقد اعتبر القيادي في حركة "فتح"
قدورة فارس أن العقيدة القتالية لدى دولة الاحتلال تصدعت عبر ما لا يقل عن ثلاثة عقود
من الزمن. موضحاً أن ذلك الأمر بدأ في حرب الاحتلال على لبنان عام 1982 والتي كانت
طويلة ومن ثم جنوب لبنان والحرب على حزب الله عام 2006 إلى عدوانه على غزة عامي
2008 و2012 والتي لم يحقق فيها الجيش أهدافه.
وأوضح فارس في تصريحات لوكالة قدس برس،
أن دولة الاحتلال وبناءً على المتغيرات ضعفت ولم تصبح تلك الدولة صاحبة الجيش القوي
الذي يحقق أهدافه بوضوح وسرعة. وأعاد ذلك إلى أن الكيان عبارة عن جيش وركب عليه دولة
وليس دولة تبني جيشاً إذ لم يعد لدى ذلك الجيش القدرة على الحسم والانتصار الواضح.
وبنفس المنتشي بالنصر والفخر؛ تحدث أحد
مقاتلي "كتائب القسام"، للوكالة عن شعور المقاومين في غزة، عقب ما تحقق في
معركة "حجارة السجيل"، مؤكدًا أن ما قبل الحرب ليس كما بعد الانتصار في هذه
الحرب بالقوة.
ويضيف "بعد نجاح المقاومة في هزيمة
الكيان الصهيوني وجيشه بالرغم من تطوره وامتلاكه قدرات لا تقارن مع ما لدى المقاومة؛
أصبح الجميع يرى أن تحرير القدس أصبح مرمى حجر. وزاد على ذلك "هناك من أخذ على
نفسه العهد بتحرير فلسطين في غضون سنوات قد لا تتجاوز اليدين".
أصبح واقعًا
ويرى المحلل السياسي الفلسطيني عبد الستار
قاسم أن "الحديث اليوم عن زوال إسرائيل أصبح واقعًا"، ويقول "إن هذا
الزوال سيكون سريعًا وأصبح واضحًا منذ عام 2006، وظهرت إسرائيل على حقيقتها بأنها واهية
وضعيفة جدًا ولم تكن تنتصر إلا بفضل تواطؤ الأنظمة العربية ولا تستطيع تحقيق انتصارات
بعد اليوم".
واعتبر قاسم، وهو أستاذ العلوم السياسية
بجامعة النجاح الفلسطينية بنابلس، أن "ما حصل في غزة مؤخرًا من هزيمة لإسرائيل
يؤكد بأن الكيان لم يعد يمتلك مقومات البقاء، فمن الناحية الجغرافية تحتل حيزا ضيقًا
بحيث يمكن تغطيته بالصواريخ وليس بحاجة إلى قنبلة ذرية، كما أن عدد سكان إسرائيل قليل
مقارنة مع العالم العربي والإسلامي، واقتصادها لا يمكن إلا أن يبقى اقتصاد دولة صغيرة،
وحلفاؤها ليس من المتوقع أن يبقوا حلفاء لأن لهم مصالح وهم يتبعون مصالحهم ولا يتبعون
مصالح إسرائيل، وإذا تغيرت أحوال العرب؛ فإن الأمريكيين والأوروبيين سيغيرون من مواقفهم في المنطقة".
وبحسب وجهة نظر المحلل السياسي الفلسطيني؛
فإن "العامل الأهم في قرب زوال إسرائيل أنها اعتمدت وبشكل إستراتيجي على خيانة
الحكام العرب وضعف الجيوش العربية"، مشيرًا إلى أن "هذه المرحلة بدأت بالزوال،
حيث إن عددًا من قادة هذه الدول رحلوا وسيرحلون وقوى المقاومة تتنامى خاصة في فلسطين
ولبنان".
وبين أن غزة بحاجة إلى عدة سنوات للانتقال
من مرحلة الدفاع إلى الهجوم، عبر تطوير قدراتها العسكرية بتحسن مدى الصواريخ وحمولتها
وزيادة أعداد المقاتلين لينتقلوا إلى مرحلة الهجوم بمساندة مضادات جوية للطيران الصهيوني، مشيرًا إلى
أن هذا الوضع اكتمل في لبنان لدى حزب الله وبحاجة لسنوات في غزة.
بوادر الزوال
ويعزز المواطنون الفلسطينيون حديثهم بفكرة
"زوال إسرائيل" بما أشار إليه المفكر المصري الدكتور عبد الوهاب المسيري
صاحب موسوعة (اليهود واليهودية والصهيونية) بوجود عشر علامات تؤشر على أن زوال إسرائيل
بات وشيكًا.
حيث يؤكد المسيري، في مقالات سابقة له،
أن العلامات العشر هي: تآكل المنظومة المجتمعية للدولة العبرية، والفشل في تغيير السياسات
الحاكمة، وزيادة عدد النازحين لخارج إسرائيل، وانهيار نظرية الإجماع الوطني، وفشل تحديد
ماهية الدولة اليهودية. بالإضافة إلى عدم اليقين من المستقبل، والعزوف عن الحياة العسكرية،
وعدم القضاء على السكان الأصليين (الفلسطينيين)، وتحول إسرائيل إلى عبء على الإستراتجية
الأمريكية، واستمرار المقاومة الفلسطينية وتطوير وسائلها القتالية.
(نقلًا عن قدس برس)