القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الجمعة 29 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

زيارة الألمان إلى غزة.. المؤشرات والدلالات

زيارة الألمان إلى غزة.. المؤشرات والدلالات


الخميس، 04 حزيران، 2015

زار وزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير، قبل يومين، قطاع غزة على رأس وفدٍ كبير من الشخصيات الألمانية، في زيارة وصفها مراقبون بالمفاجئة والسريعة، حيث لم يمكث في القطاع سوى عدة ساعات، التقى خلالها مسؤولين عن الأمم المتحدة ومؤسسات المجتمع المدني، ولم يكشف عما إذا كان التقى قيادات من حركة حماس أو الفصائل.

لكن النفي جاء من عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمود الزهار في تصريح لوكالة "فارس" الإيرانية، وقال: "لم نجتمع بالوزير الألماني، يكفي أن يرى الدمار الذي حلّ بغزة، ويسمع من الأهالي الذين تجرعوا مرارة العدوان الإسرائيلي، ويعانون بسبب تعطيل إعادة الإعمار".

كما نفى الزهار أن يكون ملفا التهدئة طويلة الأمد وتبادل الأسرى مع الاحتلال، على أجندة الزيارة، التي قام بها الوزير الألماني.

مؤتمر الميناء

شتاينماير وصف لدى وصوله غزة الأوضاع بأنها قاسية جدًّا، ولا يجوز أن تستمر أبدًا، وقال: "غزة عبارة عن برميل بارود، ولا يجوز أن ينفجر، أو نسمح بذلك".

ولكن المفاجئ، والذي لفت أنظار المحللين والمراقبين، المؤتمر الصحفي الذي عقد في ميناء غزة، حيث لم يُعتد أن تعقد شخصية بهذا المستوى مؤتمراً في ميناء، المسألة التي عدّها المحلل السياسي عدنان أبو عامر في حديثه لـ"المركز الفلسطيني للإعلام"، بعيدة كل البعد عن العفوية، منوهاً إلى الخبرة الواسعة والعراقة لدى الألمان في السياسة، وقال: "يبدو أن هناك طبخة على نار نأمل أن تجهز قريباً وسريعاً".

وتوقع أبو عامر أن هناك مستجدات خلف الكواليس حول التهدئة وإعادة الإعمار.

رسائل للمقاومة

ولم يحمّل المحلل السياسي مصطفى الصواف الزيارة معاني كبيرة، لافتاً إلى أنها جاءت لإيصال رسالة للمقاومة والشعب بأن أمن "إسرائيل" لدى ألمانيا وأوروبا هو الأولوية، وأن أي تنمية للقطاع لن تكون إلا بأمن "إسرائيل".

ويرى الصواف في حديثه لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" أن الرسائل التي أوصلها الوزير الألماني من غزة، بأنّ الشعب الفلسطيني مطالب بتصفية مقاومته وحفظ أمن "إسرائيل" كما هو الحال بالضفة من أجل إحداث التنمية.

وكان الوزير الألماني قد صرّح خلال مؤتمره في ميناء غزة، أنّ "التنمية الاقتصادية لقطاع غزة مطلوبة وهي لا تتحقق إلا بفتح المعابر، الأمر الذي يحتاج توفير الأمن لإسرائيل مقابل هذه التنمية". كما قال.

ويقول الصواف: "بالطبع هذا النهج غير مقبول على الإطلاق، لذا لم يعِر أحدٌ ما تحدث به وزير الخارجية الألماني أي اهتمام".

وأضاف: "أما إذا كان هذا الوفد يحمل رسالة للمقاومة لم يعلن أحد عنها، حول إذا ما كان هناك صفقة تبادل أو تهدئة، فكل شيء جائز والاحتمالات كثيرة وواردة وغير مستبعدة، لكن الظاهر لم يؤكد أن هناك لقاء تم بين وزير الخارجية أو أي من قادة المقاومة".

وحول المستقبل المنظور للأوضاع وهذه الزيارات المكوكية لقطاع غزة من مسؤولين دوليين، بينّ الصواف أن هناك مشاريع وأفكارًا تعرض، وهناك قراءة لهذه الأفكار، متابعاً: "أنا على يقين أنه لم يتم حتى اللحظة التوصل لأي تفاهمات، ولا يزال الباب مفتوحا لأن يكون هناك تهدئة أو صفقة أو نحوه". كما قال.

دورٌ ألمانيّ

من جهته؛ عدّ المحلل السياسي حمزة أبو شنب، الزيارة بأنها ذات أهمية، قائلا: إن "هذه الزيارة تأتي لأرفع شخصية أوروبية تزور قطاع غزة منذ عام 2007، ثم إن زيارة تتكون من 60 شخصية لا تأتي من أجل افتتاح مبانٍ فقط".

وقدّر أبو شنب في حديثه لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" أن مصر لم تعد وسيطا مقبولا لدى الأطراف، لافتاً أن الأمور تتجه نحو تطور في أمور مختلفة.

وأشار إلى أنه قد يكون هناك تقدمٌ في الترتيبات بين حماس والاحتلال عبر الوساطة الألمانية، التي لها تجربة سابقة في الإفراج عن 20 أسيرة من سجون الاحتلال.

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام